"الأونروا" .. أزمات لا تنتهي ومخاوف من"الأوطان البديلة"


جراسا -

مراسلنا في رام الله - نهاد الطويل - تتواصل في الدول العربية المستضيفة لملايين اللاجئين الفلسطينين الاعتصامات والاحتجاجات أمام مراكز ومقرات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" المنددة والرافضة  لتقليص الخدمات المقدمة للاجئين في تلك البلدان.

وتعاني "أونروا" من عجز مالي يقارب 100 مليون دولار، دفعها إلى إقرار خطة لتقليص خدمة التعليم المقدمة للاجئين، وسط مخاوف من إلغاء الخدمة بشكل تدريجي وهو ما يضع الدول المستضيفة للاجئين كالأردن ولبنان في تحد كبير قد يؤثر على برامجها الوطنية ويدفعها لاتخاذ قرارات صعبة وفقا للمراقبين.

وتهدد إدارة "الأونروا" بوقف خدماتها التعليمية لنحو نصف مليون طالب لاجئ في مخيمات اللجوء المختلفة، بينهم 120 ألف طالب في مدارس الوكالة بالاردن، اعتبارا من السبت المقبل، في حال لم يستجب المجتمع الدولي والدول المانحة لسد عجز الوكالة، وتأمينها سريعا بنحو مائة مليون دولار، فيما باتت تتعالى أصوات ممثلي اللاجئين وسياسيين عرب من وقوف أهداف وأجندات سياسية تستهدف القضية الفلسطينية وحق العودة للاجئين وراء تفاقم أزمة "الأونروا".

الحكومة الاردنية وعلى لسان الناطق باسمها محمد المومني طالب المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته تجاه اللاجئين الفلسطينيين، مؤكداً على ضرورة "عدم تركهم يواجهون لوحدهم الظروف الصعبة التي يعيشونها". 

وقال المومني في تصريحات لوسائل الإعلام ان"الأفضل أن يساند المجتمع الدولي الدول المضيفة للاجئين بدل تركها وحيدة"، مشيراً إلى رفض حكومة بلاده أي تقليص للخدمات التي تقدمها الوكالة للاجئين.

وهددت الوكالة خلال الاسابيع الماضية بإقرار خطة لتقليص خدمة التعليم المقدمة للاجئين، وسط مخاوف من إلغاء الخدمة بشكل تدريجي في حال عجزها عن حل الأزمة المالية العاصفة.

ووفقاً لإحصائيات "الأونروا"، يوجد في المملكة 175 مدرسة تابعة لها، يدرس فيها 117 ألف طالب وطالبة.

وتتزامن ردة الفعل الحكومة مع اعتصامات العاملين في الوكالة اعتصامات عديدة أمام الرئاسة العامة للوكالة،في عمان احتجاجاً على تخفيض الخدمات وتوجه لإغلاق المدارس التابعة لها، ولمطالبة المانحين بالإيفاء بالتزاماتهم.

ويأتي اعتصام حوالي 7 آلاف موظف في الميدان، مع اجتماعات الدول المانحة والدول المضيفة للاجئين في عمان، لبحث الأزمة المالية غير المسبوقة التي تشهدها الأونروا.

فلسطينيا،أكد المؤتمر العام لاتحاد العاملين في الوكالة، الممثل لحوالي 30 ألف موظف في مناطق عمليات الوكالة الخمس، "إعلانه نزاع العمل فوراً مع إدارة الوكالة في حال اتخاذها قراراً بتأجيل العام الدراسي، وذلك حماية لحقوق الموظفين واللاجئين".

وقال رئيس دائرة شؤون اللاجئين في منظمة التحرير زكريا الآغا، إن المنظمة والدول العربية المضيفة تواصل جهودها في الضغط على الأمم المتحدة والدول المانحة، من أجل إنهاء الأزمة المالية لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين 'الأونروا'،  وعدم تأجيل العام الدراسي.

وأضاف الآغا في تصريحات اذاعية: 'الأيام القليلة القادمة حاسمة، لاقتراب بدء العام الدراسي'، كاشفاً أن المؤشرات والمعلومات- التي وصفها بالموثوقة إلى حد ما- تؤكد أن هناك تحركا إيجابيا، وانفراجاً قد يكون غير كامل.

ونوه إلى أن الجميع يدرك خطورة الوضع، وعدم سد العجز المالي 'للأونروا' وتعطيل العملية الدراسية سيكون له آثار خطيرة، معربا عن أمله بأن تتوج الجهود المبذولة بالنجاح وأن تنتهي الأزمة.

 وأشار إلى وجود توجه لوضع خطة استراتيجية، هدفها تجنب مثل هذه الأزمات في الأعوام القادمة، من خلال مطالبة الأمم المتحدة بوضع آلية لإيجاد مصادر دائمة، لا تتأثر بالظروف الطارئة ولا تعتمد على التبرعات الطوعية.

وأوضح أن إمكانية تأخر الإعلان عن أي قرار يخص الأزمة واردة، في فترة أقصاها أسبوع أو أسبوعين، حتى يتم التوصل إلى النتيجة النهائية:' قائلاً:' الأيام القادمة ستكون حاسمة، وأنا متفائل بتجاوز هذه الأزمة.

وعلى الساحة اللبنانية،تقود الحكومة اللبنانية الى جانب الفصائل الفلسطينية في مخيمات اللجوء الفلسطيني سباقا محموما مع الزمن للضغط على الوكالة والحيلولة دون تنفيذ تهديداتها.

وبحسب الاخبار التي تناقلتها وسائل اعلام لبنانية اليوم الخميس فإن ممثلي الفصائل الفلسطينية في لبنان مع ،ماتياس شمالي-  مدير الأونروا في لبنان.

وكشف شمالي توجُّه المفوّض العام نحو تأجيل العام الدراسي، حتى كانون الثاني 2016، بذريعة عدم توفّر الأموال اللازمة، وهي 100 مليون دولار، وهو يسير أمام ما تصرفه دول بعينها على حروب المنطقة، ما يعني تجميد عمل الموظفين في قطاع التعليم ومن دون راتب، وبالتالي تأثُّر بقية الخدمات من صحة وطبابة وإغاثة.

في سياق متصل،سارعت المملكة السعودية للإٍسراع لتنفيذ حزمة مساعدات بقيمة 35 مليون دولار.

وقال الناطق الإعلامي باسم "الأونروا" سامي مشعشع في بيان وصل "جراسا نيوز"نسخة منه أن غالبية التبرع سيوظف لدعم برامج التربية والتعليم في قطاع غزة، ورفع مستوى المدارس والمراكز الصحية في الأردن، وبناء ثلاث مراكز صحية في الضفة الغربية، وصيانة منشآت الأونروا في سائر المناطق التي تعمل بها.

وأشار مشعشع إلى أن ما يقرب من 19 مليون دولار من قيمة التبرع ستخصص لتخفيض العجز المالي القائم في الصندوق العام للأونروا والبالغ قيمته 101 مليون دولار وهو الصندوق الذي يمول خدماتها الأساسية كالتعليم والخدمات الصحية.

وبحسب أرقام الوكالة المنشورة على موقعها، فإنّ أكبر مانح هو الاتحاد الأوروبي ودوله، بمبلغ 520.8 مليون دولار، وبما يعادل 42.7 % من دخل الوكالة البالغ 1.18 مليار دولار. ثم الولايات المتحدة، بمبلغ 408.7 مليون دولار، والدول العربية بـ206.7 مليون دولار. وتبلغ ميزانية 2014/ 2015 نحو 1.4 مليار دولار؛ أي أنّ مبلغ العجز المذكور لا يصل 8 % من ميزانية الوكالة.

ومن المهم هنا الى الاشارة الى دراسة صدرت عن معهد واشنطن، والتي دعت فيها السياسة الامريكية الى السعي لإلغاء صفة لاجئ عمن لديه جنسية أخرى، أي أغلب اللاجئين في الأردن، وجزء ممن في لبنان (بحسب الدراسة).وهو امر ترفضه كافة الجهات الجهات المعنية كونه يتناقض مع حق اللاجئين الفلسطينين في العود الى ديارهم التي هجروا منها عام 48 كما انه يعزز الهدف الاسرائيلي المتعلق بالوطن البديل لاسقاط حق العودة.

كما طالب الدراس إلغاء هذه الصفة عن اللاجئين في الضفة الغربية وقطاع غزة إذا أقيمت دولة فلسطينية هناك. أضف لذلك أن تكون المساعدة لمن يحتاجها وليس للاجئ بصفته لاجئا (أي إلغاء المساعدات التنموية المؤسسية وجعلها أمراً فردياً)، ثم التدخل في مناهج التدريس بشكل أكبر، وفي "البيانات السياسية" للوكالة بحسب معد الدراسة.

ومن المعروف ان هذه ليست المرة الأولى التي تعاني منها "الأونروا" من أزمات  بل عانت منذ ولادتها كما هو الحال بالنسبة للقضية الفلسطينية.

 

 

 

 

 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات