عريس الهنا
تلفت حوله بملل وهو ينتظر فتح الإشارة العنيدة، حين وقعت عينه على يد رقيقة بأصابع طويلة رشيقة تتكىء بنعومة على مقود السيارة المجاورة له، تطلع نحوها محاولا رؤية ملامح صاحبة تلك القطعة الفنية فلم يتمكن من التمعن في وجهها ، لكن بدت له أنها كانت تدندن بلحن مرح، ولما مد عنقه للتمعن في ملامحها، فتحت الإشارة وانطلقت أمامه كومضة من سحر فوجد نفسه يتبعها كالمأخوذ !
وصلت إلى ما بدا له أنه مكان عملها، وخرجت من سيارتها، فانتصبت أمامه هيفاء ممشوقة كأنها هربت للتو من غلاف مجلة... وكالمأخوذ، مرة أخرى، تبعها... ودون جهد يذكر، استطاع معرفة اسمها، ثم، وبعد أيام، تمكن من الحصول على رقم هاتفها، واخترع حجة لزيارتها، فرآها عن قرب... ليدرك أنه أخيرا أمام المرأة الحلم !
وبدأ بالتقرب منها بلهفة معلنة... وبدأ يعرف إيقاع حياتها، وماذا تفعل كل يوم : من البيت إلى العمل، ثم إلى أحد الأندية الرياضية، فالخروج مع الصديقات للتسوق، أو لشرب القهوة، أو قضاء الأمسية بالسير الرياضي السريع في الحي الجميل حيث تقطن!
ولم يمض وقت طويل حتى أعلن لها عن إعجابه، وعن أحلامه بها شريكة لحياته... تزوجا أخيرا وهو يحسب نفسه أنه في حلم... لم يكن ليصدق أنه ارتبط بجميلة متعلمة رشيقة متحضرة ذات مستوى !
لذلك كله لم يعترض أو يتذمر من تكاليف زواجه بها، فاستوعب وتفهم واحتوى كل الشروط والتفاصيل الصغيرة منها والكبيرة المتعلقة بحفل الزفاف وقاعة الفندق المناسبة والفستان والمدعويين وشهر العسل الشرق آسيوي... والشقة الأنيقة وكل ما يمكن أن يرضيها ويحقق طموحاتها به ! مضى الشهر الأول في عسل... والثاني كذلك... ومضت شهور دون أن يشعر، إلى أن أفاق ذات يوم على زيادة ملحوظة في وزنه... وحاول أن يعرف ماذا حدث ولماذا حدث ؟ فتذكر بسرعة أنه، منذ ارتباطه بها، وهما يتناولان وجبات سريعة... ثم تذكر بالمقابل أنه لم يضطر لتغيير اسطوانة الغاز في مطبخهما منذ عام !
وبرقة بالغة همس لها باستنتاجه، فاقترحت الاستعانة بأمها أو بأمه للحصول على الوجبات اللائقة... فمضت شهور أخرى وهما يتنقلان بين البيوت ! وبصوت حاسم صرح لها أنه سئم الأمر، ويود لو يأكل في بيته مثل بقية الرجال من خلق الله، فأجابت بإنجليزية رنانة وهي تتناول حقيبتها الرياضية استعدادا للخروج بأنها لا تعرف شيئا عن شؤون الطبخ ! ومرة أخرى، وبصوت متوسل رجاها بأن تبذل جهدها في هذا الشأن، فوافقت على مضض، لتمضي شهور أخرى وهو يأكل البيض المقلي أو البيض بالبندورة أو البيض بالبطاطا أو البيض بالبيض حتى بات يرى الأشياء باللونين الأبيض والأصفر !
هي هذه الأيام، ما زالت رشيقة، خفيفة، أنيقة، حيوية... أما هو فتكاد تميزه بين الشباب من زيادة وزنه ومن علامات الإحباط في ملامحه... ومن غضب مكبوت يطل من عينيه الحزينتين ! ويقال إنه انتسب إلى معهد لتعليم فنون الطهو للرجال... لكنه مازال مؤرقا، وخاصة أنه صار يفكر بالإنجاب... ولا يعلم كيف يمكن تدبر الأمر هذه المرة ؟
6/12/2009
تلفت حوله بملل وهو ينتظر فتح الإشارة العنيدة، حين وقعت عينه على يد رقيقة بأصابع طويلة رشيقة تتكىء بنعومة على مقود السيارة المجاورة له، تطلع نحوها محاولا رؤية ملامح صاحبة تلك القطعة الفنية فلم يتمكن من التمعن في وجهها ، لكن بدت له أنها كانت تدندن بلحن مرح، ولما مد عنقه للتمعن في ملامحها، فتحت الإشارة وانطلقت أمامه كومضة من سحر فوجد نفسه يتبعها كالمأخوذ !
