الفلسطينيون يواجهون المستوطنين بـ"عصا وهاتف وكشاف" - صور


جراسا -

من مراسلنا في رام الله - نهاد الطويل  -  محرقة بلدة دوما بمحافظة نابلس والتي ارتكبها مستوطنون صهاينة قبل اسبوعين ضد عائلة فلسطينية وادعة لا زالت تحرق قلوب الفلسطينين من مرارة الصدمة التي يعيشونها،وراح ضحيتها رب العائلة الشهيد سعد الدوابشة وسبقه طفله الرضيع علي الدوابشة فيما لا تزال الأم وابنها على سرير الشفاء يتلقون علاجا مكثفا وحالتهما خطيرا جدا.

هذه الجريمة ليست الوحيدة وان كانت الاكثر بشاعة وارهابا فمنذ ان احتلت الأرض اعتاد الفلسطينيون على مثل هذه الجرائم من المستوطنين وعصابات الهاجاناة وهناك اتفاق بين وجهات النظر فلسطينية والمتضامنين معها، بأن مثل هذه الجرائم، تنذر بعواقب وخيمة، ليس بسبب حجمها وحسب، بل لأنها تبدو منظّمة وتنفذها عصابات "تدفيع الثمن" الارهابية ، حيث أن جملة ما تقوم به هذه التنظيمات من اعتداءات يومية ضد الفلسطينيين، وبمثل هذه القساوة، يمكنها أن تجلب انفجاراً هائلاً في نهاية المطاف، بحيث لا سبيل للسيطرة عليها ما يمكن ان يقودنا الى مراحل جديدة من انتفاضة ثالثة قد تستمر لسنوات.كما يرى المراقبون.

استاذ العلوم السياسية والمفكر الفلسطيني عبد الستار قاسم حذر من مغبة مواصلة اعتداءات المستوطنين،وقال قاسم في تصريح لـ"جراسا"ان هجمات تدريجية سقودها المستوطنون على فلسطينيي الضفة الغربية،ليتحول دور جيش الاحتلال التمثيلي إلى مشرف عام على منع الصراع الدموي بين الفلسطينيين والمستوطنين، وسيحاول ارتداء صورة الحامي للفلسطينيين من هجمات المسوطنين، أو ذلك الذي يفصل بين طرفي المعادلة.

وتابع قاسم لـ"جرسا" :"سنجد المستوطنين يبادرون ويفعلون فعلهم، وسنرى تدخلا من قبل الجيش بين الحين والآخر بطريقة تسترعي انتباه وسائل الإعلام، وتستقطب مديح الدول الغربية وبعض الدول العربية.

ووفقا للمحلل السياسي عادل محمد عايش الأسطل فإن الشيء الصعب، يكمن في أن الحادثة الجديدة، تمّت على أيدي مجموعة يهودية متزمتة وليست لمرّة (انتقامية) واحدة، باعتبارها نواةً لتنظيم إرهابي يهودي جديد، والذي أطلق على نفسه اسم (الجهاد اليهودي) - والذي لا يستمع مطلقاً إلى سياسة الحكومة، حتى على الرغم من أن تؤدّى أعماله ضد الفلسطينيين، إلى تقسيم المجتمع الإسرائيلي وتهديد وجوده.

وعن الأسباب التي تؤدي الى ازدهار الحركات الارهابية الاسرائيلي يرى الاسطل أن نزوع قياديين إسرائيليين أكثر باتجاه التطرّف ساعد في تنمية ذلك الإرهاب،، ولعل النزعات الشرسة التي كان يقوم بإطلاقها بعض الوزراء في الحكومات السابقة والحاليّة على نحوٍ خاص، والتي يُمكن إدراجها بدون تلكؤ تحت عناوين إرهابية، أو هي تساعد على الإرهاب، وبخاصة في شأن عدم اقتناعهم بمناهج تلك الحكومة المتجهة ضد الفلسطينيين – برغم قسوتها- وللقوانين الإسرائيلية المتنافية مع تطلعاتهم المتطرّفة بشكلٍ عام.

بدورها أعلنت السلطة الفلسطينية ، بأنه محظور على الفلسطينيين الإخلال بالنظام العام، أو القيام بأيّة أعمال انتقامية على خلفية الجريمة.وهو ما تؤكده تصريحات نائب أمين سر اللجنة المركزية لحركة "فتح" جبريل الرجوب والتي اعقبت الجريمة حيث شدد على  أن السلطة "لن تدعم ارتكاب اعتداءات" على أهداف إسرائيلية انتقاما لحرق الطفل علي الدوابشة في الضفة الغربية.

ومع ذلك لم يستبعد الرجوب "وقوع اعتداءات انتقامية بشكل انفرادي".وهذا ما حدث بالفعل.

فصائل فلسطينية وعلى راسها حركة "حماس" دعت إلى الرد علي جرائم "تدفيع الثمن" فوراً، واعتبار جنود الاحتلال ومستوطنيه أهدافاً مشروعة للمقاومة.

وذهب الرئيس الفلسطيني محمود عباس الى مطالبة المجتمع الدولي بتصنيف جماعات المستوطنين الإسرائيليين كمنظمات إرهابية.

وقال عباس : “نطالب المجتمع الدولي والأمم المتحدة وأميركا المنحازة دائما، بأن تسمى منظمات المستوطنين إرهابية لأنه لا فرق بين ما يسمونها إرهابية في العالم العربي والإسلامي وهذه التي ربما هي أكثر سوءا”.

الفلسطينيون عموماً، سارعوا إلى تحميل الحكومة الإسرائيلية مسؤولية مثل هذه الجرائم المؤلمة، باعتبارها هي من تفتح الطريق أمام إرهابيّها، من خلال سياستها الاستيطانية وحمايتها للمستوطنين، والتي قد تعني، بأن لديها النيّة نحو فتح مرحلة جديدة من الصراع.

ويعود الى الواجهة الفلسطينية في الارياف والبلدات القريبة من المستوطنات ما يعرف بـ"لجان الحراسات الشعبية" والتي يتم تفعيلها عن طريق تشكيل فرق من المتطوعين لحراسة القرى الفلسطينية من اعتداءات المستوطنين الممنهجة،رغم ضعف تسليحها وافتقادها للتدريب اللازم.

منظمة "عصابة تدفيع الثمن"، أو بالعبرية (تاغ محير) والتي تأسست منذ سنوات، هي منظمة توصف بالارهابية وقائمة على مبدأ طرد العرب والتخلص منهم، تلك المنظمة أو العصابة تقوم بين الحين والآخر بالاعتداء على المواطنين والممتلكات العربية والمقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس وفي مختلف القرى الفلسطينية.

ويقوم أفراد العصابة بإحراق المقدسات الإسلامية والمسيحية من مساجد وكنائس، ومهاجمة المزارعين الفلسطينيين في قراهم وقطع أشجار زيتون، إضافة إلى الاعتداءات على ممتلكات الفلسطينيين، وخط شعارات عنصرية مسيئة للديانتين الإسلامية والمسيحية وشعارات تدعو لترحيل العرب و"ترسيم الحدود".

ورغم أن المنظمة تعمل "في وضح النهار" وأن أعضائها معروفون لدى الشرطة وحرس الحدود الاسرائيلي؛ إلا أن الشرطة لا تقوم باعتقالهم أو التحفظ عليهم لمنع تكرار الاعتداء.

وارتفعت جرائم عصابات "تدفيع الثمن" بنسبة 200 % ضد المواطنين الفلسطينيين في الضفة الغربية والداخل الفلسطيني المحتل، في الفترة الأخيرة، وعلى الرغم من هذا الارتفاع الهائل، فإن مرتكبي هذه الجرائم لايزالون يتجولون بحرية.

وقد قامت عصابات "تدفع الثمن" الاستيطانية باستهداف المقدسات الدينية، ونفذت خلال العامين الأخيرين نحو 14000 جريمة طالت البشر والحجر واهلكت الشجر.

 

 



تعليقات القراء

لاجىء
الضميري اعلن ان المستوطنين هدف مشروع للامن الفلسطيني، وها هم يصولون ويجولون ويعتدون على المواطنين الفلسطينيين دون ان يعترضهم أحد؟!
13-08-2015 03:18 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات