العربة أمام الحصان لا خلفه!! ..


ترويج واشنطن واوروبا لقرار وقف الاستيطان مؤقتا لعشرة اشهر، ومجزوءا باستثنائه القدس لا يدعو الى تراجع الفلسطينيين ودخولهم مفاوضات محسومة سلفا.. وبالقرار ذاته!! فقد فاوضوا طيلة سبع سنوات وكان الاستيطان على أشده ومع ذلك فلم يصلوا الى شيء. لأن اعادة الاحتلال وتدمير السلطة كان يمكن ان يتكرر حتى بعد الاتفاق.. لأنه حدث بعد اوسلو وشرم الشيخ وباريس وهي اتفاقات تفصيلية!!.

نتنياهو لم يقدم أي تنازل بقرار وقف الاستيطان المؤقت والمجزوء، وانما قام بهجوم سياسي وضع فيه واشنطن واوروبا في مواجهة الفلسطينيين الذين ادركوا حجم اخطائهم في التفاوض، وحجم اخطائهم في صراعهم الداخلي.. ولنتذكر أن حماس انقلبت على حكومتها، وارادت بطريقة ساذجة افهام الفلسطينيين بأنها انقلبت لتصلح السلطة وتقاوم اسرائيل وليس رئيس السلطة وفتح!!.

المطلوب الان عدم شراء الترويج الاميركي ؟ الاوروبي، والعودة الى التفاوض الذي لن ينتهي.

والمطلوب هو اعلان الدولة الفلسطينية، وقبول عضويتها الكاملة في الامم المتحدة، واذا كانت هناك مفاوضات فلتكن على اساس ترتيبات الانسحاب، وضمان أمن الطرفين في حدود واضحة وآمنة ومعترف بها!!.

الدولة الفلسطينية يجب أن لا تكون نهاية الطريق، مجموعة القرارات والاتفاقات والاجراءات الدولية وأهمها اللجنة الرباعية، تشكل اساس المرحلة.. فلنبدأ بالدولة، بحدودها وعاصمتها، والا فإن استمرار الاستيطان لن يبقي شيئا لنفاوض عليه، واستمرار التآكل في الجسم الفلسطيني لن يبقي لنا وطنا ودولة!!.

الذين قبلوا السلطة حسب اوسلو أو الذين رفضوها وجدوا أنفسهم جزءا من السلطة، ووجدوا أنهم يتعاملون معها كدولة ذات سيادة، وهذه هي الخديعة الاسرائيلية الاساسية: والا فعلى أي أساس قبلت الدول العربية كلها شراكة السلطة القومية؟! وعلى أي أساس دخلت حماس والجبهة الشعبية انتخابات المجلس التشريعي للسلطة؟! وعلى أي اساس قبلت تشكيل حكومة السلطة؟!.

طبعا تستطيع حماس أن تقول: اننا لا نعترف باسرائيل!! وهذا كلام اغرب من الغريب. فكيف تمارس ادارة سلطة الحكم الذاتي والاداري عملها خارج سلطة الاحتلال؟! على الاقل ليغادر وزير خارجيتها بوابة رفح؟؟.

المطلوب الان اعادة الحصان الى موقعه.. امام العربة!.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات