وظائف حكومية للبيع بالمزاد العلني


عرضنا في الاسبوع الماضي مجموعة من الكراسي الحكومية المعروضة للبيع في مملكة اليمامة على الصفحة الخاصة، جيث تقدم احد المواطنين بطلب وظيفة سفير ، معتمدا على السيرة الذاتية التي يذكر فيها أن والده يعمل حراثا عند أهل القرية ، وان والدته تعمل (آذنة) في احدى المدارس الخاصة ، لكنه حاصل على درجة الدكتوراة في العلوم السياسية من جامعة هارفرد ، وماجستير علاقات دولية ودبلوماسية من جامعة كامبريدج ، وماجستير في الإعلام السياسي من جامعة بون للدراسات الشرق أوسطية ، ويتقن اللغات العربية والانجليزية والفرنسية والالمانية والفارسية والايطالية والسنسكريتية والهيلوغرافية ، وصدر له سبعة عشر مؤلفا تتعلق بالنزاعات الدولية والتحكيم الأممي ومترجمة الى سبع لغات ، وعمل مديرا عاما للعديد من المنظمات الدولية ، ومساعدا للأمين العام للأمم المتحدة لشؤون افريقيا والشرق الاوسط ، وان عمره بالضبط اربعون عاما وشهرين ويوم واحد ... وقد تم تشكيل لجنة عليا لدراسة الطلبات برئاستي أنا وعضويتي أنا أيضا ، ونظرا لغياب أمين سر اللجنة خارج الوطن فقد منحني تفويضا لتمثيله في اللجنة أنا ايضا ، كما ان أمين صندوق اللجنة الذي كان مشغولا في لجنة أخرى فقد طلب مني أن أمثله أنا ايضا ، واما الطابعة فقد اعتذرت عن الحضور لأن اجتماع اللجنة سيكون في الساعة الثانية عشرة ليلا ولا تتمكن من الحضور فمنحتني إنابة عنها في التوقيع أنا ايضا ... وعلى ضوء ذلك وبعد ربط الاسباب بالمسببات ورد النتائج على المقدمات أقرر أنا أيضا بإسم اللجنة كاملة ::: رفض الطلب المقدم من المذكور (الذي طلب عدم ذكر اسمه ) وذلك للأساب التالية ...
أولا : أن العمر المطلوب لوظيفة السفير هي أربعون عاما وشهرين فقط ، وأن وجود يوم واحد زيادة في عمر مقدم الطلب يشكل عائقا كبيرا ومخيفا أمام قبول طلبه .
ثانيا : إن سرد مقدم الطلب لشهاداته العليا بطريقة استعراضية ، قد تثير لا بل أثارت النعرة الطبقية المقيتة بينه وبين المواطنين الذيت لا يحملون شهادات . وهذه غلطة فادحة وقع فيها مقدم الطلب ، وشكلت صدمة لرئيس واعضاء اللجنة الذين لا يحمل أيا منهم شهادة جامعية ، وكأنه كان يقصد الإساءة لاعضاء اللجنة بالذات وهذه اساءة جارحة لنا رئيسا وأعضاء للجنة العليا لفرز مواقع القيادات العليا .
ثالثا : إن مقدم الطلب ذكر في سياق سيرته الذاتية أن والده يعمل حراثا ووالدته تعمل آذنة في احدى المدارس ، وهذا يعني بوضوح انه لا يملك مزرعة حسب المواصفات (الحديثة) ومنزلا ريفيا يشتمل على كافة ادوات الهش الليلي والنش المخملي ، لكي يتمكن من استقبال زملائه أعضاء السلك الدبلوماسي فيما لو حالفه الحظ وأصبح سفيرا .
رابعا : إن الاستعراض المقيت والمميت الذي مارسة مقدم الطلب من انه يتقن العديد من اللغات العالمية قراءة وكتابة وتحدثا ، هو دليل أكيد على انه يشكل خطرا على الأمن الوطني لمملكة اليمامة ، لا بل وخطرا على الأمن والسلم الدوليين ، لأن الجاسوسية الدولية تعتمد أكثر ما تعتمد على اللذين يتكلمون أكثر من لغتين .
خامسا : وحيث أن وظيفة السفير ، أو أية وظيفة دبلوماسية أخرى هي فقط لأبناء الرؤساء والوزراء والسفراء ، وحيث أن والد مقدم الطلب يعمل حراثا ووالدته آذنة مدرسة ، فإنه بترشيح نفسه لوظيفة سفير قد تمادى اكثر من اللازم ، وخرق كافة الأعراف الوظيفية ... وحاول ان يضع نفسه في مكانة غير تلك التي يجب ان يبقى فيها للأبد وهي (حراث ابن حراث ) فإن مجرد تقديمه للطلب يشكل جريمة جزائية يعاقب عليها القانون في مملكة اليمامة بالسجن ثلاث سنوات وغرامة لا تقل عن الفي حبة ذهب عصملي ... ويعتبر هذا القرار قطعيا وبمثابة الوجاهي ولا يجوز الطعن به أمام أي من المحاكم الحقوقية الصلحية أو البدائية أو الاستئنافية أو التمييزية ... ولا حتى امام المحاكم الشرعية ... علما بأن اللجنة ستبقى ابوابها مفتوحة ومشرعة امام كافة المواطنين ممن تنطبق عليهم الشروط لإشغال أية وظيفة أخرى (وزير .. سفير ..مدير عام ... محافظ ) مع الرجاء ارسال السيرة الذاتية مفصلة بما يها المهارات الخاصة .وظائف حكومية للبيع بالمزاد العلني
==================
بقلم : نجم الدين الطوالبة
عرضنا في الاسبوع الماضي مجموعة من الكراسي الحكومية المعروضة للبيع في مملكة اليمامة على الصفحة الخاصة، جيث تقدم احد المواطنين بطلب وظيفة سفير ، معتمدا على السيرة الذاتية التي يذكر فيها أن والده يعمل حراثا عند أهل القرية ، وان والدته تعمل (آذنة) في احدى المدارس الخاصة ، لكنه حاصل على درجة الدكتوراة في العلوم السياسية من جامعة هارفرد ، وماجستير علاقات دولية ودبلوماسية من جامعة كامبريدج ، وماجستير في الإعلام السياسي من جامعة بون للدراسات الشرق أوسطية ، ويتقن اللغات العربية والانجليزية والفرنسية والالمانية والفارسية والايطالية والسنسكريتية والهيلوغرافية ، وصدر له سبعة عشر مؤلفا تتعلق بالنزاعات الدولية والتحكيم الأممي ومترجمة الى سبع لغات ، وعمل مديرا عاما للعديد من المنظمات الدولية ، ومساعدا للأمين العام للأمم المتحدة لشؤون افريقيا والشرق الاوسط ، وان عمره بالضبط اربعون عاما وشهرين ويوم واحد ... وقد تم تشكيل لجنة عليا لدراسة الطلبات برئاستي أنا وعضويتي أنا أيضا ، ونظرا لغياب أمين سر اللجنة خارج الوطن فقد منحني تفويضا لتمثيله في اللجنة أنا ايضا ، كما ان أمين صندوق اللجنة الذي كان مشغولا في لجنة أخرى فقد طلب مني أن أمثله أنا ايضا ، واما الطابعة فقد اعتذرت عن الحضور لأن اجتماع اللجنة سيكون في الساعة الثانية عشرة ليلا ولا تتمكن من الحضور فمنحتني إنابة عنها في التوقيع أنا ايضا ... وعلى ضوء ذلك وبعد ربط الاسباب بالمسببات ورد النتائج على المقدمات أقرر أنا أيضا بإسم اللجنة كاملة ::: رفض الطلب المقدم من المذكور (الذي طلب عدم ذكر اسمه ) وذلك للأساب التالية ...
أولا : أن العمر المطلوب لوظيفة السفير هي أربعون عاما وشهرين فقط ، وأن وجود يوم واحد زيادة في عمر مقدم الطلب يشكل عائقا كبيرا ومخيفا أمام قبول طلبه .
ثانيا : إن سرد مقدم الطلب لشهاداته العليا بطريقة استعراضية ، قد تثير لا بل أثارت النعرة الطبقية المقيتة بينه وبين المواطنين الذيت لا يحملون شهادات . وهذه غلطة فادحة وقع فيها مقدم الطلب ، وشكلت صدمة لرئيس واعضاء اللجنة الذين لا يحمل أيا منهم شهادة جامعية ، وكأنه كان يقصد الإساءة لاعضاء اللجنة بالذات وهذه اساءة جارحة لنا رئيسا وأعضاء للجنة العليا لفرز مواقع القيادات العليا .
ثالثا : إن مقدم الطلب ذكر في سياق سيرته الذاتية أن والده يعمل حراثا ووالدته تعمل آذنة في احدى المدارس ، وهذا يعني بوضوح انه لا يملك مزرعة حسب المواصفات (الحديثة) ومنزلا ريفيا يشتمل على كافة ادوات الهش الليلي والنش المخملي ، لكي يتمكن من استقبال زملائه أعضاء السلك الدبلوماسي فيما لو حالفه الحظ وأصبح سفيرا .
رابعا : إن الاستعراض المقيت والمميت الذي مارسة مقدم الطلب من انه يتقن العديد من اللغات العالمية قراءة وكتابة وتحدثا ، هو دليل أكيد على انه يشكل خطرا على الأمن الوطني لمملكة اليمامة ، لا بل وخطرا على الأمن والسلم الدوليين ، لأن الجاسوسية الدولية تعتمد أكثر ما تعتمد على اللذين يتكلمون أكثر من لغتين .
خامسا : وحيث أن وظيفة السفير ، أو أية وظيفة دبلوماسية أخرى هي فقط لأبناء الرؤساء والوزراء والسفراء ، وحيث أن والد مقدم الطلب يعمل حراثا ووالدته آذنة مدرسة ، فإنه بترشيح نفسه لوظيفة سفير قد تمادى اكثر من اللازم ، وخرق كافة الأعراف الوظيفية ... وحاول ان يضع نفسه في مكانة غير تلك التي يجب ان يبقى فيها للأبد وهي (حراث ابن حراث ) فإن مجرد تقديمه للطلب يشكل جريمة جزائية يعاقب عليها القانون في مملكة اليمامة بالسجن ثلاث سنوات وغرامة لا تقل عن الفي حبة ذهب عصملي ... ويعتبر هذا القرار قطعيا وبمثابة الوجاهي ولا يجوز الطعن به أمام أي من المحاكم الحقوقية الصلحية أو البدائية أو الاستئنافية أو التمييزية ... ولا حتى امام المحاكم الشرعية ... علما بأن اللجنة ستبقى ابوابها مفتوحة ومشرعة امام كافة المواطنين ممن تنطبق عليهم الشروط لإشغال أية وظيفة أخرى (وزير .. سفير ..مدير عام ... محافظ ) مع الرجاء ارسال السيرة الذاتية مفصلة بما يها المهارات الخاصة .



تعليقات القراء

ابن دبلوماسي
حاصل على شهادةتوجيهي راسب. يجيد اللغه العربيه العاميه ليس عنده خبره املي ان تقبلوني سفيرا لاحدى الدول الكبيرة
02-08-2015 12:21 AM
سهام الصمادي
مقال على الوجع ، يسلم الكاتب ويسلم موقع جراسا ... الحمد لله اللي في ظل ناس تحكي همومنا بطريقة راقية وتوصل الرسالة للي فوق
02-08-2015 12:36 AM
مسمار عبد الشكوش
صح لسانك ... على الوجع الله يبارك فيك ويكثر من امثالك ويقلل من السحيجة
02-08-2015 07:33 AM
سعيد الخواجا
تسلم ايدك على هالمقال الممتاز الذي يعبر عن حالتنا حرفيا ، والله الظلم ظلمات ، وشكرا لجرأة جراسا اللي نشر هالمقال الجريء
02-08-2015 06:24 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات