بادئ ذي بدء أود أن أعرّف معنى النحنحة فهي كلمة قد يكون لها معنيين: الأول أنها كلمة تطلق من جوف الحلق على شاكلة "اححح " بعدم التقيد بطولها وهذا ما تحدده طبيعة الموقف وحالتة, والثاني أنها تكون من لغات الجسم  تعبّر عن الخروج من موقف صعب كالشردقة بالطعام مثلا.
 
والنحنحة تعد طريقة غير مباشرة للتعبير عن موقف معيّن بدون إحراج ومس كرامة الشخص المخاطب بإسلوب عامي واضح بسيط .
 
أما منحى استخدامها فهي تكون في اتجاهين ايضاً:
 أولهما الاتجاه الإيجابي كأن يطلقها رجل عند دخوله بيت فيه نساء وراعي البيت غير موجود فكأنه يطلب الاستئذان بالدخول الى حرمة البيت, أو أن يعبّر شخص عن حدوث شردقة في طعامة فيهمّ الشخص القريب منه أن يأتي له بالماء أو أن يقوم بالضرب الخفيف على ظهره, أو كمن يستخدمها بعض الرجال في المجالس عندما يقوم شخص ما بالمبالغة بالحديث بموضوع ما فيطلقوها له إيعازاً منهم بأن يقوم بالاختصار بالحديث وعدم المبالغة.
 
اما الاتجاه الثاني وهو السلبي باستخدامها كالذي يقوم به بعض من الرجال الكبار عند إطالة الشيخ الخطيب بخطبة يوم الجمعة فترى الحناجر تتنحنح مرسلة رسالة الى الخطيب باختصار الخطبة او عند اطالة الامام في قراءة السورة القرآنية بعد سورة الفاتحة، أو كمن يستخدمها بعض الرجال عند دخوله إلى فرح أو عزاء معبّراً بطريقة النحنحة بأنه أتى وأن الجميع ان يقوموا باستقباله وعمل مراسم تشريف لحضوره.

ويتداول استخدام هذه الكلمة العامية بكثرة عند كبار السن بشكل ملحوظ لتعبّر عما بداخلهم حسب طبيعة الموقف وحالته .
 
أدام الله لنا كبار أعمارنا وشيوخنا وجعلهم يستخدمون النحنحة بشكلها الإيجابي.

ahmedzoubi@yahoo.com