العالم وخوارج العصر الجديد؟


عندما يضرب الارهاب مسجداً في المملكة العربية السعودية ويغتال غدراً جنوداً مهمتهم حماية المقدسات ورعاية الحجيج، في بلد يجمع الملايين من أبناء الامة ممن يعملون من أجمل لقمة عيشهم،و في بلد فتح أبوابه دوماً لكل قاصد، فلا مجال للدفاع عن تنظيمات امتهنت القتل والخراب، ولا مجال للحديث عن اي عناوين أخرى غير الانحراف الفكري والعقائدي عند هؤلاء الخوارج الذين اعماهم جهلهم وحقدهم.

لقد بينت العمليات الارهابية الاخيرة ان لا دين للارهاب ولا مله، وان حدوده الجغرافية تتسع لتشمل كل العالم، وهو ما يدعونا لاستذكار حديث الملك عبدالله الثاني باتباع استراتيجحية عابرة للحدود لمواجهة الارهاب واطفاء ناره وبحث مسبباته وتوعية الشعوب بخطره الكبير، ومسؤولية المجتمع الدولي في ازمات المنطقه ابتداءً من قضية فلسطين العالقة لعقود وليس انتهاء بظواهر الفقر والبطالة والامية والجهل وهي قضايا تسبب بها الاستعمار قديمه وجديده ووقف عاجزاً او رافضاً لحلها، وفي ذلك يحضرني حديث أوباما وفعله، فهو سيدي القارئ: ينطبق عليع قول الخطيب الذي صعد منبراً، فارتج عليه ولم يعرف ماذا يقول. ولكنه بعد انتظار وتقليب الأفكار قال: أيها الناس" إنكم أحوج إلى أمير فعَال منه إلى أمير قوَال"هذا ما لفت نظري وأنا أستمع بإمعان لاحاديث الرئيس الأمريكي أوباما الموجه إلى العرب والمسلمين والعالم ، فهو يعلن رفضه للارهاب وتنظيماته، ولكن سياسته تدعم الارهاب وفكره، وهو يبشر بحلٍ للقضية الفسطينية وهي سبب للصراع ومبرر للارهاب عند تلك التنظيمات المارقه ولكنه يصمت والرضع من ابناء الشعب الفسطيني يحرقون جهاراً نهاراً في بيوتهم، ويتحدث عن ازمة اللجوء السوري ويترك بلداً محدود الموارد كالاردن يعاني الامرين في مواجهة طوفان اللجوء.

لقد ضاعت الكلمات وإستراتيجيتة التي تقوم على التغيير وبناء علاقة غير مسبوقة مع العالم العربي والإسلامي ،وحل محلها التجزئة والتفتيت والحروب الأهلية والطائفية، والتفجيرات في مصر وسوريا واخيرا السعوديةومخططات تقسيم المنطقة لتصبح ليبيا دويلات تحت حكم المليشيات وكذلك سوريا واليمن والعراق وغيرها ليتم في النهاية قبول الكيان الصهيوني في المنطقة رغم أنوف العرب ومعاناة الفلسطينيين والعرب الذين يعانون من انتشار الارهاب والقتل والترويع فعن اي استراتيجية تغيير تتحدثون في مركز العالم؟.

إنَ من يقف وراء ما يجري في العراق وسوريا وليبيا وغيرها من موت ودمار، هم أنفسهم من تآمروا على العراق وليبيا وسوريا وافقروا الشعوب وقدموا الدعم للارهاب وتنظيماته واحتضنوا قياداته، وهم انفسهمَ من يعانون الان لفظاً وقولاً لا فعلاً، وهم انفسهم من اتوا ليقسموا البلاد شيعاً وأحزاباً متناحرة ، للاستيلاء على خيرات بلادٍ كانَ بالأمس يحسب لها ألف حساب على خارطة العالم الجغرافية والسياسية.

واخيراً:

فإن نهر الجنون الذي يجتاح العالم يظهر أنه وصل إلى خوارج العصر الجديد وروافضه في عالمنا العربي أكثر من غيره, فشربوا منه حتى الثمالة, حتى بدت قضايا أوطانهم لا تهمهم, وإمعاناً في شرب ماء النهر انشغلوا بتقسيم الأمة عن طريق إثارة النعرات المذهبية والقتل والتدمير، فهل يفيقون؟ .
نقول رغم ذلك يا أيها الوطن المضرج بالدماء, الموعود بالتجزئة والتقسيم كما أرادوا لك, لا تهن, فالفجر آت لا محالة, والظلم مرتعه وخيم، والتعزية بشهداء العربية السعودية وليبيا ومصر وسوريا، وكل ارض عربية.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات