ملامحهم تعرفها عن بعد وصفاتهم كانها طابع وردي يوثق لبناء بلد.. حركاتهم و سكناتهم و تصرفاتهم وحتى طريقة مشيتهم قد تكون متشابهة ... ينحني ظهره ليستقيم عيشه... يجد ويجتهد ..يدرس ويثابر..يعيش في دوامات متتاليه .. ارهاق.و.سهر وخوف من المجهول الذي ينتظره في قادم الايام... ديدن حاله اصبر ثم اصبر.. غدا ساتخرج غدا سيكون لي شأن كبير...

..يتقاسم الوجبات على اطراف الكتب ينام ويصحى كل يوم وهو يهذي بمواد الفصل فلا الديناميكا تعتق رقبتة لوجه الله ولا الاستاتيكا ودوائرها تغيب عن طرف عينه للحظات ..لا يندمج مع ما يدور من حوله ولا يعيش الحياة ببساطتها وجنونها وفنونها.. كل ذلك من اجل ان يتخرج من كلية الهندسة ويحمل لقب باش مهندس .... وبعد التخرج. يقع في فخ البطالة وينصدم بواقع الحال المرير ... ....

في كل عام وبعد اعلان نتائج التوجيهي نقوم بعدد من اللقاءات يتبعها سيل من الاجتماعات ندعمها بعدد من الندوات والمؤتمرات ونختتمها بمناسف وحلويات قد يتخللها قليل من الانتقادات ورمي الكره في ملعب الغير... نقوم بذلك من باب اللهم قد بلغت...

..نعم طقوس نقوم بها كل عام مع اقتراب تقديم طلبات الانتساب الى الجامعات .... جهات حكومية واخرى جامعية واخرى نقابية تقوم بذلك من باب الشعارات او المجاملات.. لامن باب الوقوف على الخطر والعمل على مواجهته ... فالنتيجة واحدة والخريجين بالالاف ..والعاطلين عن العمل يشكون همهم ومرارة يومهم الى الله....

معلومة قادتني لكتابة هذا المقال صرح بها نقيب المهندسين مفادها ان عدد الطلاب الذين يدرسون التخصصات الهندسية في الجامعات الان يقترب من 60 الف ..نعم 60 الف موزعين على عدد السنوات الخمس في الداخل والخارج ..اي ان عدد المهندسين سيزيد بمقدار النصف خلال الخمس سنوات القادمة..ليصبح العدد الاجمالي .حوالي من 180 الف زميل وزميلة..وهذا سيخلق تحدي كبير سيرهقنا جميعا ان لم نتدارك الموضوع بعقلانية ونواجه الامر بكل مصداقية وشفافية.......لذلك وجب علينا ان نقف على مواطن الخلل الحقيقية ومنها ننطلق....وان لا نسير على نفس النهج في الاقناع والتحذير والارشاد..فما عاد الواقع يحتمل...

.لا يختلف اثنان ان هنالك ثقافة مجتمعية ومفهوم سائد قديم متجدد يعطينا الرخصة والقوة وفرد العضلات ..لا اعلم هو من باب الفخر اومن باب لكل مجتهد نصيب لكي ندرس ابناءنا المتفوقين احد التخصصات الهندسية اوالطبية وان نزكيها عن غيرها من التخصصات .....فلا احد ينكر ان برستيج كلمة باش مهندس او ابو المهندس او ام المهندس لها وقع كبير على مسامعنا جميعا.. ...فكم من شاب زوج لانه يحمل لقب مهندس فقط !!! وكم من فتاة تزوجت لشهادتها بعيدا عن المقاييس الاخرى..وكم وكم وكم... ..!!!.

اما الان وقد زاد عدد الخريجين عن الحد الذي يؤمن لهم لقمة العيش بكرامة ويكافئهم على سهرهم وجهدهم وعلمهم وتعلمهم...وجب علينا ان نوجههم الى دراسات اخرى قد تكون اقل خطر وما زال بها متسع للعمل ..
.لذلك..........!!!!!!!؟؟؟؟ .

وجب على الحكومات ان تبادر لخلق فرص عمل وان تتصدى لمشكلة البطالة وايجاد الحلول الناجعة لها... 

..وجب على الجامعات وهي من تقوم بفتح او اغلاق التخصصات ان تبتعد عن قاعدة الربح والخسارة.وان لا تتحول الى سوق مضاربة...

... وجب على النقابات ان تساعد في التدريب والتاهيل وتقديم النصح والارشاد....
..وجب على مؤسسات المجتمع ككل ان تتكاتف من اجل ذلك وتوسيع قاعدة التعيينات في القطاع الخاص.......

علينا ان نخلق فرص عمل جديدة وان نجتهد في ذلك ..
علينا ان نتكاتف لا ان نتناكف في مساعدتهم ..
علينا ان نقف على حجم التحديات وان نواجهها مجتمعين بكل صدق ..
عندها سيشعر المواطن و الطالب والخريج انا لم نقصر .. عملنا ما علينا ... والباقي على الله....