الغرايبة يكتب .. مجزرة جمرك عمان


خاص - كتب ادهم الغرايبة - هل كان يلزمنا ان نفجع ب 6 مواطنيين في إنفجار حاوية الالعاب النارية كي نمنع بتاتا استيراد هذه الالعاب ؟! هذا ان كانت الحادثة المفجعة ستؤدي حقا الى هكذا قرار !


بالرغم من كل الاستياء الشعبي على مدى الاعوام الماضية لم تستجب الجهات الرسمية المختصة بمنع تجارة هذه " الالعاب " , إذا كنا نركن للوعي الشعبي لمقاطعة هكذا بضائع فمن الواضح ان هذا الوعي في حالة إنزواء لحساب تصرفات هوجاء يمارسها المجتمع و تبتهج له الدولة من خلال تعاميها عن كل المخالفات .


فقدنا العشرات من أحبتنا بسبب العيارات النارية من أسلحة الطائشين و حينما " خشنت " الحكومة صوتها مؤخرا و اتخذت اجراءات ملموسة خفتت هذه الظاهره الى حد كبير جدا . الامر مرتبط اذا بسيادة القانون و بردع السلوك الهمجي و النزعة الفوضوية عبر القانون – القانون الرادع تحديدا ! - و الاصرار على تطبيقه , في كل دول العالم تميل الشعوب للسلوك البدائي و النزوع للفوضى بالمناسبة , انظر الى الولايات المتحدة التي يباع فيها السلاح اكثر ما يباع الفلافل عندنا !


سلوك الناس في بلدنا يتناسب طرديا مع رداءة السلوك السياسي و الاداري من النخب العليا , اغلب الناس يقتدي بهؤلاء فإذا سرقوا هم سرق هو , و اذا لم يكترثوا لشأن دولتهم تحامق هو ايضا و لم يكترث , مع ان تلك النخب على أهبة الإستعداد لترك البلد و التمتع بما نهبته منا , فيما نحن لا ملاذ لنا الا هذا الوطن الذي بدل ان نحافظ عليه و نرعاه , نشارك في تخريبه !


دم الذين فقدناهم في " مذبحة " جمرك عمان و الآم عشرات المصابين برقبة من سمح بإستمرار اعطاء رخص لاستيراد هذه " الالعاب " , و على ذويهم ان يرفعوا قضايا تعويض سيما ان التاجر الاردني منزوع الضمير و يستورد بضائع رديئة الصنع كي يوسع هامش ربحه على حساب سلامة و صحة الناس سيما ان الحكومة متراخية تماما في جودة البضائع المختلفة التي يتداولها الناس .


تقف حائرا ازاء تهاون حكوماتنا بحق أبسط واجباتها , مع أنها ليست منشغلة بمهام كبرى اصلا فلا هي معنية بإيجاد حلول وطنية لتحديات الطاقة و المياة و النقل و لا هي تخوض في اصلاح سياسي حقيقي يستعيد ثقة الناس و لا هي تنخرط في حملة استعادة ما تم سرقته و محاسبة الفاعلين و تنشغل – فوق ذلك - في اعادة تدوير الاشخاص – لا اقول الشخصيات – في المناصب الرسمية التي فقدت هيبتها اصلا ! و تلعب ادوارا هامشية تشبه ادوار " الكومبرس " فيما يحدث حولنا. لكنك تحتار اكثر في البلادة الشعبية التي تحظى بإجماع الناس ازاء ابسط حقوقهم في بضائع يدفعون مقابلها اغلى الاثمان و اضعاف ما تستحقه فعليا مع انها رديئة جدا و غير آمنة و كأن ما يحدث يشبه سقوط نيزك على احدى دول قارة امريكا الجنوبية فيما هم ينهمكون و يحتدون في نقاشات طائفية تكفيرية ! .
الإستهتار العام وصل – منذ زمن بعيد ! – لأهم حاجات الانسان , الغذاء و الدواء . و نترحم على روح د . عبد الرحيم ملحس الذي إنتصر لضميره و انحاز لروح المواطنه و أوفى بقسمه و تمرد على المصالح الشخصية ذات حكومة فتصدى لفظائع مروعة تغض الحكومات الطرف عنها في قطاعات الدواء و الغذاء !


ننتظر قرارا من الحكومة – سواء الحالية او القادمة – ان تخشن صوتها و ان تلوح بعقوبات حازمه لكل متهاون كي نخلص من التراجع الحاد في انضباط المجتمع الذي بات يتبى الفوضى نهجا و خيارا للتعبير عن نزقه و احتجاجه بشكل خاطئ على السماجة الرسمية في ادارة البلد , و ان تكون الفاجعة سببا مباشرا و فوريا لإعفائنا من " بلاوي "الالعاب " النارية التي اقلها الإزعاج و التلوث السمعي , على الاقل من باب امتصاص إرتدات حادثة انفجار جمرك عمان , و ان تكون الفاجعة اياها مدخلا للجم جشع التجار و توفير دعم اضافي لجهات رسمية معنية بالامر مثل المواصفات و المقاييس و مؤسسة الغذاء و الدواء اللتان تضيئان شمعة في ظلام حكومي دامس !



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات