شبابنا بحاجة كوتا


في هذه الفترة يكثر الحديث عن قانون الانتخاب وما يثيره من جدل ...هناك من يعارض وهناك من يبارك وهناك من ينتقد تفصيلات ..نعم يختلفون لكن الغالبية يشتركون بان كل منهم يريد تفصيل القانون تبعا لمصلحته..

الجميع حين يناقش يضع مصلحته على راس الهرم ويتناسى مصلحة الوطن ,نحن نعيش في مجتمع يشكل الشباب فيه تقريبا 70% من السكان , ومن يريد مصلحة الوطن اظنه سيوجه كل طاقاته للشباب لكي يتقدم الوطن باتجاه التنمية المستدامه..

الشباب في مجتمعنا ولله الحمد تعدا عقدة انه مهمش بل ارتقى الان ليصبح مستهدفا , الشباب الان يعيش في دوامات تفقده القدرة على التركيز حتى في اموره الشخصية ,فالاستهداف بدأ يجني ثماره, وفي محيط ملتهب كالذي نعيش سئمنا كشباب ان نستمع لتنظير وان نرى مبادرات تمكين او حتى نستمع لوزير يتغنى بالشباب ,فالشباب الذي يتميز بالطموح بات اكبر همه ان يقضي فترة شبابه بسرعه ليرتاح من هذه العقده ويورث خيباتها لمن يليه...

بصراحة وبوجع وبغصة نحن الشباب اصبحنا بحاجة ل"كوتات شبابية" اسوة بالنساء السنا امام القانون سواء لا تمييز بيننا في الحقوق والواجبات , نريد تمثيلا حقيقيا للشباب في تقرير مصيره لا نريد مؤتمرات وندوات فنحن نسمع جعجعة ولا نرى طحنا,,شبابنا المأسوف عليه قادر على العطاء والانجاز لكنه بدأ يتهالك..

مجلس نوابنا الذي نكن له كل الاحترام قد نسف الثقة هذا ان كانت بينه وبين الشباب ثقة , الكثير منا قد شارك في انتخاب والكثير من الشباب قد تجرد ليختار من يظن انه سيكون نائب تشريعي اولا ورقابي ليتابع تنفيذ ما شرع لكنه بالنهاية لم يجد هذا تحت القبة , لم يجد من يشعر به لم يجد الا نواب جاهات و وجاهات , لم يجد من يسمع ومن يشعر بوجعه..

الشباب الاردني يعيش وجعا في تقرير مصيره بل تعدى الوجع الى الاستغلال لا نريد ان يختار من يمثلنا فنحن بحاجة من يعيش وجعنا ليمثلنا , من يشعر باختناقنا ليمثلنا,نحن كشباب في هذا المجتمع والقوانين التي تهمشنا لا نستطيع اختيار ولا نجد انفسنا الا ضعافا امام الهوامير الذين عفى عليهم الزمن وهم قابعون على عرش قرارتنا وتمثيلنا القصري...

الشباب اصبحوا في هذا الوقت مطية لغيرهم , عندما نسمع بان دراسات تقول بان 80% من الشعب راضون عن قانون الانتخاب ونحن الشباب لسنا راضون اصلا عن المجلس الذي سيقر هذا القانون , ان كان قانون الانتخاب سيعيد لنا نفس الوجوه لكن بفارق تقدم اعمارهم فقط فلن تجد من الشباب الا وقوف العاجز امام استغلاله ودمار طموحه في انتظار من يدعم انجازاته وتلبية امنياته في المساهمة برفعة وطنه...

ليس هناك دولة في العالم ترتقي وتتقدم الا في احتضان شبابها واطلاق العنان له لكي يعمل وينجز ويساهم في رفعة وطنه التي هو عمادها فرسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم قال "نصرت بالشباب" فقد عول على الشباب لما يمتلك من طاقات هائلة في اشارة الى اهمية الشباب برفعة المجتمع وتنميته ونحن لا نجد الا المبادرات والكلام المنمق الذي يتغنى بالشباب دون ان نرى على الواقع اي تغيير...
في النهاية شبابنا بحاجة ماسة الى كوتات مستعجلة تضمن تمثيلهم في الحكومات ومجلس النواب ومجلس الاعيان لكي يتسنى لهم المشاركة مع اجدادهم في هذه المجالس في صنع القرارات التي تخصهم على اقل تقدير ....



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات