عيدك يا جاري


ياللهول أخذني شغف العيد فذهبت مسرعاً لأبارك لجاري بالعيد ,وأحمل بيدي قليلاً مما تبقى من شعبيات بلادي أنها فطيرة العيد خبزاً تحليها جدتي بسكر والسمنة ,وحين وصلت بيت جاري أصبح شغفي يرتد مراً إلى حنجرتي, ما حل ببيتك يا جاري أين الباب الذي يطرق؟ والأطفال التي تبهج؟ أين الجار الذي يضحك وأقول له حين يتدافع الأطفال إلي أولاً قبل يد جاري :دعهم أنهم فرحون بملابسهم وبألعابهم بقدوم العيد فهو زف لهم كل جديد

أين أنت يا جاري لا أرى سوى قليلاً من الأطياف حولي أعيدها في ذاكرتي فوق حطام بيتك فلم أجد سوى بعض دماء عائلتك وقليلاً من الملابس المندثرة تحت حطام باب بيتك , وجذبني فوق الحطام لعبتاً أهديتها لبنتك شام التي سميتها مفتخراً ببلدك ولكني وجدتها وقد أنداس ثوبها وقطعت يداها وقلعت عيناها فهي عمياء بين الحطام ,ثم جذبني رائحة الفطيرة في يدي فاستعدتُ ذكرياتي مع جدتك حين كانت تضع الوشاح الأبيض فوق رأسها وعلى خصرها في يوم العيد ,فتطل علينا فأقول لها :كيف الأهل في فلسطين ؟ فتقول لي :أنهم فرحين قدموا دمائهم ليغسلوا ما تدنس به القدس من أقدام الطامعين

ثم انتفضت فصرخت في الأرجاء أين جاري يا جدتي ؟ أين جيراني ؟! ماذا حل يا اليمنُ في بلادك ؟ ماذا حل يا ليبيا في بلادك ؟ أين أنتِ يا عراق ويا تونس ويا جزائر؟ لما جراحكم تنزف كل منكم على حدا ؟ أما عاد هناك رباط واحداً يضمدها !

فعدتُ فلم يعد لي قدمان فقد أهديتها لشام ,ولم يعد لي يدان فقد أهديتها قلماً نبراساً لبغداد ,وتركت قلبي في القدس منارةٍ وقلتُ:يا تونس وليبيا لكي عيناٌ ولليمنُ عينُ ,ويا أنفي أريدكَ تبقى معي في بلادي الأردن لتبقى تذكرني برائحةُ وعبق جيراني .لعلها ترتد يوماً كما أرتد البشير بقميص يوسف على أبية فارتدا مبصرا



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات