تبدلات سريعة للسياسة الروسية في سوريا


ظلت روسيا حتى أيلول الماضي تتحدث عن حل سياسي في سوريا وأن الأعمال العسكرية في سوريا لن تحسم الموقف.

فجأةً نجد روسيا تقود مع ايران عملاً حربياً شاملاً ضد أهل السنة أغلبية الشعب السوري لإطالة عمر بشار وحكمه ذو الأقلية الشيعية.

ما كانت لتفعل روسيا هذا لولا الدعوة الأمريكية الإسرائيلية التي رأت أن بشار على وشك السقوط وأنه أفضل مئة مرة لأمن إسرائيل من دولة إسلامية سنية في سوريا.

بعد مرور أكثر من شهر على بدء العمليات الحربية الروسية الإيرانية فشلت العملية العسكرية إذ لم تستطع قواتهم البرية الشيعية الشيوعية أن تحرز أي تقدم على الأرض في حين أن تنظيم الدولة الإسلامية يقطع الآن طريق إمداد قوات النظام في جنوب حلب وجيش الفتح يتقدم في ريف حلب مع تقدم القوات الإسلامية في ريف اللاذقية المكان الأخطر.

سارعت روسيا وعلى الفور بعد هذا الفشل الميداني بطرح مبادرة سياسية مفاجئة خصّت بها تركيا والسعودية أولاً ثم الأمريكان، وعلى عَجل كان لقاء وزراء خارجيتهم في فيينا أمس.

ظهر في الجولة الأولى من المباحثات إقتراح روسي ببقاء بشار لمدة محدودة إنتقالية اصتدم بإصرار تركيا والسعودية على رحيل بشار قبل البدء بأية مفاوضات، وذلك لتأكدهم من المأزق الروسي، لكن الطرفين اتفقا على معاودة المباحثات مع علم تركيا والسعودية أن الذي يهم روسيا الآن بعد فشلها العسكري في سوريا ليس بقاء بشار وإنما أية سلطة تضمن الحفاظ على مصالحها في سوريا وهذا ما أظن أنه لن يتحقق.

مع الفشل العسكري ساعد في تسريع طرح المبادرة الروسية التهديد القطري باحتمال تدخل تركيا والسعودية وقطر بعمل عسكري لحماية السنة في سوريا من شر بشار وشيعته الإيرانية.

يحاول "بوتين" حتى الآن بعد اتفاقه مع بشار أن يجد وسيلة لتحقيق خروج آمن لبشار وعدم ملاحقته قضائياً ولكي لا يحصل على لقب مخلوع مع الحصول على وعد للمحافظة على المصالح الروسية في سوريا مقابل إقناع بشار بالرحيل وتقديم ضمانة روسية لعدم عودة بشار للعبث في سوريا مستقبلاً كما فعل على عبدالله صالح في اليمن بعد رحيله بموجب المبادرة الخليجية كما يحاول "بوتين" بطلب من إيران تأمين عدم الثأر من العلويين بسبب الجرائم التي أرتكبوها بحق أهل السنة في سوريا وهذا ما أظن أنه لن يحصل أيضاً.

في الجولة القادمة من المباحثات لوزراء الخارجية الأربع ستظهر ملامح الصورة بشكل أوضح مع ضرورة العلم بأن هناك جهات سنية فاعلة في سوريا لا تقبل بأي اتفاق يبرمه الطرفان.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات