بين الحبشة وبرلين اربع عشر قرنا من التاريخ ،وبين النجاشي وميركل ايضا اربع عشر قرنا من التاريخ ، وبين برلين ومكة الاف الكيلو مترات ، وبين دمشق وبرلين الاف الكيلو مترات، ومكة اقرب من برلين لدمشق جغرافيا ؟.

والغريب في الأمر هنا أن احد لم يقم بذكر هذا التصريح" غير الموثق والمعتمد " لمستشارة المانيا عندما قالت لأطفال المانيا بأن التاريخ سوف يذكر ان برلين استقبلت الاجئين السورين ومكة أقرب لهم منها ،وان المسلمين هاجروا لبرلين بدلا من مكة لأن بها ملك مسيحي صالح كالنجاشي ، وهذا الجزء من التاريخ مازلنا نتغنى به في كتبنا المدرسية .

والقصة وان كانت تجانبها الحقيقة في تصريحات مستشارة المانيا؛ يبقى السؤال التاريخي والمتلبس بالدين ، ايهم أكثر قربا مكة ام برلين ؟، واين عدل الحكام العرب المسلمين من عدل النصارى ؟، وفي زمن التورية السياسية في زمن الرعب العربي القائم على القمع الفكري والجسدي ، والذي وقع في مصيدة " لااله الا الله محمد رسول الله " ومن بعدها الفراق والخلاف ؛ نجد ان ذكر النجاشي والمسافة بين مكة ودمشق حقيقة ساطعة كالشمس في الاحاديث الشعبية وفي نفس الوقت تعتبر من المحرمات والموبقات في احاديث السياسيين والإعلاميين العرب المسلمين .

واذ ما كانت ميركل قد صرحت بمثل هذا القول فاين اصابت واين اخطأ الأخرين من عرب مسلمين ؟ ، وهي لم تأتي بشيء يغير من التاريخ شيء او من واقع الجغرافية العربية المسلمة بل قدمت حقائق ، وعرب المسلمين أخطأوا لأنهم وجدو في حديثها حقائق واغمضوا عيونهم عنها واعتبروها مجرد دعاية سياسية تسيرها تكفيرات عن ذنوب نازية تاريخية ،لأن أحدهم اشار في سياق كلامه عن الموقف وتصريحات ميركل بان التاريخ لن ينسى المانيا النازية ، ونحن هنا نقول له ايضا التاريخ لن ينسى النجاشي ومكة .