حَبْرَشَة


المشاهدون لقناة اليرموك الأردنية يعلمون جيداً مدى التزام هذه القناة بثوابت الدار الأردنية من حيث أنها دار اسلام و دار أخلاق و شرف و حياء, و ملتزمة أيضاً بنشر التوعية السياسية و الإخبارية المُعزّزة لحب الوطن و الانتماء إليه قولاً و عملاً.

يسّر الله لي أن أشاهد على قناة اليرموك برنامجاً تلتقي فيه بأهل بلدة "مليح" في بيوتهم و برنامجاً آخر قبل يومين تلتقي فيه بأهل بلدة "رحاب" أيضاً في بيوتهم, حيث التقت مع العديد من شباب و ختيارية و عجائز هاتين البلدتين و كان القاسم المشترك في كل هذه اللقاءات هو حب الديرة الأردنية و سعادة أهلها بالعيش فيها و ذكروا كيف تطورت و تقدّمت بجهود أبنائها المخلصين و محبتهم لديرتهم الأردنية و موطنهم الأردن العزيز الغالي.

هذا التشجيع من قناة اليرموك للأردنيين على حب وطنهم و الانتماء لديرتهم بلقائهم في مضاربهم و هم متكئون على قهوتهم يشير بوضوح إلى وطنية هذه القناة و فهمها الصحيح لعقيدتها الإسلامية التي تقول أنّ حب الوطن من الإيمان مثلما أنّ الحياء شعبة من شعب الإيمان, مع انضباطها بالقوانين و التعليمات و قد أكّدت على ذلك صراحةً على شاشتها.

إنّ هذه السياسة الوطنية الأخلاقية التي تنتهجها قناة اليرموك زادت من شعبيتها فجعلتها في مدّة وجيزة في طليعة القنوات الفضائية التي يحرص الأردنيون على مشاهدة برامجها و متابعتها.

و بالرغم من أنّ قناة اليرموك تملك وثائق رسمية تؤكّد أنّها قد استكملت كل شروط الترخيص و منذ زمن, إلّا أنّنا فجأةً نسمع و دون سابق انذار أن الحكومة تُغلق بالشمع الأحمر "مباشر اليرموك" و تتحدّث عن عدم ترخيص.

تُرى ما حكاية الترخيص هذه التي استمرأتها الحكومة مؤخراً خصّ نصّ مع الإسلاميين حيث تحدّثت قبل مدّة عن عدم ترخيص جماعة الإخوان المسلمين؟؟ و ما دوافع هذه الحَبرَشة المتواصلة؟؟.

لم نسمع أنّ الحكومة سألت الأحباش؟؟ أو البهائيين؟؟ لا ندري من هؤلاء "نسمع و نسلم طبعاً" عن ترخيص, ثم لم نسمع أنّ الحكومة قد سألت "عبدة الشيطان" أو "عبدة السعدان" عن ترخيص, و من هم هؤلاء أيضاً, ثم لم نسمع أن الحكومة سألت "اللوطيين" و قد ذكرت وسائل الإعلام أن السفيرة الأمريكية قد حضرت اجتماعاً لهم, و تقول الحكومة أنّ لا علم لها فأين كانت الحكومة في تلك الساعة التي عُقد فيها الاجتماع بحضور و تأييد و تشجيع السفيرة الأمريكية لهم.

و ربما تكون قد علمت الحكومة بما ذكرته صحيفة الأخبار اللبنانية التابعة لحزب الله تعليقاً على ما يخصُّ موضوع خدش الحياء العام في الأردن .. لاحظ التنسيق بين الأمريكان و الشيعة حتى في هذه القضية و تدخّلهم بالشأن الداخلي الأردني.

و ربما تكون قد علمت الحكومة بالاستهزاء و السخرية و الشتم الذي تطاول به أحدهم يحاول أن يرتقي إلى مستوى نعال الصحابي الجليل خالد بن الوليد الذي لقّبه رسول الله صلى الله عليه و سلم بسيف الله المسلول, كما ربّما أنّها عَلمت بذلك الذي تطاول يحاول أن يرتقي إلى مستوى نعال العلماء ورثة الأنبياء, و في نظري أنّ هذه الحَبرَشة بالمسلمين ترقى إلى مستوى العمل الإرهابي لأنّها مثل كل عمل إرهابي يؤدّي إلى تشويه صورة الإسلام و يُسيء إلى المسلمين.

استبعد أنا شخصياً أن يكون هناك تنسيق بين الحكومة و بين هؤلاء جميعاً للحبرشة بالأخوان ثو الحبرشة بقناة اليرموك ثم الحبرشة بالمسلمين عامة و الإساءة لعقيدتهم و الشتم و التحقير و السخرية و الاستهزاء برموزهم الصحابية و العلمية, لكنّ غيري يُمكن أن يرى ذلك هكذا و لا يستبعده, فهل أدركت الحكومة أو لعلّها تدرك أن مثل هذه الحبرشات التي رافقتها تدخّلات خارجية بالشأن الداخلي الأردني يُمكن أن تفتح الباب لتدخلات خارجية مضادة ؟؟.

و بما أنّنا مقبلون على عشرة ذي الحجة المُباركة و لخطورة الأوضاع المحيطة بالأردن فإنّني انصح الحكومة بإزالة الشمع الأحمر عن مباشر اليرموك و أن تعمل على قطع الألسنة المُسيئة للإسلام و المسلمين و الصحابة و العلماء بطريقة قانونية رادعة كما أنصح بإطلاق سراح كل معتقلي الرأي في مقدّمتهم الإخوة السلفيين و خاصّة الشيخ المريض الطحّاوي و فضيلة الشيخ الاستاذ زكي بني ارشيد لإزالة فتيل التوتر و تخفيف الإحتقان لأنّ الوضع بالأردن لا يحتمل مثل هذه الحبرشات.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات