قتلانا وقتلاهم


اذا هو لبحث عن الجنة بعد الخروج الكبير منها نتيجة للخطيئة ،وتمثلها في مخيلة الانسان منذ القدم ومحاولات تجسيدها في الأرض لإعطاء هذا الانسان وهم انه قادر على صنع الجنة واعادة بناءها رغم انه خرج منها بخطيئة ، واليوم لايخلو اعلان تجاري سياحي من كلمة " جنة الأرض " إذ ما رغبت بزيارة مكان ما على هذه الأرض ، وهذه المفارقة الميثيولوجية في البحث عن الجنة وبانها عند البعض في السماء وعند البعض في الأرض سيطرة على عقل الكثيرين من رجال الدين المسلمين ؛ ورغم ان مقولة "اعمل لدنياك كانك تعيش ابدا واعمل لأخرتك كانك تموت غدا" يتم تداولها بكثرة وفي مواقف كثيرة تتطلب من الفرد ان يعمل في الدنيا كي يعيش حياة كريمة له وللأجيال القادمة من بعده .

وكانت نتيجة هذه السيطرة الفكرية ان البعض منهم ما زال يلقي المسؤولية على تقدم الغرب وتخطيطهم طويل الأمد لأنهم يؤمنون بان الجنة في الأرض وليست في السماء، ومع ذلك لايلقي بالمسؤولية على فشل الخطط المستقبلية لدى الكثير من دول العالم الاسلامي وعلى عدم فهم " كانك تعيش ابدا ".

وهذا على مستوى العلاقة بين الغرب بنصاريته والشرق باسلامه ، وعند الحديث بين المسلمين بعضهم ببعض تبرز بكل وضوح في حالة القتل اليومي تلك الجنة وحجم الاختلاف عليها، ورغم انها ليست على الأرض بل في السماء التي طرد منها الانسان نتيجة لارتكابه لخطيئة وخالف اوامر ربه ، فكل من طرفي القتل يؤكدان على ان الجنة لقتلاهم والنار لقتلا الطرف الأخر ، وكل منهم يقاتل لأجل جنة السماء وهم يحرقون ويدمرون جنة الأرض ،والخلاصة هنا أن هناك طرف ما من طرفي القتل سوف يخسر كل من الجنتين ، وهنا يبقى علم الغيب هو الحكم بمن سيكون الخاسر ؟ .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات