اثار اهتمامي خبر تم تدواله عن قيام شاب بابتزاز فتاة نتيجة تعرفه عليها عبر احد مواقع التواصل الاجتماعي ، وانها وبالاتفاق مع هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تم الايقاع بالشاب متلبسا ، وجاء هذا الموقف بعد قيام الشاب بقيادة مركبته بطريقة متهورة وهو يحتضن الفتاة بعد قام بابتزازها وانتشار المقطع المصور على مواقع التواصل ، وهذا الخبر ليس الوحيد الذي تم تدواله خلال الفترة الماضية من السعودية ،والمفارقة هنا أن تلك الفتيات لم يتم قتلهن من قبل اهلهن بدوافع الشرف كما يحدث لدينا .

والذي يظهر من هذه الطريقة التي تتعامل بها الحكومة السعودية مع تلك القضايا أنها ملكت حكمة الدين والموقف من خلال حمايتها لهؤلاء الفتيات ، وفي نفس الوقت تقبل المجتمع لواقعة التغرير والخديعة التي يمارسها بعض الشباب للإيقاع بالفتيات ، وصول المجتمع السعودي الى هذه الدرجة من الرقي في التعامل مع قضايا تتعلق بالشرف جاءت من أن عقوبة القتل لديهم لاتخضع للمزاودة الاجتماعيةوالعشائرية وبقية تلاعبات القانون لدينا .

ومن هنا نجد ان حجم الاعتداءات التي تقع على الفيتات لدينا أكبر مما لديهم ، كون العقاب يأتي من الأهل مباشرة " القتل " ومن ثم يتم التلاعب بالعقوبة من الدولة نتيجة قيام الأهل أو احد افراد العائلة بقتل الفتاة ، وان تمتلك فتاة الجراءة بالتبليغ عن تعرضها للإبتزاز الجنسي وتتوجه للجهات ذات العلاقة دون أن تقع فريسة للخوف من أن تقتل على يد شقيقها أو أحد افراد عائلتها ؛ يمثل بداية الطريق الصحيح للحد من الاعتداءات على النساء .

ورغم المحاولات التي يبذلها المناصرين لحقوق المرأة وفيما يتعلق بمواد قانون العقوبات ،إلا أن بقاء قدرة الأفراد التلاعب بقانون العقوبات وقدرة العشيرة على تطبيق قانونها من باب الشرف سيبقى هو المتحكم بواقع الاعتداءات لدينا ،والحل يتمثل في تغليظ عقوبة القتل وخصوصا المتعلق بقضايا ما يسمى بالشرف الذي تبين ومن خلال واقع عدد جرائم الشرف أن عدم تطبيق عقوبة الإعدام بحق القاتل سوف يبقي حجم تلك الاعتداءات مستمرا بالارتفاع ، وكذلك حجم ما يقع من حالات اعتداء مخفية غير معروف وعلى قاعدة ان للبيوت اسرارها ؟ .