الكلام مباح ولكن ..


قال تعالى ( مايلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد) ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت ) ، ولقد ذكر العلماء والأدباء والسياسيون وغيرهم الكثير في مجال الخيار بين الكلام أو الصمت ، وذلك وفق الحكمة التي هي مطلب العقلاء ، ويقتضيها الموقف .

لعل الكثيرين في كثير من الأحيان تأخذهم سرعة السبق المعرفي أو السبق الصحفي لإطلاق الكلام دون تثبت من المصادر الموثوقة والمراجع ذات الشأن فتجد عنوانا هنا أو هناك جذابا في منظره مدمرا في جوهره ، وذلك في مجالات متعددة إما لحدث ما أو لسلوك معين أو لقول احد أو لفعل فاعل ...الخ ، والأدهى من ذكر الخبر غير المتثبت منه قطعا هو تناقله بسرعة البرق ، بل وعدم الاكتفاء بالخبر بل ويزيد الناقل عليه مااستطاع إلى ذلك سبيلا وفي الغالب زيادة سلبية تؤدي إلى التشويه تشويها .

وما أن يمر بعض الوقت إلا ويتبين أن الخبر المنقول إما عار عن الصحة تماما جملة وتفصيلا أو في غير ما نقل ، أو انه قد تم توظيفه في غير سياقه الحقيقي ، أو انه فسر وفق رؤى اجتهادية في غير موضع الاجتهاد ، ويتم التراجع إما نفيا أو اعتذارا أو تصويبا أو تنويها ...الخ ، هذا أن تم التعديل ، وذلك حسب معطيات الأمور.

وهنا أود أن أشير إلى أمرين الأول ضرورة وضوح هوامش الحرية لذاتنا في تناقل المعلومات ضمن سياقات حق المجتمع في المعرفة وسياق أحاديث الناس ، والأمر الآخر أن يتدبر ناقلوا الأخبار الأثر المترتب على الآخرين خاصة إذا كان ما تم تناقله يحتمل الخطأ أكثر من الصواب .

أيها المجتمع الكريم : ليكن نصحي لكم أن تضعوا أنفسكم في الموضع المقابل وفي قالب الرضا وعدم الرضا ، فهل ترضون لأنفسكم ماترضون لغيركم ، أم أننا لم ولن

نتصور أن نكون في يوما ما ضحية لقاصد أو غير قاصد ، ووقتئذ ندرك حجم الواقعة على النفس في مواطن الظلم حيث لا ينفع الندم على ما بدر منا تجاه الآخرين .

يكن لدينا فسحة للتريث قبل نشر الأخبار وعندها نكون صدقا مع أنفسنا ، وموضع ثقة عند غيرنا ، وثقوا انه لايصح إلا الصحيح ، وسيتبين لاحقا لكل باحث أن ذاك الشخص أو ذاك الموقع أو تلك الفضائية أو تلك الصحيفة المصدر الرئيس لدقة المعلومات وبذلك نحقق ما كنا نستعجل تحققه ،متوسمين حسن النوايا.



تعليقات القراء

هادي
صدقت فما اكثر الاشاعات الكاذبة
08-10-2015 01:10 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات