كتاب الاستجداء والمنفعة!!


تحدثت صحيفة صينية معارضة قبل سنوات عن الممارسات التي تمارسها الدولة بحق من لهم افكار تصحيحية تصور عمق الشعور الراغب في التغيير ببلادهم وعن ممارسات ما يسمى بكتاب المنفعة والتجبر , فبينت ان النهج المأمول في التغيير بسياسة الدولة يزداد تزمتا واحتواءا لافكار الاخرين كلما ظهر جيلا من الكتاب الماجورين والذين يشوهوا صور التحرر والانفتاح لدى اغلب الجماهير , فأشارت باحدى عناوينها وهي تطبع خارج البلاد بأن (الشعب مازال ينتظر تحولا ايجابيا والكتاب مازالوا يمارسو دور وصاية النظام الفاسد) , الا ان اصحاب الفكر ببلادهم الام حاربوا تلك الصحيفة على اعتبار ان الافكار هي مجرد تعبيرا عن الحريات والشعور لدى الكاتب لذلك يجب احترام الرأي الاخر مهما كانت المبررات والانتقادات , فاصبحت فيما بعد تقوم تلك المؤسسة الاعلامية بدورها الذي يوازي بين الراي والراي الاخر واحترام حرية الفكر مهما كانت تطلعاته او ميوله , وفي مقارنة بين مؤسساتنا الاعلامية كعرب ومؤسسات الدول التي وصلت لدرجة متميزة في النهج الاعلامي نلاحظ حجم الفوارق الشاسعة فيما يخص احترامنا للراي والراي الاخر ! فاليوم يطل علينا كثيرا من الكتاب حاملين افكارا بعيدة كل البعد عن مصلحة الشعوب لاتحمل في طياتها الا رسائل رخيصة عنوانها البارز يتجسد بين المنفعة الخاصة وبين مساندة السياسات الهزيلة للدول , فاصبحت الحرب الاعلامية ببلادنا اقرب ماتكون لحرب افكار حامية الوطيس , احد اطرافها فكرا مدعوما يسوق بالقوة وفي الناحية الاخرى افكار نابعة من روح المعاناة للمواطن ومن طموحات الشعوب , ومما يزيد الطين بلة ظهور مجموعات تتخذ من القلم اساسا للظهور فكتاباتهم الزاخرة بمديح فلان تارة والتهجم على غيره ومحتوى رسائلهم الاعلامية جوفاء تنم عن رائحة المصلحة تارة والعنصرية تارة اخرى , فاصبحت ساحة السباق معدومة الملامح حيث اصبح ألمتلقي لتلك الكتابات تائها لغياب النهج الاعلامي الواضح الذي يصور مستجدات الاحداث كما هي , فكثيرا من كتاب المنفعة أذكوا النعرات الطائفية من خلال اساليبهم الهزيلة كما واصبح مفهوم المزايدة على حب الوطن سمة واضحة بملخصاتهم الذين يدونونها , وبما اننا اليوم نقف امام اعتى المسئوليات التاريخية التي تعانيها شعوبنا العربية بكافة الاقطار بما تحويها من ضياع لهيبة المواطن ومن تهميش واضح لللحقوق وادنى درجات العيش الكريم, لذا يجب على الاعلام ان ينحى بنهجه بعيدا عن المصالح المؤقتة ويدعوا من خلال كتابه الالتزام التام بقضايا شعوبنا الحياتية من جهة والمصيرية من ناحية اخرى ,فرسالة الكاتب رسالة سامية تنطلق من الفكر وليست من الرغبة عندما تكون الضمائر حية وليست داخل اشلاء , فعلى كتابنا ان يعاودوا حساباتهم وينطلقوا من المصلحة العامة للشعوب اكثر من انتهاجهم لما يسمى بكتابة الاستجداء والمنفعة حتى يثروا مطالب الشعب بالاصلاح ولايدمروا طموحاتهم المأمولة ......

(ملاحظة : المقصود هنا ببعض كتاب المقالات اليومية ولا يشمل الجميع )



تعليقات القراء

ابو خليل
كلام سليم ...ما اكثرهم كتاب الثرثرة والانتهازية ....هؤلاء المتسلقون يجب ان نحذر منهم ...وعلى فكرة كلهم مكشوفين....شكرا كاتب مبدع دائماً...
15-07-2015 04:02 AM
محمد عامر
احسنت .
15-07-2015 12:28 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات