من المستفيد من مكرمة أبناء العشائر ؟


طالعتنا الصحف المحليه صباح يوم الثلاثاء بخبر مفاده مغادرة أعضاء من مجلس النواب الأردني قبة البرلمان احتجاجا منهم على توجه مجلس التعليم العالي لإلغاء المقاعد الجامعية المخصصة لأبناء العشائر ( مكرمة ابناء العشائر ) ، استنادا الى معلومة تم تمريرها الى احد النواب مفادها ان مجلس الوزراء منعقد في الاثناء لمناقشة موضوع الغاء مكرمة ابناء العشائر ! تلاه بعد دقائق معدوده تصريح للخضرا ( وزير التعليم العالي الأردني ) بأنه لا يوجد نية لدى الحكومه بإلغاء مكرمة ابناء العشائر .

بعدها هدأت خواطر النواب وعادوا الى القبة وكلهم ثقة واعتزاز بانه حققوا نصرا على الحكومة وافشلوا مشروع قرارها بإلغاء مكرمة ابناء العشائر !!

والسؤال الذي يطرح نفسه من هو المستفيد من المقاعد المخصصة لابناء العشائر ؟ فاذا كانت (338) مدرسة وفقا لإحصائيات صادرة عن وزارة التربية والتعليم لم ينجح منها احد في العام الحالي ومعظمها يقع في المناطق العشائرية الاقل حظا ،والأكثر فقرا في الجنوب والوسط والشمال ، بمعنى أن معظم ابناء العشائر المهمشين لن يستفيدوا من هذه المكرمة، فعلى ماذا انتفض النواب واحتجوا اذا كان ابناء العشائر لن يستفيدوا من هذه المكرمه ؟.

في السنة الماضية لم تنشر قائمة مكرمة ابناء العشائر والاقل حظا في الصحف المحليه فقد تمرير الاسماء على التلفون ، وكما هو معلوم للكثيرين بان بعض النواب والأعيان والمتنفذين في الدوائر الحكوميه وكبار بعض الضباط وشيوخ العشائر ووجهاء المخيمات تكون لهم حصة من كعكعة مكرمة ابناء العشائر والأقل حظا ، فأما الاقل حظا من ابناء العشائر والأكثر فقرا فقد حرموا من هذه المكرمه ، اما بسبب رسوبهم وإما بسبب حصولهم على معدلاات اقل من 65% في الثانوية العامة .

كان الاجدر بالسادة النواب أن ينتفضوا ويدعون الى مؤتمر وطني عاجل لبحث ومناقشة هذه القضية الوطنية العاجله خدمة لمصالح الدولة الاردنية وإنقاذا لأبناء المناطق العشائرية الاقل حظا في كل شيء فمثل هذه النتائج الكارثيه تدق ناقوس الخطر حول مستقبل التعليم في هذه المناطق المهمشه ، فالكثير من المدارس التي لم ينجح فيها أحد تعد بيئة طاردة للمعلمين كما هي للطلبة كذلك ، بسبب افتقارها لأدنى متطلبات العملية التعليمية، فانعدام البنية التحتية الصالحة للعملية التعليمه ، ونقصان الكوادر البشرية المؤهله ، ساهم في الوصول الى هذه النتيجة الكارثيه .

لست بصدد تناول المشكلات والحلول لهذه الظاهرة المزمنة فهناك من المختصين المؤهلين لعمل الدراسة والبحث والخروج بتوصيات منتجه ، لكن يبقى التنفيذ والمطالبة من اعضاء مجلس النواب هي الاولى في هذه المرحله ، وعندما يتم معالجة الخلل فيقيني أن ابناء العشائر لن يحتاجوا الى مكرمة ابناء العشائر المخصصة للمقاعد الجامعيه ، فهم عندما يجدون التأهيل والاهتمام المطلوب سوف يتفوقون وعندها لا داعي لمكارم ابناء العشائر ومكارم الديوان ومكارم ابناء المخيمات ، فالأجدر أن يكون مبدأ المساواة بين جميع الطلبة مطبقا ليس فقط في المنافسة على المقاعد الجامعيه بل في توفير البنية التعليمية لجميع ابناء الوطن دون استثناء وان لا يبقى أبناء العشائر اقل حظا في التأهيل والتعليم والعمل والمكتسبات التنموية .

احتجاج النواب يوم الثلاثاء بناء على معلومة تم تمريرها الى احد النواب يضع علامة سؤال ، فهل كان الهدف رفع شعبية بعض النواب ؟ أم خلق فتنة جديده؟ ، أم كان الهدف إشغال اعضائه عن الموضوع الرئيسي وهو مناقشة قانون البلديات الجديد وتشتيت الزخم الذي كان مصوبا حول التشوهات الموجودة في قانون البلديات الجديد ،.
تبقى الإجابة عند من مرر المعلومة لأحد النواب !!!!!!!!
msoklah@yahoo.com



تعليقات القراء

المحامي فيحان ناصر محمد العيطان
استاذ محمد الخوالده ابدعت هكذا يكون الانتماء للوطن خوفاً من ضياع جيل بأكمله ان مايحدث بالمسيره التعليمية لنقوس خطر اشد ضراوة من الاعداء وهي كثر التي تتربص بوطننا موضوع التعليم شأن يهم كافة ابناء الوطن
12-08-2015 02:45 PM
الجواب الشافي
معروف ان المستفيد هم المتنفذين الفاسدين وليس أبناء العشائر المساكين الفقراء والاقل حظا
12-08-2015 04:14 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات