المكاييل الأمريكية،،،؟


على ضوء إتفاقية المشروع النووي الإيراني ، الذي حبكته أمريكا تحت عنوان "5+1" ، والذي دفع وزير الدفاع الأمريكي ليقوم بجولة على ما يُسمى بالدول الصديقة لأمريكا في الإقليم الشرق أوسطي ، وتحت عنوان تطمين هذه الدول بأن هذا الإتفاق لن يكون له أية آثار سلبية على هذه الدول ، والتي أهمها إسرائيل ،،،"أوس مليار"،،، ومن ثم السعودية ، الأردن ودول الخليج العربي ، وكل تلك التطمينات دون أن تُظهر أمريكا الحقيقة ، التي ستمنح إيران كل عناصر القوة المادية والمعنوية والعسكرية على حد سواء ، وخاصة عندما تتحرر مئات مليارات الدولارات ، ودخول إيران سوق النفط بقوة ليس لها مثيل ، مما يتيح لها أن تتمدد وتمُّط أرجلها أكثر في سورية ، العراق ، البحرين ، اليمن وغيرها من الدول العربية والشرق أوسطية وفي كل مكان ، تجد فيه ما يعزز عودة إمبراطوريتها الفارسية ، بشيعيتها ومجوسيتها وبعدائها الحاقد والسافر للعرب والمسلمين السُنة تحديدا .
- قلنا غير مرة أن أمريكا بعد أن أطاحت بوصايا بنجامين فرانكلن ، تجاه الخطر اليهودي الذي تحقق وبجدارة منقطعة النظير ، حتى أضحت أمريكا الآن وفي العُرف الصهيوني تحديدا ،،،"مجرد مستعمرة "مستوطنة" إسرائيلية"،،، لا تنقص ولا تزيد عن أية مستوطنة يهودية زرعها اليهود في فلسطين ، وقلنا غير مرة أيضا أن إيران هي عدو تكتيكي وحليف إستراتيجي للصهيوأمريكي ، وكل ذلك ما لا يريد العرب والمسلمون "السُنة" أن يُقرّوا به أو حتى يتفهموه،،،لماذا يا ترى،،،؟ . السبب بسيط جدا وهو أن غالبية الحُكام العرب لا يؤمنون بالحرية ، الديموقراطية ، المساواة بين الرجل والمرأة ، العدل ، المواطنة ، حقوق الإنسان ، ويغلقون قنوات التواصل بين الحاكم والمحكوم ، وحيث لا مكان لسيادة القانون الذي يجب أن يُطبق على الأمير قبل الفقير،،،!!! . غير ذلك وإن إستثنينا الأردن الذي يجهد بدراسة مواقفه وقراراته ، فإن قرارات ومواقف معظم الحُكام العرب تأتي عشوائيا ، وفي أغلب الأحيان تقوم حروبهم كردات فعل ، إستعراض ، توصية من صديق "جاهل وربما متآمر" ، بهدف توريط هذه الدولة العربية أو تلك في أتون الصراع الدموي الذي يشهده الإقليم .
- أمريكا اليوم منشغلة بكل مؤسساتها السياسية ، الإقتصادية والعسكرية بكيفية إرضاء اليهود الذين يحتلون فلسطين التي باتت في غياهب النسيان عربيا ، إسلاميا ودوليا وهذا ما تدعمه أمريكا ، التي تعمل بكل قواها "الديماغوجية" لإقناع العالم بأن هناك عداءً بين اليهود والمجوس ، متناسية تاريخ العلاقة بين هذين الطرفين ، وما كان من الفرس بعد السبي البابلي ، وحين هزم الفرس نبوخذنصر ، سارع قورش الفارسي بحمل الذهب والفضة ، الذي تمت إستعادته من نبوخذنصر على رأسه وأعادها لليهود ، وغير ذلك تجاهلت أمريكا عبدالله بن سبأ اليهودي الفارسي ، وسعيه للفتنة بين المسلمين على إيقاع التحكيم بين علي ومعاوية ، ودوره في التشيع لعلي كرم الله وجهه ، حتى أن إبن سبأ دعا علياً إلاها فجزره عليٌ وأنبه وطرده .

- إن الفرق بين العرب وبين بقية شعوب وأمم العالم أنهم "العرب" أبرياء ذوي مصداقية ، شهامة ، كرم ، رجولة ولكنهم في ذات الوقت سُذّج ، تنطلي عليهم الحيّل وتمرُّعليهم المؤامرات بسهولة ويُسر ، كنتاج لنقاء سريرتهم التي إكتسبوها من حياتهم في الصحاري والبراري ، حيث الإنسجام مع الطبيعة البكر وهو ما عزز فطريتهم وتسامحهم ، كما أبعد عنهم أو قلل المكر والكيد والتُقية كما هو حال اليهود والفرس المجوس ، اللذان يعبثان بقوة في هذا الإقليم الشرق أوسطي ، الذي يشهد كل هذه الصراعات والحروب الدموية ، وسببها يأتي لتحقيق نبوءة الصهيوني برنار لويس ، الذي دعا في مطلع خمسينات القرن الماضي ، إلى أهمية وضرورة تفتيت الأمة العربية الإسلامية ، عبر الصراعات الدينية ، المذهبية ، الطائفية والشعوبية التي نشهدها الآن وبجدارة ، ولم يكتف لويس بهذا فقلل من أهمية تقسيمات سايكس وبيكو ، لهذا تنبأ ودعا بأن يشهد اليوم الذي تُصبح فيه الدول العربية الأعضاء في الجامعة العربية ثلاثة وثلاثون دولة ، وهو ما يعني عدم الإكتفاء بالمُقسم ، لنعبر إلى مرحلة تفتيت المفتت وهي المرحلة التي يبدو أننا نقف على أعتابها ، في الوقت الذي يستعرض فيه بعض قادتنا وحُكامنا ، وخاصة من أهل الجزيرة العربية ، مواكبهم ، حراسهم ، سياراتهم ، خيولهم وعبيدهم في غير مكان من شواطئ الغرب ، الذي هو سبب علتنا وتخلفنا وضياع فلسطين ، القدس ، الأقصى المبارك ، كنيسة القيامة ، الحرم الإبراهيمي الشريف ، مهد عيسى عليه السلام ، قبة الصخرة المشرفة حيث معراج محمد صل الله عليه وسلم وغيرها من المقدسات ، التي ما دون الأردن باتت في غياهب النسيان،،،فهل بهذا الواقع العربي المُخزي ستقوم لهذه الأمة قائمة،،،؟ والله أني في شك من بغداد إلى جُدة،،،!!!



تعليقات القراء

فاقد الجحشه
مقال اليوم جميل ومعبر ومغدق لا فض الله فوك وهيك بدنا اياك بس لو تغيير الصوره بصوره احدث شاكرا سعه صدرك
28-07-2015 12:17 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات