أدوية داعشية


أبتدأت المسألة بفحص طبي عند مختبر معروف بمصداقيته لشخص مقرب مني جدا في يوم أول أمس، فابتسمت عندما استلمت النتيجة حيث تبين أنها حالة التهاب عادية و بحاجة لمضاد حيوي، شكرنا الموظفة التي أعطتنا نتيجة الفحص و خرجنا من المختبر و سرنا بكل هدوء نحو السيارة، فعيادة الدكتور كانت بمستشفى على مقربة منا، و تلقائيا قادنا شقيقي بالسيارة في الطريق المناسب لبلبوغ المشفى، و كنت في داخلي شاكرا لله كثيرا بأن نتيجة الفحص كانت مطمأمنة، فالصحة نعمة من عند الله سبحانه و الحمدلله دائما، و بعد حوالي عشرة دقائق وصلنا الى المشفى حيث انتظرنا شقيقي في السيارة ريثما ذهبنا أنا و المريض الى عيادة الدكتور، كانت عيادته مكتظة بالناس حيث يشتهر هذا الدكتور بمصداقيته العالية و سمعته الطيبة، فهو صاحب كفاءة عالية و من النادر أن تجد عيادته فارغة من المراجعين،

في حقيقة الأمر لم تستغرق مراجعتنا بضعة دقائق، فتحقق من نتائج الفحص و طمأن المريض و أعطانا وصفة طبية عليها اسم مضاد حيوي حيث افادنا بأنه دواء فعال لحالة المريض، و بعد مغادرتنا العيادة قمنا بشراء هذا الدواء من صيدلية في طريق عودتنا الى المنزل و باشر المريض بأخذ العلاج فورا، و المشكلة ليست بالوصفة الطبية إطلاقا...بل بما حمله اليوم من مفاجئة كُبْرَى...اي بِيَوْمَيْن بعد شِراءُهْ من الصيدلية، فكنت أنا و المريض في المنزل في صباح اليوم احتسي برفقته فنجان قهوة و نشاهد أخبار قناة النيل المصرية التي خَيًمَ عليها مَشْهَدْ الإنتخابات البرلمانية المصرية المقبلة و تحليلات المقالات السياسية عن هذا الموضوع، و فجأة بعد برهة من الزمن طلب مني المريض من باب الفضول قراءة النشرة الطبية التي ترفقها شركة الأدوية مع الدواء و المعلومات عن الأعراض الجانبية، فقلت له بأن الطبيب الذي اعطاك الدواء يعلم أكثر منا، فَلِمَا هذا الطلب، و لكن أصر المريض و ألح في طلبه، فأمسكت الدواء و أخرجت من العلبة النشرة الطبية، كانت النشرة طويلة و باللغتين العربية و الإنجليزية، و ابتدأت بقراءة دواعي الإستعمال باللغة الإنجليزية حيث هي لغة أُمْ بالنسبة أليْ مثل اللغة العربية، ثم طَالَعْتُ الأعراض الجانبية، و احتوت مثلها مثل اية نشرة على شروحات مفصلة عن العوارض الجانبية التي قد تحدث مع المرضى، كما أحتوت على نسبة حدوث هذه العوارض التي تراوحت بعض منها حالة واحدة ما بين مائة حالة و ايضا حالة واحدة ما بين ألف حالة...و لكن صُدِمْتُ من معلومة جعلتني أتوقف كثيرا عندها...فهنالك عارض و بحسب ما شَرَحَتْ النشرة قد يحدث مع مريض واحد ما بين ألف...و هو التسبب بهلوسة و أفكار تحث على الإنتحار...و أيضا الإنتحار فعليا؟؟؟!!!

لحظة من فضلكم...فواحد على ألف نسبة نادرة و هذا صحيح...و لكن العارض عبارة عن كارثة طبية بحد ذاتها...لأن الذي يقراء بين الأسطر سيفهم أن هذا الدواء قد يؤثر على عملية التفكير في الدماغ كيميائيا...و هذا الأمر مقلق للغاية...و قد يتسبب بحالة من التفكير السلبي جدا التي تحث على الإنتحار...و قد ينتحر فعلاً بحسب ما ذكرت النشرة، أنا أؤيد النشرة أن هذا العارض قد يحدث و أن نسبة حدوث هذا العارض واحد من بين ألف حالة...و لكن روح البني آدم غالية جدا فإن حدثت الكارثة و تعرض اي إنسان لهذا العارض و انتحر...فهل هذا مقبول طبيا؟ أن يُضَحَى بمريض واحد طبيا لأجل أن يتم شفاء آخر؟

أنها أدوية داعشية نحن بالغنى عنها فهنالك بدائل عنها، اي نعم أنها تشفى من الإلتهاب و لكن بالمقابل يوجد لديها مركبات كيميائية قد تؤثر عند بعض الأشخاص على عمل الدماغ و قد تؤثر على حالتهم النفسية...فنحن بصدد تناول دواء يشفى من الإلتهاب و لكن هنا تتحول الحالة الى كارثة طبية في علم النفس فهذا الأمر لا أفهمه إطلاقا...الجملة الموجودة عند الأعراض الجانبية تدل أن جريمة قد تحدث عند بعض من الناس التي قد يتأثروا من هذا الدواء و هذا أمر غير مقبول بالأعراف الطبية إطلاقا...فهل من حل لهذا الدواء الداعشي؟



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات