نتنياهو والفشل عشق لا ينتهي


ليس مجاملة للنفس او رفعاً للمعنويات ولكن يبدو ان نتنياهو لم يستوعب دوروس غزة جيداً، فها هو اليوم يعاود الكرة لكن في الضفة هذه المرة، فبعد ان ضاق الفلسطينيون ونفذ صبرهم، بدأوا معركتهم وانتفاضتهم الثالثة التي تختلف عن سابقاتها في كل شيء، فهي انتفاضة استطاعت إعادة القضية الفلسطينية إلى صدارة الاحداث انتفاضة نحت السياسيين والمفاوضات جانباً فنحن اليوم لا نسمع عن جهود للتهدئة بعد اكثر من اسبوع من المواجهات لا نرى ساسة العالم لا في مدريد ولا في أوسلو ولا في طابا للوصول إلى تهدئة إن الذين تركوا الفلسطينيين وحدهم وهنا اقصد الشعب لا القيادات السياسية التي اختفت هي الأخرى.

من هنا يبدأ فشل نتنياهو الذي ظن ان عزل الفلسطينيين وتركهم وحدهم سيضعفهم ولم يكن يدري أن وحدتهم ستوحدهم، فها هو قطاع غزة ينتفض مع الضفة قطاع غزة الذين ظن الجميع أنه بمعزلٍ عن الضفة ها هم أهله يعيدون التأكيد على انه جزءٌ من كل هو فلسطين.

إن شهر العسل الذي عاشته اسرائيل طيلة السنوات الماضية قد انتهى فلا صمت فلسطيني على انتهاكات اليهود في المسجد الاقصى ولا توسع استيطاني ولا تنزه لقطعان المستوطنين في القرى الفلسطينية، إن اسرائيل ليست في مأمن من طعنات الفلسطينيين وحجارتهم، فالضغط على اسرائيل ليس سياسياً وإنما فلسطينياً شعبياً.

إن نتنياهو يراهن في كل مرة على قدرات جيشه واسلحته من أجل ردع المقاومة الفلسطينية وفي كل مرة تخلق الأخيرة توازن رعب ويفشل نتنياهو في تركيع إرادة الفلسطينيين، اليوم تطورت مقاومة الفلسطينيين فلم تقتصر على الحجارة بل أصبحت بالسكاكين وبالسيارات وبشتى الوسائل وهذا يدلل على أن الضغط الإسرائيلي لا يولد سوى مزيداً من الانفجارات الفلسطينية، هذه الانفجارات لم تقتصر على السكاكين والحجارة فمع تواصل المواجهات اصبحنا نشاهد إطلاق نار يظهر فشل الخطة الأمنية الإسرائيلية.

إن الانتفاضة الثالثة تماهى فيها الفلسطينيون داخل الخط الاخضر مع فلسطينيي الضفة وغزة، وهو ما يعطي الانتفاضة مزيداً من الزخم والقدرة على بث الرعب في نفوس الإسرائيليين داخل الخط الاخضر، الأمر الذي من شأنه جعل نتنياهو تحت ضغط أكبر.

عند الحديث عن انتفاضة السكاكين او الانتفاضة الثالثة لابد ان نتناول وسائل التواصل الاجتماعي والتكنولوجيا الحديثة التي ظنت اسرائيل أن تسخيرها داخل الضفة بشكل متطور من شأنه أن يجعل الفلسطينيين بمنأى عن قضيتهم، لكن السحر قد انقلب على الساحر فإسرائيل اليوم تجد نفسها أمام مقاومة تُنظم نفسها عبر الشبكة العنكبوتية وتستخدم التواصل الاجتماعي لتوصيل رسائلها ونشر مجازر اسرائيل ليراها العالم مما يعني أن اسرائيل لن تستطيع ان تُخبئ وجهها القبيح وجه جيشها ووجه مستوطنيها.

سياسياً يبدو نتنياهو في مهب الريح فخطابه التحريضي واستخدامه الهستيري للقوة ضد الفلسطينيين يكشف ضعفه وعدم اتزانه فقد أصبحث الاراضي المحتلة عام 48 ساحات استنفار فالشعب الإسرائيلي أصبح مهدداً ليس فقط بصواريخ غزة وإنما بطعنات وعيارات وعجلات فلسطينيي الداخل، وأمام هذا الهلع الذي يعيشه المجتمع الإسرائيلي يبدأ المتربصون بنتنياهو من المعارضة بضرب شعبيته وهتك سياساته أمام الرأي العام الإسرائيلي.

إن المجتمع الإسرائيلي برمته وعلى وجه التحديد اليمين المتطرف عليه أن يعيد النظر في قراءة المشهد عليه مطالعة بعض المقاطع والفيديوهات التي توثق صمود الفلسطينيين واصرارهم على اختلاف اعمارهم، فالعنف لن يولد إلا العنف ناهيك عن أن الفلسطينيين لا يراهنون على أحد ولا ينتظرون شيئاً من أحد، كما ان المراهنة على الانقسام قد اثبتت فشلها. فالشعب توحد والصالونات السياسية أغلقت ابوابها. فاليوم ليس الفلسطينيون هم من يدفع الثمن بل إن الشعب الإسرائيلي هو من يدفع ثمن إصراره على انتخاب اليميني نتنياهو.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات