رسالة الإنسانيين إلى محور المقاومة الإنسانية


بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على النبي العربي الأمين ، وعلى آله وصحبه أجمعين .
أهلنا وعشيرتنا أشرف الناس قادة وجنود المقاومة الإنسانية بكافة المواقع.
السلام عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته ،،،
والسلام على أرواح الشهداء العظام وفخرنا الإنساني بكم ، وعلى أطفالكم ، وعلى نسائكم ، وأمهاتكم ، ، وعلى الآباء ، و كل من يعيش لحظة غربة الروح في أتون الحرب التي أجازت قتل الإنسان لأخيه الإنسان ، والسلام على الجريحة فلسطين ، وعلى كل من لم يساوم على أرض أو شعب أو قضية إنسانية .
يطيب لي كمؤسس لهيئة الدعوة الإنسانية والأمن الإنساني على المستوى العالمي ، باسمي واسم كافة أبناء المحافل والمجامع الإنسانية على المستوى العالمي ، أن أخاطبكم في ظل التحولات الإقليمية والدولية والتي تنعكس على واقع الشرق الأوسط ، سيما بعد ما قامت به روسيا الاتحادية من دعم للمقاومة الإنسانية والذي جعلها في صدارة المحور الإنساني المقاوم في المنطقة .
وهنا إذ نطمح كإنسانيين إلى مشاركة القوات العسكرية الروسية مع المقاومة الإنسانية في كافة الجبهات ، فإننا نذكر أبناء المحافل والمجامع الإنسانية على المستوى العالمي ( أبناء الطور الإنساني الجديد ) إلى إن ما تقوم به روسيا يأتي ضمن الشرعية الإنسانية العالمية لتحقيق توازن جديد وقوي في المنطقة يسمح للإنسانيين على المستوى العالمي دول وأفراد وجماعات من محاربة الإرهاب بكافة صوره وأشكاله ومضامينه ، وفي تقديرنا كمؤسس للهيئة الجليلة على المستوى العالمي أن هذه الحقيقة ستنتج معطيات إقليمية ودولية جديدة من شأنها أن تسهم في حل الأزمة الشرق أوسطية وليس السورية فحسب ، لذلك نعاود التأكيد على أن توريد المعدات العسكرية إلى سورية يأتي تحت مظلة القانون الدولي ، مما يجعلنا نأمل بالمزيد ، بحيث لا تتوقف مسألة الدعم عند المهام العسكرية وتدريب العسكريين السوريين على استخدام المعدات الروسية الجديدة فقط ، لأنه وضمن القانون الدولي والقوانين الروسية يستطيع الاتحاد الروسي أن يحارب التطرف والإرهاب ، وهذه الحرب تقتضي تقديم مزيداً من الدعم للجيش العربي السوري وفي مختلف المجالات المتعددة والمتنوعة ، والتي نأمل أن تشمل المشاركة الفعلية من قبل الجندي الروسي في المعارك ضد الجماعات الإرهابية المسلحة ، هذا في الوقت الذي نثمن فيه عاليا مبادرة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الخاصة بتشكيل تحالف واسع لمواجهة الخطر الإرهابي ، وما هذا النهج الإنساني الإستراتيجي ببعيد عن الاتحاد الروسي الذي أثبت وعبر المراحل السابقة أنه كان وما زال وسيبقى السند الأقوى للإنسانية والأمن الإنساني في الشرق الأوسط والعالم أجمع .
وإذ نراقب كإنسانيين كل ما تقوم فيه واشنطن ، وبخاصة في قضية وضع العراقيل أمام نقل المساعدات الروسية لسوريا ، وضغطها على عدد من الدول لحملها على إغلاق مجالها الجوي أمام الطائرات التي تحمل تلك المساعدات ، فإننا نذكر الأمريكان بأنهم صانعي الإرهاب في العالم منذ الهجوم النووي على هيروشيما وناجازاكي ، في نهاية الحرب العالمية الثانية في آب 1945، هذا الهجوم الذي كان بمثابة إعلان أمريكا (دولة إرهابية ) و(صانعة للإرهاب على المستوى العالمي) ، ونذكرهم أيضاً بالحرب على فيتنام وأفغانستان والعراق ، وما فعلته في اليمن وليبيا والسودان ، والكثير من الدول التي تعاني من ويلات الإرهاب الأمريكي ، وصولاً إلى ما يحدث الآن في سورية ، يكفي لأن الحساب قادم لا محالة .
أما ما تقوم به روسيا اليوم فإنه يأتي ضمن القانون الدولي والإنساني في مكافحة الإرهاب ، ذلك الإرهاب الذي صنعته أمريكا والقوى الصهيونية والدول الغربية على الأرض السورية والعراقية واللبنانية والليبية واليمنية ، عيب عليكم فقط أخجلوا على أنفسكم وأنتم أحياء و في القبور ، أخجلوا من لعنة أبنائكم وتبرئهم من أفعالكم المخزية ، وقد فقدتم العقل ، أيها العاجزين عن تفسير الموقف الدولي الذي وقف منذ اللحظة الأولى بجانب المقاومة الإنسانية السورية واللبنانية ، لهذا قد بدأ الإنسانيين الروس بالفيتو الروسي منذ اللحظة الأولى لاستهداف سورية في /2 تشرين الأول عام /2011/ ليلحقه فيتو ثاني في /4 شباط /2012/ وقرار الفيتو الثالث في /18 /تموز /2012/ ضد قرار عقوبات على سورية ليشكل الفيتو الرابع في /23 /أيار/2014 / والذي أثار حفيظة كل من الولايات المتحدة وفرنسا اتجاه الدعم الروسي للدولة السورية قلعة الإنسانية والأمن الإنساني على المستوى العالمي ، ويشهد الله أنه لولا الفيتو الروسي – الصيني لما ظهرت بوادر للتسوية في سوريا ، ما يعني أن التحالف الاستراتيجي بين روسيا والقيادة السورية منع انزلاق الحرب الدائرة في سورية إلى إسقاط الدولة لا سمح الله عبر المبادرات الروسية الحوارية الداعمة لخيار المصالحة ومكافحة الإرهاب ، من خلال استضافة مؤتمرات تشاوريه وحوارية امتدت داخليا وإقليميا ودولياً ساعدت في ترسيخ مكانة الدولة السورية كدولة تعتمد خيارات شعبها .
لهذا فإن رسالتي لكم كمحور للمقاومة الإنسانية ، ولكل من يؤمن بالإنسانية والأمن الإنساني من الأفراد والجماعات المسلحة التي انزلقت في أتون هذا الإرهاب الدامي ، والجماعات غير المسلحة التي تناضل بالكلمة ، والدول والحكام ، تؤكد على وجود فرصة عالمية تفرض معادلاتها من خلال التعدد القطبي القادم ، الذي سيقوم بمساعدة كل الدول التي ستعمل على تطوير قوانينها لتجسيد إرادة الشعوب في المنطقة التي كانت وما زالت تعاني من ويلات الإرهاب والحروب والدمار والاستعمار ، وما هذا الكفاح والنضال الإنساني ضد الإرهاب إلا مخاض يرافقه بعض القلق من الـمجهول الذي يحف مستقبل الشعوب، وهذا أمر طبيعي جداً، ما دام أن مطالب الشعوب في الشرق الأوسط تنادي على وحدة الدول واستقلالها وممارسة سيادتها كحق من حقوقها الطبيعية ، وضمانة المشاركة الفاعلة لكل القوى السياسية في الدول بدون استثناء لإدارة شؤون بلادها ، ولكن بعد وأد الإرهاب الذي يؤثر علينا وعلى دولنا وعلى الأجيال القادمة إذا ما بقي على هذا الحال ، بالتالي نحن ملتزمون كإنسانيين بمحاربة الإرهاب والتأكيد على حتمية وجود محور المقاومة الإنسانية الروسية السورية العراقية اللبنانية الإيرانية لتحديد مسارنا الإنساني ضد أعداء الإنسانية والأمن الإنساني في المنطقة وفي كل مكان في العالم الذي ينشد الأمن والسلم العالميين .
