لن يفيد معه شيء


إن التاريخ وضع ليقرأ وحتى يتعرف اللاحقون على تجارب وخبرات السابقين ، ويكون منه الفائدة ، حيث أن ما يوضع أمامك من مراجع ومصادر عن حقب زمنية مرت وماكان منها من أحداث وما آلت له الأمور وكيف تم التصرف مع عظائم سجلتها الدهور ؛ إلا ليؤنسك قليلا ويضع أمامك قنديلا مضيئا تستطيع أن ترى به مالم تكن تراه أو يساعدك في كيفية الاستنتاج ، وان تحلل بمنطق علمي بعيدا عن التخرصات والتأويلات غير المستندة لشئ .

أقول هذا وانا أرى الأحداث الجسام التي تقع على الساحات العربية والتي كانت يوما ما ملكا لذوي العدالة والحضارة والعلم والمعرفة وشتى صنوف مظاهر التقدم والرقي ، فعمروها وشهد على ذلك الموروث الذي يوجد هنا وهناك أنى كان شكل هذا الموروث ، ليأتي من يريد تزوير كل شئ .

إن المقدسات الإسلامية وغيرها من أراضي رمزيتها ذو دلالة واضحة على واقع ديني وعمق تاريخي لن تغفله أكاذيب هنا وهناك وقد استبيحت من متطفلين بحجج واهية وتصورات لامكان لها إلا في خيال فارغ من كل أمانة ودقة تاريخية ، نسج نصوصها ذوو رؤى لا يريدون إلا أن يزرعوا في ارض طاهرة نظيفة بذرة سوء لاتنبت إلا سما ، يقضي على من يقترب منه غير آبه بمعاني إنسانية ، ولا يعرف للآخرين حقوقا ، وقد تربوا على استباحة ما يمكن أن يأتي أمامهم ، ولا نظر عندهم لحجم المعاناة التي قد يخلفونها ، وسيدون التاريخ الذي سيكتب عند البعض وفق الحقائق والتوثيقات الشواهد أفعال هؤلاء المشينة .

مهما يكن من أمر ومهما حصل فليعلم كل متطفل انه يوما ما ستمتلئ هذه الأرض نباتا بدأت طلائعه في بيت المقدس وأكنافه ينمو بقوة الدبابات وبسرعة الصواريخ ، سقي بماء اسمه اللامستحيل ، ولا يوجد في قواميسهم إلا أن الروح قد منحت لتبذل في سبيل أية قيمة نجلها ونعظمها ، سواء كانت الأراضي التي هي لأهلها الحقيقيين أولا وأخيرا ، أو مقدسات ستبقى قدسيتها ما شهد على الأرض ولو موحد واحد ، أو أعراض لن تمس وعين احدهم مفتوحة ، ولن تضيع الحقوق وسيأتي يوما ما يجر معه كل معتدي إن خرج سالما أذيال الخيبة قائلا في نفسه : لقد قرأت التاريخ ولكن التاريخ المضلل الوهمي البائس ، وأيقنت الآن نعم نعم ـ أن الأرض ليست بالجدر والحواجز ولا بالأبدان المثقلة بشتى أنواع الأسلحة ـ وسأوصي من يعقبني أن لا تضيعوا أوقاتكم وجهودكم وأموالكم هباء عند من لايعرف إلا التصميم ثم الذي يليه ويليه ، ولا تحاولوا فمهما طال الزمان اوقصر فمع إرادة هؤلاء ـ صدورا للموت مشرعة وحجرا وسكينا ومدفعا من ماسورة ملقاة على جنبات الطريق وقنبلة صممت من اللاوجود ـ الحق أبلج أبلج ، ولن يفيد معه شئ .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات