الأقصى .. جرح الأمة المتجدد


يتحرك العالم العربي والعالم الإسلامي هذه الأيام الدقيقة والحساسة في تاريخ الأمة لإيقاف التجاوزات الإسرائيلية على حرمات الله ـ في تجاوز نوعي جديد وممارسات أكثر شمولا للمسجد الأقصى ـ أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ، يتحرك العالم العربي والإسلامي لعل وعسى أن يتم سماع صوت الحق من سادة العالم الحاليين ، وإنصاف المسلمين المستضعفين في مشارق الأرض ومغاربها أن لم يكن إحقاقا لحق فمن واجب مواثيق الإنسانية .

لامجال للصبر وما ينتهك يمثل بقعة مقدسة بأمر الله منذ الأزل ، وان الاستهتار بمشاعر العباد يعد تلاعبا بالنار ، وان مآل هذه السلوكات سيقود إلى انفلات زمام الأمور ، وبالتالي تنادي أهل الحق أن جرح الأقصى يتسع وان جرح الأقصى يزيد نزفا ، وليس للامة والله من عذر في أن تهب لوقف المصيبة أن لم يكن بمقدورها وسط الظروف الحالية أن تنهي المعاناة إلى الأبد ، وان لايكون هناك من آثار لالآم استمرت عقودا .

الاتعلم الأمة أن لامجال للاختلاف ولا للتنازع وان أولى خطوات الاتجاه الصحيح أن تعالج الأمة جراحاتها النازفة في عراقها ويمنها وشامها ، وان يعرف الجميع إن مسؤولية المقدسات وحمايتها هي مسؤولية مشتركة على كافة المسلمين ، لاقطرية ولااقليمية ، وان الأمر حينما يتعلق بمعراج رسول الأمة صلى الله عليه وسلم لا مجال لوضع الرأس في الرمال ولامجال لتحييد الاذن عن السمع ولا مجال لغشاوة على عين ، ولامجال لتجيير المسؤوليات.

لابد للاقصى من يحميه بعد رب العالمين بسواعد لاتعرف لينا ولا مهادنة وها نحن نسمع ونشاهد بين فترة وأخرى جرأة معتدي على هذه الأمة برسلها وبرموزها البشرية والمادية استهزاءا تارة، وقذفا تارة أخرى ، وعملا معيبا ومحرما مرة أخرى ، وان لم يكن للأمة وقفات مراجعة وتقييم لما أصبحت عليه وانه لابد من رأب الصدع الذي حل بالأمة ؛فسيتعدد المعتدين وسيكبر الاعتداء وستصبح اليد الطولى أكثر طولا وستصل للجميع فيما ستنكفئ الأمة أكثر وأكثر .

قف أيتها الأمة العربية والإسلامية مع المقدسيين المرابطين شيوخا وشبابا وأطفالا رجالا ونساء وهم الذين في قلب النار وهم الذين وسط الحدث وهم الذين يعانون صباح مساء يتصدون بما قدرهم الله عليه لايبخلون حتى بأرواحهم ، وقفوا مع الأردن وساندوه ولا تدعوه لوحده يشرق ويغرب ، فصوت الجمع لا كصوت الفرد ، ووقفة الأمة لا كوقفة دولة، وهو الذي لم يتردد عن بذل كل مايستطيع ، فمنذ زمن وأردنكم حاضنا للمهجرين من المسلمين والعرب ، مناصرين لكل مظلوم ولم يقصر يوما تجاه من طلب النخوة ومن قصده ، ولم يكن الأردنيون يوما إلا أنصارا يؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ، وليس لنا منة على أبناء جلدتنا ولكن هي الذكرى ، و لاتحملوا إخوانكم في الأردن أكثر مما يحتمل وانتم الأعرف ، وهنا معاذ الله أن نستجدي أحدا ولكن استحقاقات وحدة الأمة والتاريخ والمصير يتطلب أن يقوم كلا بما عليه ، وستعلمون أن الأردنيين إخوانا لكم بحق يكابرون على الآم جراحهم وليس لهم من غاية دنيوية ولا مطمعا عند شقيق أو قريب ، اللهم واجعل دعوات الحق تخرج من الألسن لتقع في القلوب .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات