في دعوة سيدنا ابراهيم انموذج


قال تعالى (وأذن في الناس بالحج...) هذه الآية التي أمر الله بها سيدنا إبراهيم عليه السلام حال بناءه الكعبة للمناداة أن حجوا أيها الناس بيت الله الحرام ، ولم يكن من سكان على مسمع من قوة الصوت الذي سينطلق من سيدنا ابراهيم ، ولكن كان الأمر للااذان والتبليغ لكافة أرجاء الأرض بأمر الله ، هذا الذي جرى مع سيدنا ابراهيم يجعلنا نحن المسلمين نتفاءل انه مهما صغر مجال الدعوة فقد يكون بها البلوغ .

أننا مطالبون نحن المسلمين أن نؤذن في الناس بحقيقة الإسلام ونتوكل على الله في التبليغ وسط هذا التغييب للإعلام العالمي الحقيقي فمن يدير الأخبار تراه يديرها وفق سياسات تخدم أجندة مالكي مصادر المعلومات والتي نرى تناقض الحقائق بشأنها مئة وثمانين درجة ونجد أن التحليلات لاتبتعد كثيرا عن التناقض وفق المعطيات التي تتاح أحيانا ووفق الرؤى التي تتحكم بها الأهواء والأمزجة والأهداف الباطلة أحيانا أخرى .

وسط ضعف الإعلام الإسلامي والعربي ومحاصرته والتشويش عليه بدوافع الخوف من الإسلام وأهله لان هذا الدين هو القوة التي تخيف لأنه أصل الحقيقة ، والحقيقة في الغالب غير مرغوب بها خاصة إذا كانت تتناقض مع أهواء النفس البشرية التي تحب التملك والسيطرة على أي شئ ولو بدون حق ، فترى أن أي حدث يجري يستثمر من قبل أصحاب الدعوات المريضة أن هذا هو الإسلام فاحذروا ، فالمسلم أو العربي قاتل إرهابي شهواني معتدي متسلط ....الخ ولما كانت هذه هي الحالة التي تصور للآخرين فمن الطبيعي أن نجد أن أعداء الإسلام والمسلمين يتزايدون يوما بعد يوم ليقدروا على هذا الذي يهدد معيشتهم ، ولا يترك أعداء الأمة فرصة لزرع بذور الفتن والتفرقة والاقتتال البيني إلا ويأتوها مما يعزز صورة العربي والمسلم الدموية في أذهان الآخرين .

إن الأمة عليها أن تستثمر المتاح من مصادر الإعلام لتبليغ الإسلام الحقيقي لكل أهل الأرض وإننا نحن المسلمين مطالبون في كل وقت وحيثما وجدنا سفراء خير ، نظهر بها حقيقتنا فنحن لسنا دعاة قتل ، بل على العكس حرم الله علينا قتل النفس البشرية إلا بضوابط تخدم السلم العالمي والأمان على الأرواح والممتلكات ، فالردع شئ طبيعي لابد منه لذوي الانحرافات عن المنهج الحق .

أن الإسلام يقدر حقوق الأفراد والجماعات المدنية والدينية ، الم يخط الإسلام نظام الإرث الدقيق ؟ الم يبين الدين حقوق التملك ؟ أليس في الدين حماية لحقوق المرأة مهما كان موقعها أما أو أختا أو بنتا أو زوجة ؟ الم يضبط الدين قواعد القصاص بمنطق عادل ؟ الم ينص الإسلام على احترام المواثيق والعهود ؟ الم يشرع في الدين احترام الجوار؟أليس في الدين حرية التعبير الضامنة لحريات الآخرين.....الخ.

أن القواعد الشرعية الناظمة للحياة والتي أتى بها الإسلام وأناط بالمسلمين تطبيقها والدعوة إلى العمل بها في شتى الميادين لايتسع لها مقال ، ولابد لعلماء الأمة أن يجدوا في الرد على الشبهات بما يتاح ، ومن الضروري أن يصل البيان لعموم الشعوب قبل خصوص الأنظمة ، الشعوب التي لديها قدرة التغيير العادل الفاعل ، والتكليف لايتعدى قدرة كلا منا حتى نبرأ أمام الله وعسى أن نبرأ ، فالذي بلغه الدين عليه أن يتولى الدعوة اليه ، ومهما كذب أعداء الأمة إلا أننا نرى بروز شهادات هنا وهناك تظهر أن الإسلام ورجالاته هم من وقع عليهم الظلم ، وما يصور سلبيا ماهو إلا افتراء ، ولابد من استثمار شهادة حق أطلقت يوما من فيه أعداء الأمة .

مهما جرى لهذه الأمة من ظلم وعداء إلا أنها ستبقى تعلو كلما تم حمل مشعل الحقيقة ، والتصبر والتحمل في سبيلها ، ولابد لنور الحقيقة أن يشتت ظلام الباطل ، والفرق كبير بين المسلمين حقا والمتأسلمين رداء ولا يؤخذ الإسلام والمسلمين بجريرة المندسين وربما يتم توظيفهم لغاية ما ،المسلمون برءاؤا من هؤلاء .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات