قلم رصاص


في قاعة الامتحان فتح احمد حقيبته فلم يجد القلم ، فسأل زملائه:من معه قلماً زائداً؟.. فأعطاه خليل ( جاره في المقعد) قلماً ليقدم الامتحان.

احمد طالب مجتهد ومتفوق ودائماً يحصل على المركز الأول في صفه ويحصد شهادات التفوق والتقدير في مدرسته ، لكنه فقد قلمه ولم يجده يوم امتحان مادة المهني للصف الرابع الابتدائي والذي هو فيه.

ومع مرور الأيام والسنين حصل احمد على أعلى معدل في الثانوية العامة ودخل كلية الطب ...لكن خليل لم يترك أحداً إلا وأخبره عن قصة قلم الرصاص الذي أعطاه لأحمد يوم الامتحان ، وكان يقول : لولا قلمي الرصاص لما حصل احمد على هذا التفوق والنجاح.

ومرت الأيام وسار قطار العمر ..وخليل مازال يحدّث أولاده وأحفاده وجيرانه عن قلم الرصاص الذي أعطاه لأحمد ، قائلاً: لولا قلمي الرصاص لما حصل احمد على هذه الشهادات ، ولم يبني هذه البنايات ، ولم يفتح هذه العيادات، ولم يشتري هذه السيارات.

فلو نظرنا إلى الإعلام الذي يبثه خليل والانجاز الذي ينسبه لنفسه لوجدناه لا يختلف عن الإعلام الذي تبثه بعض الجمعيات والمنظمات والأشخاص العاملين فيها والتي تقدم المساعدات للفقراء والمحتاجين ، فأكثر ما تركز عليه هذه المنظمات والجمعيات هو الدعاية الإعلام والتصوير ( وعندما تسألهم لماذا هذا التصوير؟ يقولوا هيك طلبوا منا) فيقومون بتصوير الفقير قبل استلام الطرد ( مع كشرة على وجهه ) ويصوروه أثناء استلام الطرد وحمله ( ويطلبوا منه أن يبتسم ويضحك)..ونسوا أن لهذا الفقير مشاعراً وأحاسيس وانه يخجل ويموت حياءً من هذا العرض الإعلامي وهذا النشر الإعلاني لجمعياتكم ومنظماتكم ولشخصياتكم.

فكم من فقير ومحتاج ترك وعاف هذه المساعدات والطرود حياءً من التصوير وخوفاً من الإعلام ، فهذه الطريقة التي توزعون فيها المساعدات والطرود تلحقون بها المن والأذى بمشاعر الفقير وأحاسيسه ، وربما لا تصل أجورها لفوق رؤوسكم لأنها لم تخلو من السمعة والرياء، أما صدقة الخفاء فهي التي تصل إلى السماء لأنها خالية من المن والأذى والرياء ولأنها تصل إلى الفقير والمحتاج بكل فخر واعتزاز.

فنقول لهؤلاء الذين يهتمون بالإعلام والتصوير: دعوكم من هذا النفاق والرياء ، فلن ينفعكم الإعلام ولا التصوير ، لأن هناك رب أسمه المصور ...يصور ما في قلوبكم.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات