أكبر ! أعرض ! أطول!!!


ارسل اليّ، المهندس نادر البيطار مقالة له من مدينة الخليل الصابرة والصامدة وهو مهندس نشط في اعادة اعمار المدينة القديمة وجزء من رابطة الجامعيين في الخليل اضعها بين يدي القارئ الكريم كما هي:

"في كل يوم تطالعنا وكالات الأنباء حول العالم بخبر حصول جهةْ او أخرى على شرف الدخول الى موسوعة غينيس للأرقام القياسية ، فالبعض منا يدخل هذه الموسوعة بأكبر طبق من الحمص والبعض الآخر يدخلها بأكبر طبق من الحلوى محلية الصنع ، وآخرون يدخلونها بأكبر طبق من التبولة. ولا شك ان دخول موسوعة غينيس للارقام القياسية امر يستحق المحاولة ولكن يجمع كل محاولاتنا المتواضعة كعرب للدخول الى تلك الموسوعة - على الاغلب - انها محصورة في صنف من الأكل يخص منطقتنا العربية ليس الا.

وكوننا - كعرب - نملك آلاف.. آلاف الأرقام القياسية في كل المجالات والتي يمكن أن يقرّ بها العالم دون نشرها في الموسوعة نظرا لمصداقيتها وعدم قبولها حتى للمنافسة على المدى المنظور ، فنحن - ولا فخر - نملك أكبر مساحة غير مزروعة في العالم ، ونملك أكبر احتياطي نفط مهدور في العالم ، وعندنا أكبر وأسرع نسبة تصحر في العالم ، وأقل مستوى دخل للفرد في العالم ، وأدنى نسبة تعليم جامعي في العالم ، وأعلى نسبة أمّية في العالم ، وأقل ساعات قراءة بالنسبة إلى متوسط الاعمار في العالم ، وكذلك أعلى مستوى استهلاك للحوم الحمراء ، وأقل إنتاج بحثي علمي في الجامعات والمعاهد التعليمية ، واقل عدد من الكتب المطبوعة نسبة الى عدد السكان ، وأعلى نسبة فساد إداري داخل المؤسسات الحكومية والخاصّة ، وأقل مستوى أعمار بسبب تفشي الامراض وقله التوعية الصحية ، ونحن أسرع اهل الارض انفعالاً عاطفيا سواء بالفرح أو الحزن ، واكثر أهل الارض ضرباً للمواعيد وأقلهم التزاما بها. ويبدو أننا سنحقق قريباً أرقاما قياسية جديدة في أعلى نسبة على مستوى العالم سواء فردية او جماعية أولمبية كانت أو غيرها. وليس لدي ادنى شك بأننا للسمنة عند الاطفال حول العالم وفي الوقت ذاته سنكون أكبر الفاشلين في دخول نهائيات أيّ لعبة تنافسية سنفاجئ العالم بأرقام قياسية أخرى ، منها على سبيل المثال لا الحصر ، اننا سنكون آخر أمة تطلق قمراً صناعياً وأننا سنكون آخر أمة تشغّل مفاعلاً نووياً ولو لأغراض سلمية أو لإنتاج الكهرباء.

فبالله عليكم ألسنا نستحق كتاباً خاصاً بنا لنسجل فيه أرقامنا القياسية الكثيرة دون جعلنا أضحوكة للاخرين وأن نسجّل نحن شركة خاصة بنا لتصبح جهة موثوقة للتحقق من أرقامنا العملاقة التي لا يجارينا فيها أي فرد أو مجموعة حول العالم. ثم أليس من حق ابنائنا علينا أن يحتفظوا بسجل إخفاق؟ وللحق ، والتاريخ ، لا بد من ذكر بعض الحقائق المؤكدة علمياً والتي تجزم بأن ما نعانيه من تأخر وضعف وهوان غير مرتبط بامراض جينية او وراثية مزمنة ، خاصة وأن أسلافنا قد تسيّدوا العالم وهم الذين بدأوا الثورات العلمية القائمة على استخدام المنطق وطرق البرهان لتحليل أي ظاهرة علمية أو اجتماعية. وباستخدام نفس الأدوات سواء من قبلنا نحن أو غيرنا فسنصل حتما إلى نتيجه مفادها أن دخول كتاب غينيس للارقام القياسية لا بد وأن يتم من خلال أفضل إنجازات من يسجل هذه الأرقام ومن خلال بذل كل الطاقات التي يملكها لتحطيم أي رقم قياسي مسجل في نفس المجال ، مما يعني أن تسجيلنا كعرب للأرقام القياسية المرتبطة بالاكلات الشعبية سيستمر ردحاً من الزمن الى ان ينتبه الآخرون الى مجال تميّزنا فيحاولوا تحطيم أرقامنا أو أن توقف الشركة المسؤولة عن كتاب غينيس توثيق وتسجيل أرقامنا القياسية نظراً لعدم وجود منافسين يستطيعون مجاراتنا في مجال تفوقنا؟،".



تعليقات القراء

غسان
انت صادق وهذا يدل على اننا امه تعيش على الاطلال
20-11-2009 02:17 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات