زيتون ومانغا وكاكا!


 بدت قصّة الزيتون الأردني على موائد الإسرائيليين وكأنّها حكاية خيانة وطنية من هؤلاء الذين باعوا زيتونهم لعرب إسرائيل ، أمّا وجود فاكهتي المانغا والكاكا الإسرائيليتين على موائد الأردنيين فقد بدا وكأنّه خيانة عُظمى للوطن والقضية الفلسطينية.

وتحفل وسائل الإعلام الأردنية والعربية بالقصص الإخبارية حول الموضوع ، ولكنّ أحداً لم يكتب عن السبب في الوصول إلى هذه النتيجة ، وهو الفشل الأردني في التعامل مع الموضوع ، الذي لا نرى علاقة أساسية للقطاع الحكومي العام به ، بل يتحمل وزره القطاع الخاص ، والمجتمع المدني أيضاً.

فهي حكاية سوق ، تبيع فيه لأعلى الأسعار ، وتشتري فيه بأقلّها ، وبالضرورة فالنوعية مهمّة ، ولا يلومنّ أحد منكم مزارعاً جاءه سمسار يتحدّث بالعربية ويشتري منه حصاده قبل الحصاد بأشهر وبأسعار ممتازة ، كما تلومنّ ربّ عائلة طالبه أبناؤه بكيلو مانغا فاشتراها من السوق بسعر مناسب ، دون أن يخوض في أسئلة الأصل والفصل.

ولكن علينا أن نلوم القطاع الخاص الأردني الذي لم يصل إلى صيغة أسعار تُنصف مزارع الزيتون الأردني ، أو أنّه لم يقم بما تقوم اسرائيل به من إعادة صياغة وتصدير ، وعلينا أن نلومه أيضاً لأنّه لم يقم بزراعة ما تُصدّره إسرائيل لنا ، ووضع السعر المناسب له وترويجه كما يجب.

ونعيش الآن في موسم الزيتون ، وتكتظّ المعاصر بالسيارات ، ولكنّها موسم سينتهي خلال أيام ، ويقول الخبراء إنّ الأردن يستطيع مضاعفة كمية الزيتون المزروع أربع مرات على الأقلّ وبفترة وجيزة ، فماذا ننتظر ، إذن ، ولماذا لا تقوم وزارة الزراعة بحملة وطنية تحمل اسم "الزيتون" ، لزراعته في كلّ مكان ، وتطوير تصنيعه وتصديره ، ويُقال إنّ زيت الزيتون كان في شرق المتوسط أيام الإمبراطورية الرومانية كالنفط في أيّامنا هذه ، وتّخاض من أجله الحروب ، فهل أقلّ من عودة لأصول الأشياء ، أمّا حكاية المانغا والكاكا ، فتلك قصّة أخرى،.



تعليقات القراء

هههه
مدرسة سلطان حطاب
16-11-2009 11:15 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات