ليسوا ثوّارا مثلك يا هلالي


في مثل هذه الايام قبل اكثر من مائة وخمسين سنه , ولد شيخ المجاهدين عمر المختار المنفي الهلالي في صحراء برقة , وفي مثل هذه الايام ايضا , وكان عمره اربع وسبعين عاما , تمكن بعض المرتزقة العرب ممن يعملون مع المستعمر الايطالي من القبض عليه عندما كان يزور مدينة البيضاء مع قليل من اصحابه , وسلّموه لمن كان المختار يحاربه لأجلهم , ولأجل حريّتهم وخلاصهم من نير الاحتلال البغيض , وتم الحكم عليه بالإعدام , وتنفيذ الحكم فيه ظنا من الايطاليين بأنهم سيخمدون نار الثورة بعد استشهاده , ولكنهم اخطأوا وطردوا من ليبيا بعد سنوات قليلة من اعدامه.

يا عمر المختار , انهض من قبرك لترى احفادك العرب المسلمين , الليبيين وغيرهم يتقاتلون فيما بينهم , وكل فئة منهم اتخذت من اعداء امتهم حليفا , يعتقدون كما اعتقد الشارف الغرياني انّهم يريدون لهم خيرا , وانّهم انما يقدمّون المساعدة لهم لوجه الله , يتقاتلون من اجل الظفر بالسلطة التي يحلم كل فئة منهم بها , فقد قتل الآلاف ولم يعرفوا لم قتلوا , وتشرّد مئات الآلاف في اوطانهم وخارج اوطانهم , بعضهم يركب مركبا يتسّع لعشرات مع مئات من الهاربين مثله , يهربون من اتون حرب مستعرة بين اشقّاء في الدين واللغة والارض , ويبدوا انهم قد نسوا ان اجدادهم كانوا يقاتلون المستعمر الايطالي والفرنسي والانجليزي حنبا الى جنب , يريدون خيرا لوطنهم وعيشا كريما لأبناء هذه الاوطان .

يا شيخ الشهداء , سلّم على سلطان باشا الاطرش وعزالدين القسّام وقل لهم ان احفادهم يساعدون من كانوا الدّ اعداءهم , في يوم من الايام , على تقسيم بلادهم الى قطع صغيرة , حتى ترضي رغبتهم جميعا بالسلطة , وحتّى لا يخلع الكرسي من تحت بعضهم , فمن يقاتل اخيه رغبة في قتله , لا بدّ وان يخدم بفعلته اعداؤه واعداء اخيه , وواهم من يظّن ان عدوه الذي يساعده في قتل اخيه يحبّ الخير له , فها هم قد صرّحوا أن تقسيم العراق الى دويلات ثلاث , هو الحل للأزمة في العراق , وللقتال الدائر فيه , وسيصرّحون بأن تقسيم سوريا وبعدها ليبيا الى دويلات هو الحل أيضا , وسيجد الاخوة الاعداء انفسهم وقد ساعدوا في تقسيم بلدانهم خدمة لأعدائهم .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات