ما الهدف الحقيقي لتأسيس "المنظمة العربية للتربية"؟


قبل أيام أعلن من بيروت عن إطلاق "المنظمة العربية للتربية"، كإطار رديف لاتحاد المعلمين العرب، على حدّ تعبير المؤتمرين يومي السابع والثامن من تشرين الأول.

جميل ... ولكن، ما حاجة اتحاد المعلمين العرب لهذا الرديف؟؟!!

ومن هم القائمون على الفكرة؟ وما أهدافه التي يفترض أنها رديفة لأهداف اتحاد المعلمين العرب ومكمله له؟

والأهم... من هو الراعي الرسمي لهذا المؤتمر الذي أفضى لتأسيس المنظمة؟

لعله بمقارنة بسيطة بين النظامين الأساسيين لكل من "المنظمة العربية للتربية" و"اتحاد المعلمين العرب" تتضح الحقائق التالية:

- جاء النظام الأساسي للمنظمة العربية للتربية نسخة عن غالبية مضمون النظام الأساسي لاتحاد المعلمين العرب (كما نشر في الإعلام)، مع إجراء التعديلات التالية:

- إلغاء تعابير: القومية العربية، والأمة العربية.

- وكما نُشر في جريدة الأخبار اللبنانية، تم إلغاء بند "دعم حركات المقاومة والتحرر، ومواصلة النضال للقضاء على الحركة الصهيونية"، من أهداف المنظمة، والواردة في النظام الأساسي لاتحاد المعلمين العرب.

- وربما الأخطر، أنه تم إلغاء أي ضوابط أو حدود للمنظمة في عملية فتح علاقات مع منظمات دولية أو إقليمية، ليزيل من أمامهم عائقا، ويعبّد لهم طريق التطبيع، وبالتالي التعاطي مع المنظمات المشبوهة.
- إلغاء هدف "النضال من أجل حقوق المعلمين"!!!!
إن صح ما تناقلته وسائل الإعلام حول النظام الأساسي للمنظمة الوليدة، تكون غاية إنشائها، صنع إطار جديد للمعلمين العرب، ينتهج التطبيع مع الكيان الصهيوني، ويلغي من أجندته فلسطين والمقاومة.

الجانب السوداني المشارك يقول: "إن المنظمة تُعنى بالتربية فقط، بعيدا عن السياسة التي تفرق بين الشعوب العربية".

وهذا مجاف للحقيقة، إذن، بماذا يُفسر إصرار المؤتمرين على استبعاد سوريا من الحضور، إذا كانت الغاية النأي المنظمة عن السياسة؟

الجانب اللبناني المستضيف، خلق أزمة حادة في صفوف معلمي لبنان، فقاطعت جميع القوى الوطنية الحية أعمال المؤتمر والتأسيس، ويلوحون بالتصعيد ضد المؤتمر وما ابنثق عنه من تأسيس للمنظمة المذكورة.

لجانب الكويتي المشارك صرّح عن نية المنظمة الوليدة تنسيق أعمالها مع منظمة الـ "ei"، التي سيأتي الحديث عنها لاحقا.

الجانب الأردني المطبّل للمؤتمر، ممثلا عن نقابة المعلمين، نشر خبر المشاركة والتأسيس، كإنجاز تاريخي، وتغنى به دون أن يتطرق إلى الراعي الرسمي لهذه المنظمة، الراعي الذي صرحت النقابة أكثر من مرّه (زورا) انسحابها من تحت مظلته، وآخرها على لسان نقيبها، فما الذي جرى إذن؟
بالطبع الراعي المشبوه هو "المنظمة الدولية للتعليم (ei) ذات الارتباط الوثيق بالكيان الصهيوني.
وحتى لا يتصرع عرابو التطبيع بالنفي، فإن خبر الرعاية وحضور ومشاركة الأمين العام للـ "ei" "فرِد فان ليفين" في عدد من جلسات الاجتماع، نشر على موقعها وبعدة لغات، باستثناء العربية (حتى اللحظة)، وعلى غير العادة (ربما بناء على رجاء خاص من ممثلي نقابتنا).(صورة الخبر مرفقة في الأسفل)
إذن يبطل العجب، حين يكون الراعي منظمة لها ارتباطها بالصهيونية العالمية، ويقوّض أكثر حين نعلم حضور النائب بهية الحريري لأحد فعاليات المؤتمر، بل وحج الوفود المشاركة إليها في مدينة صيدا، واجتماعها بهم، وينجلي الغبار أكثر بدعوة العشاء في فندق "موفنبيك" ببيروت، من قبل "جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية".
ما حصل هو التفاف من قبل القوى الظلامية التي تعادي القومية وكل من ينطق بحقّ الشعب الفلسطيني بالمقاومة ضد الكيان الصهيوني، وبالتلي التفاف على اتحاد المعلمين العرب الذي أسس بفكرة ناصرية، ومقره القدس، ولوجود المحتل الصهيوني نقل مؤقتا إلى دمشق.
أخيرا وللتذكير بمنظمة (ei): فهي منظمة خاصة، تحتضن عضويّة الكيان الصهيوني، وترتبط بعلاقات وثيقة مع مركز اسحق رابين.
عضو مجلس إدارتها السابق "إدوارد مكيلوري" ضابط ارتباط سابق بمنظمة العمل الصهيونية، وأوّل من حصل على "جائزة اسحق رابين للقيادة التعليميّة"، واحتفت المنظمة ببناء مدرسة في الكيان الصهيوني، شيّدت فوق دماء شهداء فلسطين، تكريما للرؤى المشتركة التي جمعت المنظمة واسحق رابين.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات