الاردن يسير نحو الحكومة الالكترونية منذ عشر اعوام ، و يحصد جوائز تميز في المجال ، و يكتب عنه و في الوقت ان التعامل لا يزال بعيد عن الواقع ، في  بيروقراطية الورق والمعاملات.

 

 و قد تشرفت منذ اكثر من اثنا عشر عاما ان ترأست لجنة تحويل النقابة الهندسية الى نقابة الكترونية ، و اليوم كل ما يحتاجه الزملاء المهندسون متوافر عبر البريد الالكتروني و الموقع الخدمي لنقابه المهندسيين الاردنيين :اول نقابة عربية الكترونية .

 

 و مع ذلك فأن ادارات حكومية تجعل من الحواسيب صناديق للفرجه و التصوير و تتعامل مع البريد الالكتروني و كانه فاكس ، يمر في كل مراحل التعقيد و لا تتم الاجابة خلال بروتوكول الكتروني عالمي يحدد وقت الرد باربع و عشرين ساعة على اكثر تقدير.

 

و اعطي امثلة  على تعقيدات حكومية ورقية ، و منها مثلا تجديد جواز السفر في الخارج ، يحتاج الى ثلاثة اشهر ،حيث  يتم ارساله بالحقيبه الدبلوماسية و اعادته بالحقيبة و يستغرق وقتا طويلا و هو ما يعذب المواطن ، وهنا  الافضل ان يذهب المواطن في الخارج الى شركة طيران و يحجز مقعدا للعودة الى الوطن و عندها يذهب في اقل من ساعة الى ادارة الجوازات الاردنية  و يصدر جواز سفر .

 و ما ينطبق على الجوازات و شهادات حسن السيرة و السلوك بالامكان امداد ظلالها على الكثير من الاوراق المطلوبة و المتداولة

 

 و لكن ليس كل شخص لديه تلك المقدره و لا الوقت يسمح و لا الفكر ، فلماذا لا يتم التسهيل و استخدام وسائل الكترونية مبسطة و ميسرة.

 

و منها ايضا مثلا شهاده حسن السيرة و السلوك ، و التى تتطلب ان يأتي المواطن بنفسه الى دائرة المخابرات لاصدارها ، علما انني حصلت على شهاده حسن سيرة و سلوك من شرطة سكوتلانديارد عبر رسالة الكترونية بريديه لاتقدم الى وظيفة ، و كتب لي مدير الشرطة رسالة موضحا لي حقوقي انه اذا لم استلمها خلال فترة محددة بامكاني مقاضاته ، و حصلت على رسالة من الشرطة الكندية عبر بريد الكرتوني وصلتني خلال 24 ساعة عبر البريد الالكتروني ، و الاصل الى عنواني خلال 5 ايام ، و حصلت على رسالة من الاف بي اي الامريكية عبر بريد الكتروني وقت ان عملت في تقديم برامج للتلفزيون الامريكي .

 

و كلها كانت شهادات موثقة لاجل العمل في شركات بالخارج ،لم تستغرق اكثر من دقيقتين لارسال الطلب و اقل من يوم للحصول على رد متى ستصلني الشهاده ،  و استعجب ان الاردن لا يزال يصر على حضور الشخص بلحمه و شحمه للحصول على الشهاده علما بأن المعلومات عنه متوافره على اجهزة الكترونية مسبقا ، و ملفه و ملف "اللي خلفوه " موجود ، والاهم ان  الاردن معروف عنه التقدم و السبق ، فلماذا هذا التعقيد

 

والقضية هنا ليست فقط مال و انما وقت ، و كما قامت الحكومة بالاعلان عن النافذة الاستثمارية يحق للمواطن نافذه ايضا ، اليس هو في عرف الاردن "اغلى ما نملك ؟" ، و اليس هو استثمار بتواجده في الخارج يقوم بالتحويل و رفد الخزينة بالدولارات و يخفف بتواجده الخارجي من الضغط على الحكومة بايجاد فرص العمل ،  كما وانه يحمل راية بلاده في التفوق و الخبرة المتناقلة بين العالم؟.

 

اعتقد انه هناك شخصا ما لم يهتم بالتغييرات التى تحدث في الاردن ، و لا بعقلية متطورة متوافرة بين الجيل الجديد ، و هناك من يصر على التعقيد و على اذعان المواطن لاعراف قديمة من الجلب و الانتظار.

 

 و الواقع الحق  ان الاردن يقدم تلك الخبرات الالكترونية لدول مختلفة و هو مصدرها ، و نأمل ان يعتمدها هو قبل الاخرين كما عهدنا في السبق الاردن دوما "اولا"

aftoukan@hotmail.com