يبدو أنه قدري أن أسخر قلمي وخلال الشهرين الماضيين للحديث عن وفاة آباء وأمهات وإخوة الأسرى العظماء ممن أمضوا سنوات طويلة في سجون الاحتلال وممن تركوا بصمات رائعة ومميزة في تاريخ النضال الفلسطيني.

فبعد أن رثينا والدة الأسير المقدسي علاء البازيان التي كانت بمثابة العين التي يرى فيها البازيان بأسره، رثينا أم عماد القواسمي والدة الأسرى الأربعة وتلاها والد الأسير المجاهد عمار الزبن الذي فقد والده ووالدته الشهيدة عائشة الزبن، واليوم نتحدث ونرثي ونقدم التعازي للأسير المقدام جهاد يغمور الذي فقد شقيق روحه أخاه الكبير خادم الأسرى الحاج شكري يغمور (53عاماً) هذا الشقيق الذي لم يبق سجن بطول البلاد وعرضها إلا وذهب إليه يتحسس آثار جهاد ورفاق جهاد، وفي كل مرة كان يقول بلهجته المقدسية الأصيلة " والله راح ينهد السجن يا جهاد وراح تخرج مرفوع الرأس ونصلي مكان ما بتحب في المسجد الأقصى جماعة".

انتهى حديث الحاج شكري وانتهت معه آمال الأسير جهاد ولو بالحد الأدنى من أن يصلي مع أخيه صلاة الجماعة بالمسجد الأقصى.

في يوم من الأيام استطاع جهاد يغمور أن يوجه كل أضواء كاميرات العالم نحوه ونحو القدس وبير نبالا وأعلن اختطاف وأسر جندي الحرب نحشون فاكسمان، كان ذلك يوم الثلاثاء 11/10 /1994، قاد جهاد يغمور المعركة بكل بسالة وتعرض لتعذيب وتحقيق وحشي، أسر جهاد وقتل فاكسمان واستشهد ثلاثة رجال من رفاق يغمور وقتل قائد الوحدة الإسرائيلية وجرح 12 جندياً خلال هذه المعركة التي أرهبت رابين، وهزم خلالها إيهود باراك رئيس الأركان .

يغمور الآن الذي أسر من قبل باراك يترقب ساعة الإفراج التي باتت وشيكة بعد أسر شاليط ويستعد ليرى هزيمة وزير الحرب إيهود باراك في معركة تحرير الأسرى مقابل شاليط

جهاد يغمور والمحكوم مدى الحياة والمعتقل من 16 عاماً والذي بلغ من العمر 42 عاماً أحد قادة الحركة الأسيرة في سجون الاحتلال وقد انتخب قبل أشهر ليكون عضو الهيئة القيادية العليا لحركة حماس، كما أن الأسير جهاد يغمور أمضى سبع سنوات بالأسر خاض خلالها إضراباً طويلاً عن الطعام أدى إلى تدهور وضعه الصحي وإصابته بالتهاب رئوي ومشاكل بالعينين، وصعوبة بالتنفس، له نقول أن الفرج بإذن الله بات قريباً وأنك أنت من أوائل من حاول أن يحرر الأسرى، وحان الوقت ليردوا لك الجميل وتكون على رأس من يحرر يا أسير الأقصى والمسرى.

باحث متخصص في شؤون الأسرى الفلسطينيين