لمن لم يفهم أن السياسة هي فن الممكن ؛عليه أن يعيد ذاكرته لأربع سنوات مضت ، ولكن عقلية البدوي العروبي ابن الصحراء هي التي تفشل فهم بأن السياسة هي فن الممكن ، واليوم يتأكد لنا أن تلك العقلية هي التي سيطرة على أية خطوة يتم اتخاذها من الساسة قبل الشعوب.

واصل ذلك الفن الممكن هو التعبير اللغوي الذي تم ترجمة كلمة process سياسيا ، وكانت الترجمة تقول أنها بمعنى عملية وليس صيرورة ، فنحن نؤمن بأن العملية لابد وأن تنتهي بالنجاح ، وتطرح سؤالنا الرئيس دائما ما نسبة نجاح العملية ؛ أي أن فشلها مرفوض ضمان من قبل ذلك البدوي العروبي .

بينما حقيقة الترجمة لذلك المصطلح هي صيرورة ؛ وبمعنى أن الخطوات تسير إلى الإمام وكل مرحلة فيها يتحقق نجاح أو فشل ، وذلك لا يعني التوقف بل يمكن أخذ لحظة إعادة ترتيب ومن ثم بناءة على ما تم الوصول إليه .

ومن هنا نجد أن حروبنا العربية الذاتية والتي هي نتاج العهر العربي ليس لها نهاية سوى النجاح ، وان اية عملية تفاوض للخروج من تلك الحروب لابد من نهاية ناجحة لاحد اطراف التفاوض ، وبخلاف ذلك عليها ان تستمر تلك الحروب حتى وان كانت الى مالا نهاية لان عقلية بدوي العروبة هي المسيطرة.

وعلى الطرف الآخر نجد أن من يديرون تلك المفاوضات يؤمنون بصيرورة العملية ، ونجد أن مواقفهم تتغير بناءة على ما يتم التوصل إليه على أرض المعركة ، وهم بالتالي من يحققون الانتصار المادي والمعنوي ، ويكون التعليق الصادر عن ذلك البدوي العروبي ؛ الرجال لا تغير مواقفها ولو على قطع رؤوسنا ؟اي يريدها تسليم مفتاح.