ثقافة السخافة


جواب تلقيته من ابنتي بعد سؤالي لها عن ما يقنعها في متابعتها لمجموعة المسلسلات الهندية التي تبثها احدى القنوات الخليحية " هادي ثقافة السخافه ..بابا" ، وكمحاولة لمعرفة هذا النوع من الثقافة وعلى مدار ثلاثة ليالي اجبرت نفسي على الجلوس امام شاشة التلفزيون كي اشاهد هذه النوع من المسلسلات التي بدأت تغزو بيوتنا العربية بعد المسلسلات التركية .

واحد المسلسللات وكانت مدة عرضه خمسون دقيقة تخللها دعايات جميعها لمنتجات هندية تتعلق بتبيض لون البشرة وتنعيم الشعر ، وهما صفات ملازمتان لكل ممثلي وممثلات المسلسل ، وبعد استخدامي للتوقيت الزمني الذي كنا نستخدمه في دراستنا تبين لي أن المدة الحقيقة لبث المسلسل هي فقط 25دقيقة وان هناك 25 دقيقة عبارة عن اعلانات تجارية يتم عرضها خلال الخمسين دقيقة الخاصة بعرض المسلسل .

والشيء الأخر كذلك أن قصة المسلسل وعلى مدار ثلاثة ايام لم يحدث اي تطور دراماتيكي عليها ، بل كانت مجرد اعادة تسجيل للمواقف الخاصة بالحدث الرئيسي ودون اي تطور ، وكذلك هناك استخدام كبير للقطات المقربة لوجوه الممثلين والممثلات لدرجة انني حفظت كافة تفاصيل وجوههم ، وكان هناك استخدام كبير للقطات ردود الفعل التعبرية دون صوت وهي هناك تؤكد على انه ليس هناك نص حواري متطور بل اعتماد كلي على ردود الفعل التعبيرية تلك.

وهنا لانريد الدخول في عملية تحليل محتوى لما يطرح من ثقافة هندية قائمة على ديانة مجوسية ، ولا عن طبيعى العلاقات الاجتماعية بين افراد تلك الطبقات من المجتمع الهندي التي تفصل هذا المجمتع وتقطعه الى طبقات لايسمح التنقل بينها نهائيا كونها متوارثة جينيا بينهم ، ولن نتحدث عن حجم الايحاءات الجنسية التي تعرضها اللقطات المقربة ممثلين ، ولا عن المفارقات بين الواقع الحياة للشعب الهندي وما يتم عرضه من لقطات للبيوت والاثاث ، وكل ذلك يؤدي الى حقيقة واحدة تقول ان هناك من يريد ان يرسخ لدى جيل عربي قادم ما يسمى بثقافة السخافة وفي زمن يموت فيه وبشكل يومي مئات من ابناء الأمة العربية دون اي احساس بالذنب من قبل من يملكون تلك المحطات الفضائية .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات