من يشكر من


في نظرة على أركان الإسلام والتي تتوزع بين أن تكون عبادات قولية أو بدنية أو مالية والتي يعلوها لااله إلا الله وان محمدا رسول الله مرورا بالصلاة والزكاة وهي موضوع هذا المقال ـ بالإضافة إلى الصدقات ـ والصوم والحج .

أن الطبيعة البشرية منذ الأزل جبلت على حب التملك ، وخاصة الأموال والتي هي عصب الحياة قال تعالى (زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطر المقنطرة من الذهب والفضة .....الخ) وقال تعالى ( المال والبنون زينة الحياة الدنيا ) ولما كانت هذه هي طبيعة النفس البشرية فقد أراد الله عز وجل تزكية النفس ، وخلع الطمع والجشع ، ورتب على وجود الأموال النقدية وغيرها زكاة مال مفروضة بالإضافة إلى النفقات في أبواب الخير الأخرى ، وهذا الترتيب تباين بين الفرض ضمن الحصص المقدرة شرعا وبين الاستحسان والدعوة لها دون تحديد للمقادير .

لقد وردت الآيات الكثيرة في القران الكريم والتي تحث على الإنفاق قال تعالى(مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة انبتت سبع سنابل في كل سنبلة مئة حبة والله يضاعف لمن يشاء) فهل بعد هذا العطاء عطاء !!! وقال تعالى (الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله ثم لايتبعون ماانفقوا منا ولااذى لهم أجرهم عند ربهم) فانظر أخي من الذي سيعطيك الأجر انه الله الكريم الذي بيده خزائن السموات والأرض !!! وقال تعالى (وما تنفقوا من خير يوف إليكم ) تؤكد الآية والقائل هو الله أن إنفاقك ستوفاه والواعد هو الله !!! وقال تعالى (خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها) وهذا أيضا مردود آخر وهو الوعد الإلهي بالتطهير ونماء الأموال والقائل هو الله عز وجل!!! وهناك عشرات الآيات التي تحث على بذل الأموال في وجوه الخير وخاصة تلك التي تنفق وفيها إيثار على النفس فهي أعظم أجرا والله أعلم .

ومن الأحاديث التي حببت في الإنفاق والكل يعلم أن أقوال الرسول وأفعاله هي منهج يجب علينا إتباعه ومما قال الرسول صلى الله عليه وسلم ( سبعة يظلهم الله بظله يوم لاظل إلا ظله ....... ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لاتعلم شماله ماانفقت يمينه ) ستكون أيها المنفق في ظل الله وما أكرمه من ظل ومااحوجنا له !!! وفي حديث آخر ستكون صدقتك في يمين الرحمن وان كانت تمرة فستربو في يد الرحمن حتى تكون أعظم من الجبل .

وقد ورد في المراجع والمصادر التاريخية القصص العجيبة في مجال بذل الغالي في سبيل الله وذلك من السلف الصالح ومن أراد الاستزادة فعليه بالرجوع لها لعدم إمكانية سردها في هذا المقال
إذا أيها الإخوة بعد مامر من آيات وأحاديث يتبين لي والله اعلم أن علينا أن نفرح كثيرا حينما نجد محتاجا فنفرج عنه ، ومكروبا فننفس عنه ، وذو حاجة فنقضيها له ، الخير كل الخير في أن نرضي الله ورسوله ، وينتظرنا نظير فعلنا هذا مالا يعلمه إلا الله ، فنقول ياليت كان الإنفاق أكثر وأكثر، ألم نعلم أن من فرج عن مؤمن كربة من كرب الدنيا فرج الله عليه كربة من كرب يوم القيامة ، ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة ، وهذا حديث نصه بالكامل في صحيح مسلم ، وألم تعلموا أن الصدقة تطفئ غضب الرب وحسب مااطلعت انه حديث من رواية الترمذي والله اعلم ، أليس من أعمالنا ما قد يغضب الرب عز وجل فنحتاج لإطفاء غضبه ؟

بعد كل ماتقدم من مردودات الخير على المنفق: من يشكر من ؟؟ العاطي أم الآخذ ، الجواب لديكم .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات