بعد (210) أيام أنتهت حرب شحنة القمح البولندية بين الجهات الحكومية والرقابية , منذ عام 1990 وقصص ومسلسلات شحنات القمح الوارده الينا تحدث فيها فضائح وكوارث وجميعنا نتذكر مقولة وزير الصحة رحمة الله عليه الدكتور عبد الرحيم ملحس عندما قال في أحدى شحنات القمح ( لقد وجدنا في الشحنة جلد الثعبان ولم نجد الثعبان نفسه) .

في عام 2000 نشرت جريدة ( بيرلينير زايتونج الالمانية ) خبر تحت عنوان أعلن مسؤولون حكوميون في برلين أنه تم بيع شحنة من القمح الملوث بالمبيدات إلى تونس والاردن وذلك قبل أن تنفجر فضيحة حول مبيد الاعشاب المحظور نيتروفين.

وحسب التصريحات ان المبيد العشبي يؤدي الى السرطانات والكمية المباعه تقدر ب (100) ألف طن لانعرف هل فعلا هذه الشحنة دخلت المملكة ام لا .

شحنات القمح التي تأتي الى الاردن دائما تحمل علامات الاستفهام بدءا من شحنة القمح الالمانية والرومانية ثم البولنديه , نعم يا سادة يا كرام لقد تاجر الحيتان والفاسدين بصحتنا وغذائنا ونتمنى من الله ان الشعب لم يأكل القمح المسرطن والمفأرن والمديدن والمصبغن .

العجيب في الامر ان الجهات المسؤولة عن أمننا الغذائي استمرت تتعامل مع نفس المورد لشحنة القمح الرومانية وحسب وسائل اعلام ان مورد الشحنة البولندية هو نفسه مورد الشحنة الرومانية , وهناك تضارب في الانباء بخصوص مصدر شحنة القمح الرومانية فالبعض قال انها جاءت من بلغاريا أو اوكرانيا , والسؤال لماذا لا تستلم وزارة الزراعه ملف عطاءات الزراعه وبأمكانها ان تستأجر الالف الهكتارات في روسيا ورومانيا واوكرانيا وبلغاريا تزرع القمح لحساب المملكة وتجلب لنا قمحا نقيا غير ملوث من حصاد نفس السنة .

الشحنة البولندية حسب تصريحات وزارة الصناعة باعت منها (50) ألف طن بسعر (150) دولار للطن يعني بمبلغ 5و7 مليون دولار , وتصريح اخر ان وزارة الصناعة استردت 4و13 مليون دولار من ثمن الشحنة البالغ 4و14 مليون دولار تمثلت في مصادرة الكفالات المقدمة من قبل المورد للشحنة وقيمة بيع الشحنة التي لم تتم اجازتها من قبل الغذاء والدواء.

يا سامعين الصوت لو أراد شخص شراء سيارة كيا (نص عمر) أول عمل له يقوم يفحصها عند ثلاث فحيصة ويكون الشرط اذا رسبت في الفحص يكون الدفع على حساب صاحب السيارة فكيف بشحنة قمح ثمنها أكثر من 15 مليون دولار وحسب المعلومات ان هناك دفع للمورد قبل انتظار نتائج الفحص .
اسئلة كثيرة عن شحنات القمح ابرزها , ما معنى وجود حشرات هل هي ( سوس) أم ( فئران ) , ما معنى وجود ( عفن) وكم عمر الشحنة الزمني في بلد المنشأ , هل هناك صراع بين مؤسسة الغذاء والدواء ووزارة الصناعة والتجارة , هناك الوان رمادية في هذا الملف , هناك تضارب كبير في كميات الحبوب الملونه فمؤسسة الغذاء تقول ان الكميات (45 طن) وشركات الصوامع تقول ان الكميات الملونه (800 كيلو غرام ) لاحظوا الفرق.. هذا التضارب في الارقام يحتاج الى وضع مائة خط , ما معنى وجود أصباغ في القمح هل هو قمح يستخدم علف للحيوانات اذا كان كذلك فأن سعر طن العلف عالميا 40 دولار للطن لكن يبدو ان القمح تم شرائه من المورد على حساب 291 دولار للطن لاحظوا الفرق هناك ربح خيالي جنوني على حساب صحة المواطن الاردني , هل هناك أسس واضحة لاختيار أعضاء لجنة الاشراف ومن هم اعضاء اللجنة هل هم من اصحاب الخبرة والاختصاص ولماذا لا يتم اشراك مختبرات القوات المسلحة والجمعية العلمية الملكية واصحاب الكفاءة في وزارة الزراعه وجامعاتنا الاردنية وتحديدا كليات الزراعه حتى نتخلص من قضية المحسوبيات والتنفيعات في ملف القمح , والسؤال الاخير هل غادرت الشحنة فعليا ميناء العقبة ام ان الاجراء حبر على ورق , سؤال لرئيس الحكومة هل سنشاهد ملاحقات قانونية ومحاسبة للذين كانوا يريدون أن يمرروا هذه الشحنة .

اسئلة كثيرة نضعها امام المسؤولين واصحاب القرار ونقول لهم أتقوا الله في هذا الشعب لانه يريد ان يأكل خبز ( حاف) بعيدا عن نكهات الفئران والديدان والسرطان
والالوان .