العرب وبلوى عدم الشعور بالمسؤوليه


قام الكاتب المصري الشهير يوسف ادريس بزيارة اليابان لعدة مرات وعندما سئل عن سبب زياراته المتكرره لليابان كان جوابه بانه يبحث عن سر نهضة هذا البلد الصغير المعزول عن العالم والذي تعرض لاشد انواع الدمار والانهيار على اثر نتائج الحرب العالميه الثانيه بمنتصف القرن المنصرم الذي راح ضحيتها عشرات الالف من اليابانيين عدا عند الدمار الهائل الذي تعرضت له وعلى الرغم من كل ذالك فان اليابان قد ادهشت العالم كله بسرعة نهضتها التي سرعان ما جعلتها من اقوى دول العالم على المستويين الصناعي والاقتصادي وبعد عدة زيارات للكاتب قام احد الكتاب اليابانيين بتوجه سؤاله ليوسف ادريس قائلا له بعد هذه الزيارات لنا في اليابان هل وجدت اجابه لسؤالك؟ فكان رده" نعم عرفت السبب ففي احد المرات كنت عائدا الى الفندق في وسط طوكيوا حوالي منتصف الليل ورأيت عاملا يعمل وحيدا فوقفت اراقبه لم يكن معه احد ولم يكن يراقبه احد ومع ذالك كان يعمل بجد ومثابره كما لو ان العمل ملكه هو نفسه عندئذ عرفت سبب نهضة اليابان وهو شعور ذالك العامل بالمسؤوليه النابعه من داخله بلا رقابه او قسر عندما يتصرف شعب بكامله مثل ذالك العامل فان ذالك الشعب جدير بان يحقق ما حققتموه في اليابان "

ليس القصد من هذا المثال الذي طرحته ان اوصل رساله بان الشعب الياباني اعظم منا كعرب بل انا مواطن اردني عربي وافتخر واعتز بذالك ولكنه ليس الفخر الذي يجعلني اعمى البصر والبصيره بل الفخر الذي يجعلني اعتز بعروبتي وبقيمها واغار عليها لان عروبتي شرفي وناصيتي وعنواني الفخر الذي يجعلني اتقطع حزنا عندما اسمع كل مغترب عندما يعود لنا وهو يتحدث عن العالم وما وصل اليه من حضاره وعلم عندما يتحدث عن اخلاقيات التعامل من صدق في الميعاد والتزام بالقوانين وحفاظه على نظافة بلده واحترامه لذاته وعاداته وتقاليده

اننا في مجتمعاتنا العربيه وبما نملك من قيم طيبه وعادات رائعه وتقاليد واعراف عظيمه نستمدها من ارثنا الثقافي والحضاري ومن ديننا الاسلامي العظيم الا ان واقعنا المعاش يعاني من حالة تناقض في كثير من الاحيان وليس على الاطلاق يصعب وصفها فقد تجدنا في كثير من الاحيان نتحدث عن النظافه وآدابها الا اننا بشوارعنا وحوارينا لا نراعي ذالك بالصوره المطلوبه فعندما تجد الانسان فقط على استعداد ان يقوم بتنظيف منزله وغير مستعد ان يقوم بذالك خارج حدود المنزل ولا بامتار قليله فهذا مدلول خطير يدل على عدم الشعور بالمسؤوليه اتجاه وطنه الذي نشأ به والامثله بذالك كثيره وغير محصوره فقط بجانب النظافه فلو نظرنا الى كثير من مؤسساتنا كيف تتغلغل فيها الرشوه والفساد وكيف يمارس عدد لا يستهان به من الموظفيين وظائفهم وكأنهم بحالة عداوه مع كل من يراجعهم مع العلم انك لو حدث وقابلتهم داخل مصالحهم الخاصه لوجدتهم اشخاص اخرون هذا مثال اخر وخطير يقودنا الى نفس النتيجه وهي عدم شعور بالمسؤوليه الا باعملنا الخاصه متناسين الوطن الذي نحيا به والذي نزعم بكثير من الاحيان اننا نعشقه ولكنها غالبا ما تكون اقوال لا تترجم لافعال فالادعاء مسأله بسيطه ولكن اثباتها يحتاج لجهد وعطاء وتضحيه يحتاج منا ان نعامله باخلاص في ادق تفاصيلنا فيجب علينا ان نخلص للوطن ونحن نقود السياره ونخلص له ونحن نحمل اكياس النفايات ونخلص له في مدارسنا معلمين وطلاب وفي جامعاتنا نخلص للوطن بالوزارات كاصحاب معالي وموظفين ومراجعين نخلص للوطن على صفحات الفيس بوك عندما ننقل اخباره نخلص للوطن في كل بقعه وزاويه من ارضه نخلص له عندما نتغرب حاملين اسمه

فالوطن قصه عظيمه يجب احترامها وصونها والحفاظ عليها



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات