مواقف تربوية لا تنسى


معظم الإباء والأمهات لا يعرفون شيء عن تربية الأطفال ابتداء من الألعاب التي تشترى لتسكيت الأطفال وإشغالهم. والهدايا والنقود تعويضا عن انشغال الوالدين عنا . وعن غيابهم أو عجزهم عن التربية. حتى نما لدى الأطفال أن الألعاب والهدايا حق مكتسب تماما كالأكل والشرب واللباس. هذا يعطل التفكير عن عمل يحقق فيه الحرية . لذلك فرضوا عليهم طفولة طويلة لان مستقبلهم مرتبط بهم. لذلك لجاؤوا الشباب إلى البحث عن الحرية خارج البيت . فالملذات التي يبحثوا عنها خارج البيت هي التي تسوقهم إلى أسرة جديدة من الشباب الخارج عن الأسرة لنكون ما يسمى "شلة" تسعى لتعويض كل ما نقصها في البيت بين الأب وإلام
والإخوة .

ومروا بالعديد من مواقف العقاب بسبب الجهل في التربية. اذكر منها قول احدهم "احضر والدي طقم كاسات ماء للشرب جديد وفرحت عندما رأيتها وأخذت واحدة وركضت إلى الحنفية لأملائها بالماء وعندما فتحت الحنفية سقطت من يدي الكاسة وكسرت . فجن جنون والدي وضربت ضربا كرهت عندها الكاسات . لا يعلمون أنني افقد التوازن عندما امسك بيد وأنسى الأخرى لصغر سني. وعندما ذهبت أول يوم إلى المدرسة بقيت يوما كاملا وأنا أتألم من شدة الضرب الذي لقيتة لإدخالي في الصف عنوة مكان غريب علي, ووجوه غريبة . ولا زلت اذكر كلمات أبي للمعلم اسمع " لك اللحم ولنا العظم " كنت أعود من المدرسة لا اعرف حل الواجبات والقراءة وحدي وكان عقاب معلمي لي أمر من عقاب الأب لا يترك لي فرصة لتعبير عن نفسي فكيف اُحضر وادرس وانأ لا أجد من يساعدني في البيت. خوف ورعب وتهديد في البيت والأمر في المدرسة لا يوجد من يساندنا أو يفهم موقفنا .ناهيك عن بعد المسافة التي يجب علينا أن نقطعها يوميا سيرا على الإقدام ذهابا وإيابا إلى المدرسة .

وأضاف كم من مرة أكلت علقة بسبب بطئي في الكتابة والقراءة لا احد يعي مراحل النمو الجسدي واللغوي. كنا نخاف أن نرفع إصبعنا لنجاوب لان الضرب هو الوسيلة الوحيدة لتصحيح أخطائنا .

كنت أتمنى الهروب من البيت والمدرسة لم اشعر في يوم من الأيام أنني في أمان كنت أتحمل أخطاء من يدرسني أمام المعلم وأخطاء المعلم عندما أعود إلى البيت .

نتيجة للعديد من مواقف الإحباط التي مررت بها أصابتني نوبات الغضب والصراخ . لا احد يسمعني أو يتيح لي المجال لأقول شيئا "أنت صغير اسكت". وكانت تفرض علينا وجبات الطعام والنوم وقت شاء الوالدين. تذكرت في حياتي الأطفال الوحيدون كيف يعيشون ومع من يتحدثون ويلعبون" .

خسرنا الكثير بسبب الجهل وعدم اطلاع الوالدين على الأساليب التربوية . وغياب الوالدين عن متابعة أبنائهم في المدرسة . وفقدوا التوجيه السليم والرعاية المثلى كطفل ويريدون منهم المعجزات فرض عليهم اختيار الفرع العلمي ..أو .. وطلب منهم دراسة الطب أو الهندسة ... رافضين بشكل مطلق الرغبات والتوجهات والقدرات وحرية الاختيار . أتذكر الكلمات لأنها ترن في أذني "من أنت حتى تختار... وشو بفهمك " .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات