جراسا -

للحديث أصول وللكلمات وزن ، بعضها ينبغي أن يكتب بماء الذهب ويخط على جدران التاريخ نقشاَ وضاءاً عل الواهنة عقولهم والسابحة ضمائرهم في بحر الظلمات أن يهتدوا إلى سوي السبيل .

" إن القدس خط احمر وعلى الإسرائيليين عدم اللعب بالنار " كلمات تفضل بها صاحب العرش الهاشمي لتكون ركيزة ومنبع أساس لسياستنا الأردنية ولتكون درسا للمُسَيسين والمُتسيسين عنوة فوق طاقات عقولهم ومدارات أفكارهم المتخمة كرهاً والمشبعة حقداً يغذيها عُقدٌ وأفكار بالية كما بيوت العناكب .

إن توقيت التصريحات الملكية تعكس حرص القيادة الهاشمية على امن واستقرار المنطقة وهي باعث من بواعث الحكم الملكي الرشيد ، فالأردن ضلعا من ضلوع الوطن العربي يغشاه ما يغشى باقي الضلوع من خطوب وملمات تصغر أمام آمال العظام من أبناء شعبنا وامتنا .

ما شهدته الحالة السياسية الشرق أوسطية من تخبط إسرائيلي واعتداء على المقدسات الدينية لأصحاب الكتب السماوية وإفساد متعمد لمساعي السلام وتطبيق وصفات خرقاء لن تجدي نفعا ولن تجلب خيرا وصلاحا وإنما هي لعب بالنار كما وصفها صاحب العرش الهاشمي وهي رسالة ملكية واضحة بأننا نلتزم بمواثيقنا واتفاقياتنا وان هذا الالتزام نابع من خلقنا الرفيع واحترامنا لعهودنا وعلى الطرف الأخر أن يعي وان لا يفسر غير ذلك لأنه لن يصيب الصواب .

ومع تأكيد جلالته على أن المجتمع الدولي عليه واجب ومسؤوليات وضمانات صفتها ملزمة ومكتوبة تكفلها الأمم المتحدة وترعاها أقطاب القوة لتعالج قضايا الوضع النهائي والحدود والقدس واللاجئون وإيقاف الاستيطان وقيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية ، وان الأردن كان وسيبقى على الدوام مع القيادة الشرعية الفلسطينية داعما للإخوة في السلطة الفلسطينية لتحقيق ما سيتحقق قطعا من حق أبلج شرعيته تاريخية ومستقبلية .

كما أن خلقنا العربي الهاشمي الأصيل يأبى أن تستباح حدود لجار أو أن تعتدي شرذمة مخبولة على ارض الجوار ، فحدود الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية وسلامة مواطنيها هي حجر أساس لسلامة وامن المنطقة ولن نقبل كأردنيين قيادتنا هاشمية أن تستباح أو يدنو منها اخرق أو مغفل كما ندعم ونقف جنبا إلى جنب مع الشقيقة اليمن ضد أي محاولات غير رشيدة للنيل من أمنه واستقراره مدعومة من أي جهة كانت .

وتمر بنا اليوم ذكرى الأحداث المريعة التي دبرتها فئة ضالة ضد عاصمتنا الأردنية لنؤكد تأكيدا متحدياً لهم بأنهم لن يطالوا بلدنا ولا حتى في خيالات أوهامهم ولا أضغاث أحلامهم فعمان عرين أردني هاشمي تحميه اسود من قواتنا المسلحة وفرسان من أجهزتنا الأمنية مفتوحة الشهية لافتراس لحومهم العفنة الفاسدة وان ترميهم جيفا للهوام والكلاب الضالة .

وللخائبة دوما آمالهم وأنفسهم المريضة واللاهثة وراء سراب والمحاولين النيل من درتنا الهاشمية المصونة والخائبة تدابيرهم دوما ، نقول إن أزيز رصاصنا لا الرصاص سيرعبكم دوما وحبات عيوننا تستحيل رصاصا في مدافع الوطن نذود بها عن مليكنا ووطننا ولن تنال أيديكم المغلولة المشلولة من ذرات ترابنا فكلنا عبدالله وكلنا فداء لعبدالله ليبقى مليكنا بحفظ من الله تعالى مليكا هاشميا أردنيا عربيا وليبقى الأردن على الدوام حرا مصونا .

النائب
احمد الصفدي