وصلت إلى ما بدا له أنه مكان عملها، وخرجت من سيارتها، فانتصبت أمامه هيفاء ممشوقة كأنها هربت للتو من غلاف مجلة... وكالمأخوذ، مرة أخرى، تبعها... ودون جهد يذكر، استطاع معرفة اسمها، ثم، وبعد أيام، تمكن من الحصول على رقم هاتفها، واخترع حجة لزيارتها، فرآها عن قرب... ليدرك أنه أخيرا أمام المرأة الحلم !
وبدأ بالتقرب منها بلهفة معلنة... وبدأ يعرف إيقاع حياتها، وماذا تفعل كل يوم : من البيت إلى العمل، ثم إلى أحد الأندية الرياضية، فالخروج مع الصديقات للتسوق، أو لشرب القهوة، أو قضاء الأمسية بالسير الرياضي السريع في الحي الجميل حيث تقطن!
ولم يمض وقت طويل حتى أعلن لها عن إعجابه، وعن أحلامه بها شريكة لحياته... تزوجا أخيرا وهو يحسب نفسه أنه في حلم... لم يكن ليصدق أنه ارتبط بجميلة متعلمة رشيقة متحضرة ذات مستوى !
لذلك كله لم يعترض أو يتذمر من تكاليف زواجه بها، فاستوعب وتفهم واحتوى كل الشروط والتفاصيل الصغيرة منها والكبيرة المتعلقة بحفل الزفاف وقاعة الفندق المناسبة والفستان والمدعويين وشهر العسل الشرق آسيوي... والشقة الأنيقة وكل ما يمكن أن يرضيها ويحقق طموحاتها به ! مضى الشهر الأول في عسل... والثاني كذلك... ومضت شهور دون أن يشعر، إلى أن أفاق ذات يوم على زيادة ملحوظة في وزنه... وحاول أن يعرف ماذا حدث ولماذا حدث ؟ فتذكر بسرعة أنه، منذ ارتباطه بها، وهما يتناولان وجبات سريعة... ثم تذكر بالمقابل أنه لم يضطر لتغيير اسطوانة الغاز في مطبخهما منذ عام !
وبرقة بالغة همس لها باستنتاجه، فاقترحت الاستعانة بأمها أو بأمه للحصول على الوجبات اللائقة... فمضت شهور أخرى وهما يتنقلان بين البيوت ! وبصوت حاسم صرح لها أنه سئم الأمر، ويود لو يأكل في بيته مثل بقية الرجال من خلق الله، فأجابت بإنجليزية رنانة وهي تتناول حقيبتها الرياضية استعدادا للخروج بأنها لا تعرف شيئا عن شؤون الطبخ ! ومرة أخرى، وبصوت متوسل رجاها بأن تبذل جهدها في هذا الشأن، فوافقت على مضض، لتمضي شهور أخرى وهو يأكل البيض المقلي أو البيض بالبندورة أو البيض بالبطاطا أو البيض بالبيض حتى بات يرى الأشياء باللونين الأبيض والأصفر !
هي هذه الأيام، ما زالت رشيقة، خفيفة، أنيقة، حيوية... أما هو فتكاد تميزه بين الشباب من زيادة وزنه ومن علامات الإحباط في ملامحه... ومن غضب مكبوت يطل من عينيه الحزينتين ! ويقال إنه انتسب إلى معهد لتعليم فنون الطهو للرجال... لكنه مازال مؤرقا، وخاصة أنه صار يفكر بالإنجاب... ولا يعلم كيف يمكن تدبر الأمر هذه المرة ؟
6/12/2009
تعليقات القراء
أكتب تعليقا
تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه. - يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع |
|
الاسم : | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : | |
أقل ما يمكن أن يُقال عنك انك رائعه وموهوبه وتزداد روعتك عندما يلتقيك الواحد منا شخصيا حيث يلمس الثقافة الواسعه والشخصيه الواثقه الهادئه المتزنه وسرعة البديهة مع حس الدعابة عندما يلزم ذلك يُزين ذلك كله حضور قوي والقدرة على ادارة دفة الحديث , لمست ذلك كله اثناء لقائنا في برنامج يوم جديد , هنيئا للاعلام بك يا دكتوره لانا واسلمي دوما