هل يصدق عباس نتنياهو ؟


رئيس حكومة العدو الإسرائيلي نتنياهو يدعـــو الآن رئيــــس السلــــطة الفلـــسطينية محمود عباس للعودة الى مفاوضات سلام دون شروط مسبقة، ويعتبر دعوته فرصة تاريخية أمام عباس وأن عليه اغتنامها.

الخشية، أن يصدق، الرئيس عباس نتنياهو، فيذهب فعلاً الى مفاوضات، اعتادها، واعتاد أن لا يحقق منها أي شيء.

إذا كانت سنوات المفاوضات كلها، منذ انطلاقة مدريد وحتى الآن لم تحقق أي شيء على الاطلاق للشعب الفلسطيني، فهل حقاً سيقدم نتنياهو لعباس جديداً هذه المرة.

حقيقة الأمر، أن نتنياهو أكثر قادة العدو وضوحاً، ولا يخفي شيئا من برامجه وخططه وأهدافه، وهو أكثر من لا يؤمن ولا يعترف بأي حقوق للشعب الفلسطيني، ولا بأي دولة لهم فوق ترابهم الوطني، كما أنه أكثر من يسهل للجيش الإسرائيلي عمليات القتل والتدمير والإبادة، ويوفر لهم كل ما يلزم من أجل ذلك، ومنها الحماية من الملاحقة كمجرمي حرب. وهذه الأمور وغيرها، مسجلة كمبادئ له ولحزبه في كتابه مكان تحت الشمس، ويطبقها علناً وصراحة، وبصرامة شديدة، دون أدنى اكتراث لأي ردة فعل من أي جهة، وهذا تماماً ما وقع مع الرئيس الأمريكي أوباما، الذي وقف عاجزاً عن ثنيه عن مجرد تجميد الاستيطان.

دعوة نتنياهو لعباس أساسها جره لتقديم مزيد من التنازلات والحصول منه على اعترافات بيهودية الدولة وشرعية الاستيطان، وصولاً الى ما هو أخطر من ذلك، على طريق تصفية القضية الفلسطينية، ليس باستكمال تهويد القدس فقط، وإنما بالاستيلاء على المسجد الأقصى، وهدمه، وإقامة الهيكل المزعوم مكانه.

يعلم عباس أنه لم يحصل على أي شيء من الإسرائيليين والأمريكيين أيضاً، ويقول إنه خذل، ويشعر بالمرارة والخيبة، وأن هذا ما يدفعه لعدم الترشح مجدداً لرئاسة السلطة.

وهو بما هو فيه وعليه، يعي الآن أكثر من أي وقت، أن المفاوضات التي لم تقدم له أي شيء سابقاً، لن تقدم له هذه المرة جديداً.

إلا إذا كان مصدقاً أو حالماً، أن نتنياهو بات حريصاً على حقوق الشعب الفلسطيني، وأنه ما عاد مهتماً بالهيكل، وأنه سيقدم له الدولة والقدس على طبق من ذهب لمجرد العودة الى المفاوضات.. وهذا مدعاة ليس للسخرية وحسب، وإنما للرجم بالحجارة و..أيضاً.
 



تعليقات القراء

عقله يقول
الحل هو مفاوضات تم مفاوضات ثم مفاوضات على راي ابن العريقات الحياه كلها مفاوضات
17-11-2009 06:07 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات