أم الوليد


أم الوليد , المرابطة في الاقصى منذ خمسين عاما , لا تكل ولا تمل من التوجّه يوميا الا باحات الاقصى من اجل الدفاع عنه , وعن شرف أمة لم تستطع لسنين عديدة , الاّ الكلام الذي لا يغني , ولن يغني عن الفعل الذي ينتظره الاقصى منهم منذ أكثر من نصف قرن , تنطلق من بيتها كلّ يوم بعد أن غاب الى الابد أبو الوليد , الذي كان ينتظر اللحظة التي يعود فيها الأقصى محررا , ولم تأت , كانت تذهب مع زوجها بعد انهاء عمل الدار لحماية الديار من الوحوش الكاسرة , التي بإرهابها تحاول أن تثني عزيمتها منذ ان كانت صغيرة وهي الآن قد أشرفت على نهاية العقد الثامن من عمرها المديد .

قبل أن تحلّ بالعرب النكبة الاولى , ولدت أم الوليد , عاشت في قرية هانئة , مع أهل طيبين , وجيران متآلفين , يكدّون من اجل حياة كريمة ورزق من الله وفير , من ارض معطاءة , وسواعد للرجال والنساء قوّية , ولم يدر بخلدها وهي الشابة , أنّ الزمن لا يرحم المتخاذلين , الّذين لم يكونوا على قدر مسؤولّية الحفاظ على الارض والوطن , غدرهم الزمان وغدروا أنفسهم , وقعدوا مع القاعدين يلومون العالم الذي لم يساعدهم في استرجاع حقّهم , وفهمت امّ الوليد مبكّرا , أن الحقّ لا يعود الاّ بنضال اهله , وسعيهم لاسترجاعه .

وأصبحت مع المرابطات والمرابطين في الاقصى , تدافع عن الحق في أن يبقى منزها من دنس المحتل , الذي يحاول أن يغيّر ملامح التاريخ , وأن يطمس الصورة التي في مخيّلة ام الوليد وكلّ المسلمين والعالم عن البقعة التي منها أسري برسول الله محمد صلّى الله عليه وسلّم , الى السماوات العلى , وكانت قبلة المسلمين الاولى , وهم من دخلوها فاتحين مهللين مكبرين , يعلمون مكانة الاقصى في نفوسهم , ويعلّمون الدنيا بأنه سيبقى ثالث الحرمين الشريفين الى يوم القيامة .

أم الوليد تأبى الاّ أن ترابط في الاقصى دائما , سواء حاول المحتل دخوله أو لم يحاول, عسى أن يأتي يوما خالد بن الوليد ومعه الفاتحين من ابناء المسلمين مهللين مكبّرين , ليثبتوا للعالم أن للمسجد الاقصى مكانة في نفوسهم كبيرة , ولن تستطيع قوّة في الارض أن تزحزح ايمانهم الراسخ بأن الحق سيرجع يوما الى اصحابه مهما طال الزمن .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات