لبّيْك يا أقصى


أين ذلك اليوم الذي كان فيه الفلسطينيين يقولون عن اليهود اولاد الميْتة حيث كان الجبن والخوف يملئ قلوب اليهود وترتعد منه فرائصهم وكان الفلسطينيون لا يعرفون الخوف منهم نهائيا .
وأنت أيها الأقصى المبارك أولى القبلتين تجاور صخرة شرّفها الرسول صلّى الله عليه وسلّم بأن صعد عليها وارتحل للسموات العلى بينما نحن ارتحلنا لملهاة الحياة الدنيا ولكن لكي نرضي غرورنا ونكمِّل نفاقنا نقول لك لبيّك وفي قلوبنا لا نُصدِّق ذلك فنحن مسلمين حكّاما ومحكومين أمرُنا ليس بأيدينا فأمر حكّامنا بيد الأمريكان والإسرائيليِّين بينما امرنا نحن الشعوب بيد الشيطان والعياذ بالله .
نرى بأمِّ أعيننا ماذا يصنع بك الأعداء ونسمع بآذاننا صرخات المصلّين وتكبيراتهم وأنّات أحجارك الكريمة ولكن لا يوجد معتصم من الحكّام الآن يسمع ويستجيب فلا يستطيع تسيير الجيوش لنجدتك ولا يستطيع ان يقود شعبه لتحريرك و اللُجنة التي يُفترض ان تصرخ أوّلا بعيدة عنك فأنت في الشرق وهي في أقصى الغرب وعلّها لا تفهم لغتك وانت لا تعي ما ترطن لك وعنك وعليك فاهدأ ايها الجريح الأسير المحاصر حتّى يأتيك الفرج من رب العباد .
نغنّي لبيّك يا علم العروبة كلُّنا نفدي الحمى وانت لست من الحمى فلا تنتظر ان نفديك بروح أو مال أو ولد ولقد مررت في عدّة بروفات قام بها العدو الحقير فحرقوا منبرك قبل اكثر من سبعة واربعين عاما وخرسنا وقتلوا المصلّين في شقيقك الحرم الإبراهيمي قبل واحد وعشرين عام وخرسنا وهاجموا قبّة راحيل ومقام سيدنا يوسف وخرسنا وحوّل العدو 14 مسجداً إلى معابد يهودية ، ومنع المسلمين من الصلاة في 19 مسجدا، لتحول فيما بعد (على يد الجيش الإسرائيلي) إلى مرتع للقمار أو مطعم أو حظيرة خنازير أو خراف، مثل مسجد البصة ومسجد عين الزيتون في قضاء مدينة صفد ، وهناك 50 مسجداً ومقامًا إما مغلقا أو مهملا أو مهددا بالهدم والإزالة من الوجود.وخرسنا وحرقوا الطابق الأول من مسجد النور في برقة قبل اربعة اعوام وخرسنا والمسلسل بدأ منذ سبعة وستون عاما بالإعتداء على المساجد والمقابر والمصاحف ونحن من ذاك الزمان مخروسين !!!!!
فلا تنتظرنا ولا تنتظر منّا أيّ مساعدة فنحن شعوبا مقهورة ومعظم حكّامنا قراراتهم مأجورة أو مأمورة فلا باليد حيلة وما زالت القلوب عليلة والضمائر قتيلة والنفوس ذليلة .
وقد انتهى عصر التمهيد وجسُّ النبض لدى الصهاينة وابتدأوا وقت التنفيذ فها هو التقسيم الزماني أصبح حقيقة والتقسيم المكاني بات وشيكا وبعدها بفترة يبدأ الهدم ولا ندري اين سيذهبون بانقاضك هل في مكان قريب لنتمكن من اللطم عليها وعلى انفسنا أم هل سيحرمونا من ذلك اللطم خوفا من ان نستخدم الأنقاض كمبكى على فراقك وعلى خيبة املك فينا .
نحن بالإسم مسلمون لا نملك من أخلاق الإسلام شيئا بل إنغمسنا فيما ينهى عنه الدين فبتنا شعوبا كاذبة منافقة وحكّاما متغطرسون في الظلم وقهر وتجويع الشعوب وبتنا ادوات يستخدمها الأعداء لتمزيق اوصالنا وهدم أحلام ابنائنا وضياع ارضنا ومقدّساتنا وأخلاقنا .
وبينما الشعوب المتحضِّرة تحترم الوقت وتقدِّس الإنتماء فنحن نتفنّن في إضاعة الوقت ونتفانى بالخيانة أي اننا نكذب بصدق ونخون بإخلاص ولذلك نحن نهوي الى أسفل السافلين بينما هم يصعدون الى أعلى !!!!
أيُّها الأقصى نصرخ لبيّك اللهمّ لبيّك ودعنا فقط نبكي على قدميك فليس لدينا إلاّ الدموع والدعاء نضعها بين ساحاتك وابوابك التي يحرسها اعدائك .
لكن لا تخشى يا أقصانا أبناء الميتة ولا كاباتهم التي يلبسونها فلا بدّ أنّ لهم يوم سينقرضون فيه ولن تقوم لهم قائمة وستحيا أيها الأقصى المبارك من جديد بجانب صخرة شرّفها الله بقدمي رسوله الكريم عليه افضل الصلاة وأحسن التسليم حين انطلق منها الى السموات العلى .
احمد محمود سعيد
4/9/2015



تعليقات القراء

جاسم
قبل ان اقرأ الموضوع ظننتك جادا اننا لبينا الاقصى فقرأته لارد عليك فوجدتك تهزأ بمن يدعي هذا الأدعاء والان انا اوافقك الرأي واشد على يدك
04-09-2015 09:30 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات