وانفجر الفساد موتا ..


من أجل عيون هذا الوطن, ومن أجل ان يعيش اهله ببعض السلام والطمأنينة, قلنا: من أجل الورد يشرب العلّيق.

شوية بيوعات غير حكيمة, وأكثر الظن انها غير قانونية, حرق فارسها ما يدينه من وثائقها, وشوية فساد هنا وهناك, هتك عرض مفاصل الدولة واستباح كل محرم, وشوية توريث للمناصب ومحسوبيات حرمت المؤهل ووهبت المترهل, ثلاث اربع خمس ست سبع ملايين لاجئ خلال عقدين من الزمن, وحدود مايل حظها ليست كالحدود, لا بد سربت الكثير من الخلايا النائمة والحائمة, وشوية تجنيس استثماري وتشويه ممنهج للديموغرافيا الوطنية, وتوطين مجحف بحق الوطن الأصيل والبديل, حتى بتنا نفتش طويلا عن مواطن نساله عن شارع او معلم نجهل طريقه, وشوية رشاوي وبلطجة قناوي وذبح وذبح موازي وثارات, وكم مليون قطعة سلاح في وطن عانى الكثير من السلاح المنفلت, شوية زعرنة بالشوارع وكثير من المخدرات والدعارة المستوردة والمحلية, قوانين سير لتزيين المكاتب وليست للتنفيذ والضبط وحماية الحياة, وأساطيل من مركبات النقل العام والخاص "صايعة" ما لامست القوانين ضمائر أصحابها, والقائمة تطول...

وتعليم وصحة بلا أخلاق, يضرب فيها المعلم والطبيب, متهاوية, أصبحت الثانوية بها محوا للأمية والجامعة صورة تزين الحيطان وتفخر بها الأمهات فقط.

وتجار يطعموننا سقط الطعام, والمتلف في الحاويات, يُدوّر من جديد من على متن ضاغطة الأمانة عبر سائق بلا أمانة, وتاجر لم يسمع يوما بالإنسانية والكرامة, ونظام رقابة يقوم الليل تهجدا وينام النهار تعبدا, لا معالم له وغير فعال, بصره أعمى وبصيرته غائبة, سمعه أطرش والرشا به "حبطرش" وعلى مبدأ... خالف وادفع واملص, الا من رحم ربي.
وأخيرا, (ومن مأمنه يُؤتى الحَذِر).

ومن ثغرة خوفنا على هذا الوطن وهذا الأمن وهذا الأمان, ندفع من جديد الثمن, حياة ودما وصحة وألما وخوفا وعدم مصداقية.
ساعون على رزقهم, كانوا اليوم على موعد مع الموت والإصابة والنار في ساحة جمرك عمان, أتاهم فجأة كالقدر من بطن حاوية ما فركوا فانوسها لولا شغف الحياة والعوز, وهب المسؤولون من الوزير الأول الى وزير العسس الى صاحب الجمارك, يتفقدون ويسألون ويتصورون, دون ان يقدموا للشعب والمصابين إجابة شافية واحدة: من هو او هم الفاسدون المرتشون الذين باعوا ضمائرهم وخرقوا القانون وسمسروا على ظهر وظيفتهم العامة وسمحوا للممنوعات بالدخول من العقبة والوصول الى عمان, وتسببوا بذلك بالكارثة وموت الحياة؟

وزير الداخلية يسال أحد العمال مصابي الحادث: ما كان حدا يدخن؟

لعامل المصاب: المصريين ما بدخنوش يا بيه.

يا معالي الوزير, وكأني بك تبحث عن كبش فداء او مشجب لتعليق التقصير والإهمال والفساد. الشعب لا يريد معرفة سبب الانفجار معاليك, فهذه جزئية تحتمل الانتظار, أما ما يريده الشعب, فهي المصداقية بتعاملكم معه, وان تقولوا له وبدون لجان لا تنتهي للتحقيق, من قتل الناس ودمر وحرق في ساحة الجمرك اليوم؟ من جمرك على ظهرنا وسمسر وارتشى لإدخال الموت الينا؟

مدير الجمرك, سؤالنا لك يا صاحب الصولجان, وقبل ان تتشاطروا على حاوية مكياج والعاب أطفال

ونظارات شمسية وتدمروها في الجمرك لأن على بضاعتها اسماء تجارية معروفة, قولوا لنا, كيف "تملص" المفرقعات والألعاب النارية الممنوعة أصلا من شباككم التي تصيد قوارير العطر وعلب كريم الشمس وحتى ملاقط الحواجب؟

اجيبونا عما اذا كنتم تعرفون ان هذه المفرقعات والألعاب النارية يمكن تحويل محتوياتها الى متفجرات ومقذوفات قاتلة؟

دولة الرئيس, كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته, فهل تعتقدون ان زيارتكم فقط لمكان الجريمة في جمرك عمان, تترجم معنى المسؤولية والرعاية عن الرعية؟

وهل أدركت دولتك, ان الشعب الاردني لا يصيح من قليل, ولا يصرخ من هين, وان الفساد الذي

تطالبوننا ان نحضر لكم وثائقه عندما نتحدث عنه, سيدمر الوطن فوق رؤوسنا جميعا ولن يترك لكم ما تحكمون وتزورون؟

ولي الأمر...لمّوهم بيوم وليلة, وحاسبوهم, ولا تطالبون الشعب بالصمت على موته وألمه والسكوت على جلاديه.

يقولون: البضاعة الممنوعة, كانت تفرغ لإعادة تصديرها.

مجنون يحكي وعاقل يفهم, لماذا تفريغ بضاعة ممنوعة, يصار الى اعادة تصديرها؟
ثم, لماذا وكيف دخلت البضاعة الخطيرة الممنوعة من ميناء العقبة وكيف ولماذا وصلت الى جمرك عمان؟

أصدقونا المقال ولو مرة واحدة, واعطونا من الآخر وافهموا مرة واحدة: انه شعبنا بافهم.

رحم الله ضحايا الحادث اليوم, ومن سبقهم ومنهم ضابط كبير متقاعد اودت بحياته هذه الالعاب قبل سنوات,والشفاء العاجل للمصابين. ولعن الله من كان السبب.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات