المدرسة الثانوية ,التي نجح جميع طلّابها


عاد الى المدرسة التي تخرج منها , ليزورها و ويتفقد الاماكن والزوايا , والمقاعد الدراسية التي كان يجلس عليها مع زملائه الطلبة , في الصف الذي جلس فيه طلبة كثيرون بعدهم , ويعود بذاكرته الى المدرسين الذين تقاعد معظمهم , او مل بعضهم من التدريس بعد ان افنوا عمرهم فيه , يشرحون الدروس وينيرون للطلبة الطريق في سبيل تحصيل المزيد من العلم , للمدرسة الثانوية ذكرى عزيزة في نفسه وفي نفوس الطلبة الذين كانوا يوما في احداها , يعودون اليها ليتفحّصوا سجلات الذين تخرجوا منها على مر السنين , وليكتشفوا ان لحظات العمر قصيرة , لدرجة انهم يرون شريط حياتهم فيها وكأنه البارحة , مدير مدرستهم , ومدرسّيها وطلبتها , لم يغادروها بعد .

يتذّكرون مدرسيّهم وقد وقفوا امامهم عند الطابور الصباحي ليقرأ احد الطلبة , بعد القرآن حكما لسيدنا علي , او المتنبي , او الشافعي , ُم يستمعون لنصائح مديرهم , وكأنّها تخرج من فم فب حان , يعرف مدى حبّ اولاده له , ويدخلون الصفوف التي كانت تستقبلهم بفرح و وقد اتوها من المدينة والارياف والبادية, لان الارياف والبادية لم يكن فيها مدارس ثانوية بعد , يجلسون بهدوء بانتظار ان يدّق الجرس , معلنا بداية الحصة الاولى ليأتي مدرس لم يحمل يوما عصا, ولمن يكن احد من الطلبة ليستطيع ان يرفع صوته امامه , يبدأ في شرح الدرس رويدا رويدا حتّى ان اقل الطلبة فهما , يستوعب كل ما فيه .

وهكذا يفعل جميع المدرّسين الذين يتوالون على دخول الصف , لا يقرأون ابدا من الكتب , مع انهم كانوا دائما يحُّثون الطلبة على قراءتها , ولكن يشرحون الدروس وكأنّهم حافظين لها , وبسرد اشبه ما يكون بالقصّة , ولم يكن احد من المدرّسين يعطي دروسا خصوصية بعد الدوام , وانما يطلب من الطلبة الراغبين بأن يحضروا الى المدرسة مساءا ليستمعوا الى دروس التقوية المجانية , وانه على استعداد لان يشرح لأي منهم اي درس يستصعبه ومن دون مقابل , لأنه كان يفرح اشد الفرح عندما يعرف ان جميع طلبته قد نجحوا في امتحان الثانوية العامة , وهكذا كان .

نجح جميع طلبة المدرسة في الامتحان الصعب , الذي أهّل كلّ منهم للدخول الى عالمه , فمنهم من ذهب الى جامعة , ومنهم من انخرط في حياته العملية , ولكنهم يتذكّرون دائما مدرستهم الثانوية , ومدرسيّها الذين اعطوا كل وقتهم كي ينجح طلبتهم , وفعلا نجحوا , والادارة المدرسيّة والمعلمّين هم محور العملية , وهم اداة النجاح .



تعليقات القراء

قارئ للموضوع
مهما قلنا وتكلمناعن كفاءة المدرسةفان للذكاء دور وللاهل دور ولجد الطالب واجتهاده دور وللمدرسة ايضا دور
02-08-2015 05:59 PM
د. نمراوي
شكرا على هذا المقال الذي استعاد لي ذاكرتي واغرورقت عيناي، حيث انطبق ما جاء في المقال على حياتي....ولكن غصة الحلق هو الراتب التقاعدي الذي أثار الشجون بعد تلك الذكريات....شكرا.
02-08-2015 07:26 PM
معلم من الكرك . .
في تلك الفترة كان المعلم معلماً وكان الطالب طالباً وكانت المدرسة مدرسةً وكان الأهل أهلاً بحق فنجح الجميع بلا استثناء .
03-08-2015 01:42 AM
الحسنات
كل ما تفضلت به صحيح هذا ما كانت عليه المدارس عندما كان اسمها مدارس والمعلمين رجال يتقون الله ويحبون الوطن والمهنة والان هم ضعافا لأن مخرجات الجامعات ضعيفة ويبحثون عن المال والدروس الخصوصية
03-08-2015 11:02 AM
سامج
موضوع ان شاء جسد
لم افهم المقال والهدف منه
كفانا مواضيع انئائيه
رد بواسطة مو سامج
اكتب اولا بلغة عربية صحيحة , لتفهم ما تستطيع فهمه , جمّع يعني
04-08-2015 09:21 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات