لمن لا يعرف الدور(الطابور)


لمن لا يعرف الدور او الطابور فهو عبارة عن مجموعة من الأشخاص يقفون بشكل متتابع في مجمع للحافلات على سبيل المثال صباحا او مساءا للذهاب إلى أعمالهم او مقاصدهم المختلفة. او أشخاص يصطفون أمام شباك استقبال طلبات معاملات في دائرة الأحوال المدنية او أمام شباك محاسبة في احد المستشفيات الحكومية او أمام مخبز عند الإعلان عن حالة جوية قادمة على المنطقة. او أمام مكتب البريد كل آخر شهر لمن يتقاضى راتبا من المعونة الوطنية. وأشكال الدور(الطابور) كثيرة ومتعددة ويعرفها الجميع على ما أظن.

ما يغيظك هو أن يتقدم احدهم متخطيا كل الرقاب متجاهلا الجميع ليقف على أول الدور ويسال في طابور يا إخوان.؟؟؟ وكان الرجل من كوكب أخر ولا يعرف لماذا يقف الناس بهذا الشكل .لا يا أخي ما في دور الناس جاية تقضي وقت هون ما أنت بتعرف متعة انك تقف ساعة زمن تتفرج على الرايح والجاي وكأنه ما في وراك مشاغل غير الوقفة على الدور لتحصل على اثنين كيلو خبز ولا توخذلك أربعين دينار كل آخر شهر او تحجز كرسي في باص. يعني المسالة بسيطة ومش محتاجة لا تعب ولا غيره ما عليك غير تقف بالدور وتحصل على إلي بدك إياه بكل بساطة.

يبدو أن ثقافة احترام حقوق الآخرين لا وجود لها في قواميسنا أي أننا لا نعرف عنها شيئا وان ادعينا أحيانا التقدم في الثقافة والمعرفة نقنع أنفسنا بأرقام تصدر عن مؤسسات رسمية قد تكون دولية او محلية تتحدث عن نسبة المتعلمين الحاصلين على الدرجات الجامعية المختلفة. فهذه الثقافة أي ثقافة احترام الطابور كغيرها من الثقافات المهمة غابت عن جميع مراحل التربية المجتمعية البيتية والتعليمة المختلفة من الأساسي اي سن صغيرة حتى الجامعة مرحلة الانطلاق الحقيقي الى الحياة ليتكون لدينا سلوكا خاطئا عاما نمارسه وبشكل يومي تقريبا حتى أصبح هذا السلوك بنظرنا عاديا وطبيعيا ولا يتعدى كونه شطارة وتدبير حال(فهلوة عند البعض).

احترام الدور(الطابور) مؤشر على وجود مجتمع متقدم وراقي قادر على تنظيم نفسه بنفسه وهو يدرك تماما أن هذا الإجراء سوف وبكل تأكيد يلبي للناس احتياجاتهم ويقضي مصالحهم دون تعكير دم ولا فلسفة في غير مكانها وإذا آمنا بحقوق الآخرين وبضرورة عدم المساس بها فاعتقد بأننا سنكون في مجتمع قادر على تخطي الصعاب والتغلب على أصعب الظروف مهما بلغت قسوتها وشدتها أما بغير ذلك فنحن مجتمع هش فعليا وان أظهرنا غير ذلك قادر أي متربص كان على شكل دولة عدوة او أصحاب مصالح فاسدون على اختراقه وتمرير ما يريدونه علينا بكل بساطة.

أرى أن المواطنة الصحيحة تبدأ من احترام الدور (الطابور) وتنتهي بالتضحية بالروح لأجل الوطن وما بينهما الكثير وغير ذلك لا يتعدى أن يكون شعارات رنانة ومزايدات يغطي بها البعض عوراتهم كي لا تنكشف.



تعليقات القراء

احيانا يطلب الموظف ان يعود له من انجز المعاملة وهنا المشكلة سوء الادارة
انا لااتفق مع صاحب المقال المحترم انا ارى اننا من اكثر الشعوب احتراما للدور بصراحة لكن المشكلة بسوء الادارة وانه لايوجد بديل للموظف الي بيشتغل لوحدو بالمؤسسات
14-10-2015 11:46 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات