بعدين مع هالوضع


في زمن من الأزمان كنت أستغرق الليل بطوله وجزء من الصباح وأنا أكتب رسالة لريم ولكون ريم وقتها لم تكن تعرف "الجوجل" كنت أضمن الرسالة بأبيات شعرية مرة لنزار قباني ومرة لبدر عبد المحسن وأحيانا أسرق عبارات من قصص عبير وأضمنها لرسالتي.

كنت أخبر ريم بأنني أنا صاحب الأبيات وأنني في لحظة من اللحظات التي خطر على بالي فيها منظر الجدولة والشبرات أنتجت ملحمتي الشعرية بعنوان " المجد للظفائر الطويلة" – بالأصل هذه من روائع نزار قباني- . الجميل في ريم أنها كانت تصدق ولم تكن تفهم ما اكتب ، كل الذي يهمها كان الشاعرية.

مع ساعات الصباح الأولى أنهي رسالتي التي تتشابه مع أخواتها في رسومات قلوب الحب على الأطراف ومع ذات الطلب المكرر " متى بدي أشوفك أشتقتلك ".

أنهي الرسالة وأرش عليها بعض العطر ، في ذلك الوقت كانت الكالونيا الفريسكال سيدة الموقف ، فأطوي الرسالة وأذهب كعادتي لطريقها ، أراقب الطريق كمن يحاول سرقة شيء ، مع أنني في الحقيقة أحاول سرقة الحب والفرح وفي خطف البصر أناولها رسالتي وألوذ بفعلتي بعيدا خائفا لأراقب من بعيد.

في أحدى المرات أنهيت رسالتي سريعا وكانت تحتوي سؤالا واحدا فقط وكانت تخلو من رسومات القلوب والسهام وتخلو من شعر نزار ، وقتها كان الفصل شتوية وريم كانت تشعر بالقشعريرة وأناملها ترتجف ، ولأن الرياح وقتها كانت شديدة لم تستطع مسك الرسالة فطارت الرسالة ولم تسعفنا رحلات البحث عن ايجادها ولم أعرف اجابة السؤال ولم تعرف ريم ماذا في الرسالة وخفنا كلينا أن تفضح الريح حبنا.

بعدها بأسبوع رحلت ريم من الحي وبقيت أبحث في الزقاق عن الرسالة وفي الخيال عن اجابة.
كان السؤال على أثر رفضها الدائم لمطالبتي الدائمة برؤيتها كان السؤال بالتحديد
" بعدين مع هالوضع ؟!".

اليوم وبعد أكثر من خمسة وعشرين عاما ، أريد أن أكرر نفس الرسالة ونفس السؤال لكن ليس لريم بل لكل مسؤول في هذه الدولة مهما قل أو علا شأنه
"بعدين مع هالوضع" .

أعلم بأنها ستصل هذه المرة ولكنهم سيتحججون بالريح ويقولون "طيرتها الريح".

Khaldon00f@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات