البيت الدافىء


أيها البيت الدافئ.. رغم اختراق بعض حبات المطر الهاطلة في ليلة من ليالي الشتاء الباردة والتي تعالج بتلك الأواني الحديدية حيث توزع في بقاع أرضية الغرفة الجافة المبتلة حيث نتقاسم الغرفة نحن والمطر ، لفراشنا ماجف ، وللمطر النافذ الى الأرض ماابتل.

غرفة سقفها التراب المعجون بالقش فوق اعواد القصب وجسور الخشب المدعومة بجسر حديدي في الوسط ، كأني وأنا استعيد ذكريات ماكانت تحتويه هذه الغرفة متعددة الاغراض النوم والجلوس والطعام ، مقتناياتها سراج يخصص له كوة في الجدار ليوزع نوره الضعيف من خلال الزجاجة التي احتل بها السناج(السنا) جزء غير بسيط من شفافيتها ، والتي كانت الوالدة تحرص على زيادة القها كل يوم بتلك القطعة من القماش المبللة لتمررها من أسفل الفتحة الواسعة إلى عنق البلورة الضيق وهكذا على مدى أيام السنة ولا أقول العام ،كما وان امامي قطعة مرآة مثبتة خلف الباب( وليس بباب ) بإطار طيني يحيط بها كالأسوار ، وقد كانت اعلى مني بقليل مما يضطرني الى الإتيان بالكرسي المركى المصنوع من الخشب ؛ لأصعد عليه وأوازي وجهي للمرآة حتى اطمئن على تسريحة شعري ووجهي الذي نشفته للتو بأي منشفة متيسرة بعد أن أتناولها حيثما كانت.

انظر لرأسي في قطعة المرآة الذي قد كنت غسلته بالماء الذي نطرد برودته ببابور الكاز الذي يحتاج إشعاله الى ورشة منفصلة بدءا من الدك الى النكش الى تسخين الرأس حيث نضع التنكة المخصصة للتسخين والتي ينقسم لونها الى قسمين من آثار الاحتراق على البابور لعدة دقائق ثم نبدأ بمزج المياه الحامية مع الباردة بعملية خلط يدوي بحيث تصبح المياه وفق الرغبة ،بعد ذلك نستخرج بدلة الكاكي الزي الموحد ذا اللون الأصفر أو الأخضر من مخبئها، وقد تم كيها لمدة ست أو سبع ساعات وهي موضوعة تحت فراش النوم هذا المكوى الطريف والظريف بديل المكوى الحديدي الثقيل.

ولا ننسى المحرمة القماشية سكنية اللون وهي من لوازم المدرسة كما هي الحقيبة ذات الالوان الحمراء والزرقاء حقيبتي المستطيلة ذات الجيبين الأكبر والأصغر ونحكم إغلاقها بسحاب غالبا ما نصلحه عدة مرات في السنة ، ثم نلبس الجرابات ذات فتحات التهوية حفاظا على سلامة وصحة القدمين اللتان ندخلهما بفردتي جزمة سوداء مطاطية لامعة أفضل مافيها أنها برمائية وسهلة التنظيف.

هانحن شبه جاهزون لننطلق طلبا للعلم بعد أن نكون قد مررنا بأمي في المطبخ (رحم الله والداي)لننظر ماذا اعدت لنا من يسير الطعام ليرافقنا في هذه اليومية ، وقد تم تزويدنا أيضا (بتعريفة الى قرش) في اليوم المبتسم لنا ، أيها البيت الدافئ أيامك جميلة على قلة الموارد ، ففيك الطمأنينة التي نكاد أن نفتقد.


يتبع أن شاء الله في يوم مدرسي جميل ........



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات