اتفاق نووي .. لن يدوم


تابعنا مراسم توقيع الاتفاق النووي فيما بين الطرفين الغربي والإيراني ويهمنا جداً كدول وشعوب شرق اوسطية خاصة وإننا ولمدة أكثر من 60 عاماً وما زلنا المسرح العالمي للإحداث المأساوية ونحن محط المتابعة والنظر والمادة الإخبارية الرئيسية لغالب المحطات العالمية .. يهمنا جدا ما تم الاتفاق عليه وأين نحن من هذا كله .

اختلفت وجهات النظر فيما بين إسرائيل والقوى الغربية الرأسمالية وسترتقي الأحداث قريباً ليصبح الاختلاف الى خلاف فيما بينهما , أمريكيا والآخرون يعتبرون أن وجود اتفاق ينهي حالة الحصار الاقتصادي على الدولة الإيرانية هو مسوغ فعال جدا لديمومة اقتصاديتها الحربية الضخمة أما إسرائيل فتعتبر أن وجود اتفاق نووي هو تهديد مباشر لوجودها وان الدولة العظمى ورفيقاتها قد رفعت يدها ولو قليلاً عن النظر لمصلحة إسرائيل العليا.. ووقعت الاختلافات بين أصدقاء الأمس قبل شهور من هذا الاتفاق وانتهى ظاهرياً الى أن ألقى رئيس وزراء إسرائيل خطابه بالكونغرس الأمريكي ليشرح لداعمي وجوده من الحبايب والأصدقاء المتبقون هناك أبعاد وأخطار هذا الاتفاق على الوجود الإسرائيلي .

لنعود وإياكم الى الخلف قليلاً وبلغة بسيطة بعيدة عن التعقيد السياسي بالألفاظ .

نقول :
إن إيران قد استطاعت أن تبني وتدعم اذرع عسكرية لها في دول المنطقة العربية وتعمل على زعزعة الأمن الإقليمي فمن حزب الله بالشقيقة اللبنانية بكل تكاليف أسلحته ومعادته وملابسه ورواتب منتسبيه تشم رائحة المال والمعتقد التوسعي الإيراني وصولاً الى اليمن الشقيق والجيش الحوثي هناك ومن قبلها العراق حتى وصل النفوذ الإيراني فيه أن عشرات الآلاف من الإيرانيين يصولون ويجولون بالدولة العراقية بدون أي سائل عن وثائقهم أو تأشيرات دخولهم .. ومواطني الانبار من ابناء العراق الشقيق احتاجوا الى وثائق لدخول عاصمة دولتهم بغداد وكأنما هم الغرباء في وطنهم وبلادهم .

هذا كله يضاف إليه تسليح وتطوير القدرات العسكرية للجيش الإيراني نفسه ولا شك أن الحصار الاقتصادي العالمي على هذه الدولة قد عمل على تقليل الدعم بكل أشكاله لهذه الأجسام إيرانية القبلة والمعتقد .. فالتخطيط والعمل الممنهج يحتاج الى دعم ممنهج .. هذا ما نظرت إليه القوى الغربية التي تجني مئات المليارات من وجود هذه النزاعات الإقليمية .. من ضرورة وجود اتفاق نووي ينهي هذه المسألة التي تعتير تهديد اقتصادي لها ولتعود إيران الى دعم هذه الأذرع العسكرية لها بالمنطقة لحصد النتائج الاقتصادية من قبلها .. ونحن إذا كنا منصفين بحكمنا على الأمور فيجب أن لا نلوم دول من ( وجهة نظرها ) تبحث عن مصالحها وديمومة اقتصاديتها أو دولة كإسرائيل تناضل من اجل استمرارية وجودها .. هذا الذي فهمته جيداً إسرائيل من غاية وهدف الاتفاق النووي الأخير وبرغم كل الضمانات الأمريكية والغربية إلا أنها لم ولن تقنع إسرائيل بان هذا الاتفاق هو خطر محدق على وجودها فإسرائيل لا تخشى من امتلاك الدولة الفارسية للسلاح النووي الذي لا نعلم مدى وحجم قوته أبدا .. بقدر ما تخشى من هي الدولة التالية التي ستملك هذا السلاح بناءاً على إعادة التوازن الاستراتيجي للسلاح في إقليم الشرق الأوسط الناتجة عن سباق التسلح الذي سيحدث بالمنطقة وقطعاً وقولاً واحداً هي دولة عربية ( الشقيقة السعودية على ما اقدر ) هذا ما تخشاه إسرائيل حقيقة لأنه سيسقط نظرية الردع النووي لها بالمنطقة .

وبما أن الحصار الاقتصادي اثبت انه تهديد اقتصادي على من فرضوه على إيران من جهة وان الاتفاق النووي هو تهديد وجودي على إسرائيل فستعمل إسرائيل كل ما يلزم بضوء اخضر أو بعدمه من القوى العالمية على إنهاء هذا الاتفاق بضربة عسكرية تدمر , تأخر حصول إيران على السلاح النووي .

أما الدول العربية الواقعة بين هذا وذاك التهديد حتى وان كانت هذه الدول تنفذ ادوار تطلب أو تفرض عليها فإنها يمكن أن تعمل باتجاه مصالحها..
من تسريع الحل السياسي في سوريا لتعود سوريا الى أحضان الإقليم العربي ..
من دعم دولاً كالأردن التي تعتبر عمقاً ورافداً لكل الإخوة والاشقاء العرب وهذا الذي يجب أن يفهمه إخوتنا خاصة السعودية ودول الخليج ..
العمل على إنهاء الخلافات بين الأنظمة العربية والنظر الى أن الجميع بمركب واحد والخطر المحدق يهذه الأنظمة واحد وان المسألة هي مسألة وقت لا أكثر .

فالعلاقات الدولية لا تبني بناءاً على المشاعر والصداقات إنما بناءاً على المصالح الاقتصادية وتقاطعاتها .. ولنا في إسرائيل والاتفاق النووي الأخير خير شاهد ودليل .



ملاحظة :
سئلت من أصدقاء كثر برسائل وخاصة في مواقع التواصل الاجتماعي عن رأيي فيما تحدث به الكاتب المصري عكاشة عن الأردن وانه سوف يسقط ..الخ

نقول : أنا لا اعرف هل قالها من باب التنبيه والتحذير بناءاً على دراسة واستنتاج .. أم قالها حسداً وحقداً وكيف لهذا البلد أن ينجو من هذه العاصفة الربيعية ..

أقول : الرد واحد على كلتا الحالتين ولكن يرافق هذا الرد الشكر على الأولى
والعتب واللوم على الثانية .

إخوتي :
الشق بالأردن لم يكن يوماً شقاً واسعاً والراتق بالأردن راتقاً خبيراً والشعب مثقفاً ويعرف مصلحة وطنه وبقائه مستقراً وان تلاطمت الأمواج من حوله ولذلك لم يتسع الشق على الراتق كما يقولون بالأمثال .
حتى أن الشق لم يكن يوماً حول القيادة والنظام بل على إجراءات وآليات نظامية وهذا لا يسمى شقاً أصلا فالجميع مع وطنه الأردن الحبيب وقيادته الهاشمية كتلة واحدة .

من هنا أقول للأخ المصري دير بالك على بلادك ومصالحها وافهم المرحلة جيدا وتكلم يا رعاك الله فيما يعيد الأمن والاستقرار للشقيقة الكبرى مصر .



تعليقات القراء

خالد البطيخي
مقال اكثر من رائع نشكرك على التوضيح فقد اضاءت لنا نقاط كثيرة
31-07-2015 12:24 PM
سامي الفهد
نعم تحليل منطقي بس شو بدهم العرب يعملوا وهم مكبلين بالديون والخوف ع الكراسي شكرا
31-07-2015 04:17 PM
فراس الحمد - الجامعة الهاشمية
بالفعل يجب توحيد كلمة العرب ولم الصف العربي , فالمستجدات القادمة تلزمنا بتوحيد مواقفنا العربية .
شكرا لكاتب المقال
31-07-2015 09:16 PM
د.احمد القضاة
بالضبط هذا هو الي حاصل وسيحصل ابدعت بالتحليل واحلى جملة بالمقال هي ( دعم دولاً كالأردن التي تعتبر عمقاً ورافداً لكل الإخوة والاشقاء العرب وهذا الذي يجب أن يفهمه إخوتنا خاصة السعودية ودول الخليج .. )
06-09-2015 12:39 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات