كل يوم نقرأ على صفحات النت ترتيب منتخبنا الوطني عالمياً مثلا كان وأصبح والوضع من سيء لأسوأ ,, وترتيبنا عالمياً في رفاه العيش في ذيل القائمه,,وترتيب المليارديرات عالمياً ومنا من يكنزون الذهب والفضه وحساباتهم في سويسرا فلا يقاس عليهم,, وترتيب مدننا على لوائح النظافه العالميه لنكون من اسوأ المدن العالميه,,وهناك ما لا يعد ولا يحصى من التراتيب والترانيم الدوليه نأتي نحن في ذيل القوائم كما اسلفت,, لكن عمّان لربما هي اغلى عاصمه عربيه من حيث الكُلف المعيشيه,, واقتصادنا منذ ان بدأت اقرأ عنه وهو في العنايه الحثيثه ومديونيتنا في ازدياد برغم ارتفاع منسوب الضرائب التي تفرض.. لكن اذا اردنا ان نتبوأ قمة اي استفتاء فلنفتح باب الفساد فنحن بلتأكيد في اعلى السُلّم العالمي من حيث اعداد الفاسدين وما وصلت اليه ايديهم من مبالغ تصل بالمليارات..

الفساد ليس فقط في التعدي على المال العام فحسب, بل ايضاً انتاجية الموظف في الوطن لربما لا تصل لأكثر من 27 دقيقه في اليوم بينما الموظف او العامل الياباني يعمل 8 ساعات في اليوم من اصل 8 ساعات عمل,, الموظف عندنا يتفنن في كيفية اضاعة الوقت في الهروب من العمل,او في ولوج ابواب الفيس والواتس التي لا تنتهي, فمثلا قبل موعد الصلاة بنصف ساعه يبدأ برفع اكمامه استعداداً للوضوء وبعد انتهاء الصلاة يجلس نصف ساعه أخرى في التسبيح والاستغفار وهو لا يذهب لصلاة الجمعه يوم الجمعه..يتأخر يومياً متعذراً بالازمات,, ويخرج مبكراً من العمل ليلحق بآخر باص ينقله الى بلدته,, قد لا يأتي الى العمل متعذراً بوفاة جده وهو ميت منذ عقود,, او بمرض احد والديه وهم اصحاء..الفساد كما الهيموجلوبين في الدم عندنا..الى متى؟

الدوله تساهم في افساد الناس في عدم وفاءها بالتزاماتها فتعلمهم الكذب,, وايضاً بعدم محاسبة المفسدين ايضاً فتشجعهم على الفساد,, في الشاغر الوظيفي هناك اكثر من موظف كلاهما لا يعملان ,فالأول يتكل على الثاني والثاني على الأول والمراجع تاءه بينهما.. تعال بكره عباره تستخدم اكثر من الاستغفار او التسبيح..كما ان تنفيع ذوي القربى من المسؤولين هو الفساد بعينه فلا تعتمد الكفاءه كمقياس للتعيين في المناصب العليا بل درجة القرابه من المسؤول او انسباءه..هي الشهاده العليا.

ابواب الفساد عديده اما باب الاستقامة فهو واحد قله قليله يولجونه,,لهذا نحن في ذيل اي قائمه تعتمد معايير حقيقيه لتقييم اداءنا في كافة المجالات,,فدول جنوب شرق اسيا لا يزيد عمر الواحده منها بعد الاستقلال عن عمر دولتنا لكن لننظر الى ما وصلوا اليه ونحن نتراجع بتسارع شديد الى الخلف..كل ما نحتاجه هو افاقة الضمير النائم فينا,, تطبيق شرع الله في امور حياتنا لا فقط في الذهاب الى دور العبادة فحسب,,الالتزام في اداء الواجبات الموكوله الينا بأمانه واخلاص كما يحلف اصحاب المعالي اليمين الغموس الذي يتحللون منه بعد التشكيل,,ان نخاف لقاء الله اذا ما تعدينا على المال العام بأي شكلٍ من الاشكال حتى في قلم,, فالشيخ نوح رحمه الله لم يكن ليستعمل قلم الدوله في التوقيع على اوراق خاصه واعاد مئات الألوف لميزانية الدوله وكذلك كل الهدايا التي حصل عليها ابان توليه المسؤوليه..هناك الكثير الذي يجب ان نربي عليه النشىء لنستطيع بعد جيل ان نضع ارجلنا على بداية الطريق والا سنبقى نزقف للمخطىء ونحارب الناجح..الفساد ينخر اساسات الوطن وقيمنا وديننا حتى فرّخنا الارهاب والتطرف,, العداله مفقوده والحقوق منتهكه .. اليس هناك من يعلّق الجرس؟؟؟