نستنتج مما سبق أن هنالك مهام على الأفراد والدول والجماعات التي تطمح للسير في ركبنا ركب الإنسانية والأمن الإنساني ، وتتمثل هذه المهام في العمل على إعادة إحياء الوعي الديني و تجديده، تربوياً ووطنيا في مجال الهوية الجامعة تحت مظلة ( الوطنية الإنسانية ) ، والتي لا تفرق بين الأديان والمذاهب ، بل تدعوا إلى ما نسميه التثاقف الديني والتثاقف المذهبي في الدين الواحد ، ما يقتضي التأسيس في المدارس والجامعات للوعي حول مخاطر الإرهاب الذي لا يعتبر ترويعاً للناس فقط ، لكونه لا يتوقف عند مسائل القتل والتشريد والتهجير المنظم وغير المنظم ، وإنما يحدث تغييراتٍ اجتماعيةً مزلزلة ليس في واقع النظام الحاكم والدولة فقط، بل وفي الوعي الوطني الاجتماعي العام أيضاً ، ولعل ما يميز محور المقاومة السوري اللبناني العراقي الروسي اليوم أنه يستقطب الوعي الإنساني ، والذي تتخلف فيه أوروبا وأمريكا إلى درجة جعلتها تصنع الإرهاب الدولي الذي تعاني منه عموم الإنسانية اليوم ، وتكتوي بناره دول العالم الثالث وعلى وجه الخصوص الدول العربية والإسلامية ، نتحدث عن ذلك الوعي القائم على ضمانة حقوق الأفراد والجماعات والدول في ( الوطنية الإنسانية ) ، تلك الوطنية التي ضمنتها الشريعة الإسلامية كحق مطلق للأفراد والجماعات بغض النظر عن أي اعتبارات مهما كانت ، وإلا كيف أصبحت المقاومة الإسلامية الإنسانية اليوم هي البقية الباقية للشرعية الدينية بمعناها العميق، ولو توقفنا قليلاً عند الكارزماتية الإنسانية الواضحة لدى قيادات المقاومة اللبنانية والسورية والعراقية والروسية لعرفنا أن هذه الحروب الطاحنة إنما هي في الحقيقة حرب بين الإنسانية وأعداء الإنسان ، وقد حمل قادة المقاومة مهمة الدفاع عن إنسانية وأمن الإنسان .
وما من شك أن هنالك وعي حاد لدى المقاومة الإنسانية ، وعي يقتضي من الجميع التركيز على إعادة إحياء القيم الدينية من خلال إعادة قراءة التراث الإسلامي والعربي قراءة حيادية تساعد على نهوض إنساني ديني جديد في المنطقة وعموم الإقليم ، وعي يمكننا من التشارك العالمي مع كل من يتفق معنا ضد الإرهاب والاستعمار بكافة صورة ومضامينه ضد الدول والمجتمعات والجماعات والأفراد ، نتحدث عن كيفية إعادة تكوين الفرد المسلم ( الإنساني ) ، ثم الأسرة المسالمة والمسلمة ، ومن ثم الانتقال إلى ضرورة العدالة في الحكم ، ولكن كل ذلك يحتاج إلى مرحلة الدعاية والتعريف والتبشير بالفكرة ، وإيصالها للشعوب في المنطقة والعالم أجمع ، وبعد ذلك تأتي مراحل التكوين وضمانة حقوق الأنصار للسلم والأمن العالميين مهما كانت معتقداتهم ، كما وأود أن أشير إلى أمر غاية في الأهمية ألا وهو موضوع التأسيس للفكر الإنساني الخالد ، وقد سألني الكثير لماذا التركيز على التأسيس في الدعوة الإنسانية ، وكانت إجابتي على النحو التالي : نحن نعاني من أزمات مركبة محلياً وإقليمياً ودولياً شرعية وإنسانية وصلت إلى أعماق الأعماق ، والنتيجة ظهور هذا الإرهاب الدامي والذي يندى له جبين الإنسانية ، الإرهاب الذي يستثمر من قبل أمريكا وعموم الغرب للأسف الشديد الذي إسقاط ما سمي بالحضارة الغربية ، في وقت تفتقد فيها المرجعية الإسلامية الجامعة ، والقضية بطبيعة الحال لن تحل بمجرد تنصيب المرجعية المتفق عليه ، بل لا بد من العودة إلى ( الدعوة الإنسانية ) أي الدعوة المسالمة الدعوة الإسلامية الحقيقية ، من خلال إعادة تأسيس المنظومة القيمية والقانونية الناظمة ، وتعرية ثقافة التطرف والإرهاب والاستعمار ، والدول الداعمة له بكافة الأشكال والمضامين ،وقد بلغنا من التطرف والإرهاب والفساد والإفساد والظلم حداً يقتضي منا إعادة التذكير بالدعوة الإنسانية النبوية والتي حمل لوائها بعد إمام الإنسانية سيدنا إبراهيم عليه السلام ، سيدنا محمد صلى الله عليه وأله وسلم ، نقول ذلك وثقتنا بقادة المقاومة الإنسانية تزداد يوماً بعد يوم ، وهم يقدمون أرواحهم وأنفسهم دفاعاً عن المقدس الإنساني الأسمى الذي يتمثل في حفظ حياة الناس وقيم ومبادئ ودين هذه الشعوب المقهورة ، المسلوبة من ثرواتها وأموالها ، تلك الشعوب التي لم تتمكن ومنذ قرون من أن تنعم بخيرات بلادها ، وأملنا كبير في قادة المحور الإنساني الجديد الذي يتولى مهام محاربة الإرهاب ، والقضاء على هذه التنظيمات الإرهابية في المنطقة، وأن يحث المعنيين بالمساهمة في تسريع إعادة قراءة التراث العربي والإسلامي ليتوافق مع دعوتنا الإنسانية التي من شأنها أن تبرز الصور الإسلامية الحقيقية إقليمياً وعالمياً ، ونعود ونذكر إلى أننا كإنسانيين نؤمن بإقامة العدل العالمي الذي دعا إليه القرآن الكريم حيث قال في محكم التنزيل ( إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ إِنَّ اللّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ سَمِيعاً بَصِيراً ) النساء58 .
ولعل نتائج انتصار الشعب الإيراني في تثبيت دوره البناء كقوة صاعدة في الحضارة الإنسانية العالمية بعد فرض الاعتراف بالحقوق التكنولوجية النووية السلمية لإطلاق الثورة الصناعية الشاملة ومواصلة الخطط التنموية في الثروة والموارد والبناء الاقتصادي ، في ظل وجود كوادر من الجيش والمدنيين والخبراء والمهندسين والمنتجين المؤهلين علميا ، لتطوير مختلف القطاعات من خلال القدرات الذاتية المتطورة والمتفوقة جداً ، هذا مع مواصلة النضال الإنساني ضد الهيمنة الأمريكية والإسرائيلية والغربية عموماً على ثروات المنطقة ، يجعلنا نتطلع وبعين الأمل إلى غد إنساني مشرق نحقق فيه المشروع والمشروعية في إقامة العدل الذي نسعى إلى إقامته عالمياً ، لكونه الضمانة الوحيدة بقيمة وقوانينه المستمدة من الشريعة السمحة لحقوق الجميع بغض النظر عن أي اعتبار ، فالكل سواء ولا فرق عندنا بين إنسان وأخر إلا بما يقدم للإنسانية وللمجتمعات من خير ، هذا في الوقت الذي نرى فيه تحولات وتغيرات جذرية في المواقف الأمريكية والأوروبية على حد سواء ، حيث سجلت التعبيرات الأمريكية التي كان يرددها الفرنسيين كما الببغاء صباح مساء ضد الرئيس السوري البطل الدكتور بشار الأسد تراجعاً كبيراً ، يبين فيه الغرب قبوله لدور الرئيس السوري في المرحلة المقبلة ، علماً بأنهم صدعوا رؤوسنا في أسطوانة ـ لا مكان للأسد في مستقبل سورية ـ ما يعني أن هنالك فشل واضح وفاضح في تنفيذ الخطط الشيطانية الأمريكية في سوريا ، وعجز ينبغي الاعتراف به ، لأن الدولة الوطنية الإنسانية السورية بقيادة الرئيس بشار الأسد كانت وما زالت وستبقى عصيه رغم توظيف موارد ضخمة مالية وعسكرية بقيادة الولايات المتحدة ومن خلال التحالف الإقليمي للعدوان على سورية الذي ضم تركيا وقطر والسعودية وتنظيم الأخوان المسلمين .
نعم ، لقد فشلت الحرب على سورية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية في السر والعلن منذ عام 2011 إلى اليوم ، ولم تحقق لأمريكا ومن يدور في فلكها أي من الأحلام التي تهدف إلى شل القوة السورية ، لتتمكن الغطرسة الصهيونية من استرقاق المجتمعات الشرق الأوسطية لعقود قادمة ، لقد حاولت أمريكا إشغال الجيشين السوري والمصري في مواجهة التهديد الإرهابي في الداخل إلا أن الجيشين عملا على تطوير قدرات الردع في مجابهة إسرائيل رغم انشغالهم في الحرب ضد الجماعات الإرهابية في الداخل ونجاحهم في الاحتفاظ بمعظم منظومات الدفاع الاستراتيجية التي تعمل على تطويرها إلى جانب التحولات المحققة في مهارات وقدرات وهيكلية الجيش وبخاصة الجيش السوري العظيم ، في حين أن التأثير النوعي لحزب الله في حساب التوازن الإقليمي وتطور التعاون العسكري السوري مع كل من إيران وروسيا وتأثيره على المعادلات الإقليمية أفشل معظم المخططات الشيطانية .
أعود وأكرر إن بقاء سورية كقوة إنسانية عظمى يجعلنا كإنسانيين لا نتوقف عند الحلم بالعدل في الشرق الأوسط والإقليم والعالم ، بل يجعلنا نشرع والآن في إقامة جامعة الدول الإنسانية والتي ترفض أن تتخلى أي دولة عن سنتمتر واحد لصالح أي قوة استعمارية ، هذا مع طرح الجدية على طاولة المجتمع الدولي في حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي على أساس حل الدولتين، وبما يحقق تطلعات الشعب الفلسطيني بإقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من حزيران 1967 م ، نقول ذلك كإنسانيين في الوقت الذي نذكر فيه الأمريكان والإسرائيليين بان السياسة الأمريكية مكشوفة بالنسبة لنا ، ونعلم أن أمريكا تسعى جاهدة من أجل إراحة إسرائيل من تحدي الردع ومن كون سورية محورا مركزيا لمنظومة المقاومة التي تطورت إلى درجة كسر الهيبة الإسرائيلية في حرب تموز 2006 م ، ولكن مثل هذا الأمر هو المستحيل بعينه ، وقد كلف الإدارة الأمريكية فواتير من الدم السوري والعراقي ولبناني واليميني ، إضافة إلى دماء من جلبت من المرتزقة لقتل المسالمين العزل في المنطقة ، وعلى المجتمع الدولي اليوم والذي أستكمل برامج التوثيق أن يبدأ بإعداد برامج محاكمة الدول الصانعة والداعمة والممولة للإرهاب وبأي من الأشكال والصور ، وعلى كل دولة أن تدفع ثمن وقوفها بجانب الإرهاب حتى ولو تم تغير الزعيم مثلما تنوي بعض الدول فعل ذلك على غرار ما حدث في قطر .
أيها الرجال في زمن الردة الإنسانية
لقد غدوتم اليوم حاجة وضرورة إنسانية للمجتمعات في عموم المنطقة ليس بالمعنى العسكري والحربي للردع الأمني فحسب ، وإنما بالمعاني الأخلاقية والاجتماعية والسياسية ، وقد أثبتم الصدق والمصداقية في كل المواقف ، إضافة إلى أنكم تمتلكون رؤية سياسية تفتقدها كل الجماعات الإرهابية التي تعتبر أداة بيد القوى الصهيوأمريكية ، لهذا فإنني متأكد من تمسككم بأهدافكم التي تنشد الحرية وترفض كافة أشكال التحكم والوصاية و العبودية بالنقل حسب نظريّة "هذا ما وجدنا عليه آباءنا" التي أنكرها الإسلام العظيم كما تعلّمتم ، وإن وعيكم الإنساني الديمقراطي الحر وما يمثله في هذه المرحلة من حياة الأمتين العربية والإسلامية هو سفينة النجاة لمن يعيشون حياة مؤلمة في ظل هذه الأحداث الدموية الإرهابية المفجعة .
أنتم الأنموذج الإنساني الحضاري العالمي ، الذي يجسد معاني العروبة والإسلام الحقيقي ، الأنموذج الذي تفخر وتفاخر فيه كافة محافلنا ومجامعنا الإنسانية على المستوى العالمي ، الأنموذج الذي لا يخطئه العقل والقلب الإنساني السليم ، وإلى الأمام دائماً تحت ظل الإنسانية والأمن الإنساني . خادم الإنسانية
الدكتور الشريف رعد صلاح سالم المبيضين
مؤسس هيئة الدعوة الإنسانية والأمن الإنساني على المستوى العالمي
صادر عنا الاثنين 14 ذو الحجة 1436هـ
الموافق 28أيلول 2015 م



تعليقات القراء

محمد الأسمر
رجل حكيم لكن الواقع مؤلم تحياتي دكتور رعد
28-09-2015 05:54 PM
وائل المحسيري
كشف تقرير جديد أعده محللون في الاستخبارات الأمريكية ونشرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية مقتطفات منه أن 30 ألف مقاتل أجنبي من 100 دولة تقريبا سافروا إلى العراق وسورية منذ عام 2011 وانضموا للتنظيمات الإ
29-09-2015 08:22 AM
مهدي فرحان
يحاول أوباما في هذا اللقاء إيجاد أرضية مشتركة مع بوتين بعد أن أغضب الكرملين بالسماح بتقديم الدعم المادي والعسكري للمجموعات المتطرفة في سورية.
29-09-2015 08:41 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات